كان سان مُحبًا للقراءة، ف صفحات وجهه كانت توحي بالبرودة اما سان كان شاعريًا يهوى القراءه، بعدما حادثته هيونا كي يرجع الى المنزل وجد شعور الملل يتسرب لدواخله، التقط كتابه وقرر القراءة بالخارج، اعتاد القراءة بالحديقه او امام النهر وقد قرر السير لإفتتانه بطقس اليوم، كلما جلب عقله صورة الملاك المليئ بالطهر الذي رأه مُسبقًا فإنه يزيل تلك الصورة بإعياء، يحرك رأسه لعل ذكرى وجهه تسقط ارضًا كسقوط الامطار وعلى ذلك الوصف فقد شبهه سان بالمطرِ فعليًا، فمنذُ وقوع عينيّ سان اعلى ذلك الملاك وروحه تزدهر وتُزهر وردًا كالذي كان بين يديه الصغيرتين.
استفاق سان من شرودة ووجد نفسه بالمقهى امام فتى الازهار، لم يمانع سان ذلك ولاول مره يتجاهل عقله اللحوح الذي يأمره بالرحيل، كان سان مسحورًا بذلك الفتى والذي يجعله يضحك بصمت هو فكرة ان ذلك الفتى ليس الا جنيًا ساحرًا صغيرًا كـ جنية بيتر بان.
"قهوه ومافن فراولة من فضلك"
ذلك ما طلبه سان والذي كان طلبه المُعتاد دومًا، اتخذ الطاوله الخارجية موقعًا له.
فقد سان عدد الصفحات الذي قرأها ويجهل محتواها، كانت الكلمات بكتابه لا شيء مقارنةً بـحُسن فتى الزهور وفتنته.
راقب سان تفاصيله عيناه الامعه، ابتسامته الدافئة، كلماته اللطيفه للمارة، شغفه لزهوره الملونه، كان سان يبتسم تلقائيًا عندما تقع عيناه على ذلك الوسيم، نظر سان لكتابه بتشتت وتذكر سبب مجيئة لهنا لذا حاول اغلاق عينيه بصعوبه، ثانيه ثانيتان دقيقه
"هل تراقبني!"
"م.. ماذا؟"
"هل تحب القراءه؟"
اقترب الملاك المُشع من سان حتى يرى الكتاب
"لا!"
نطقها سان بحِده اخافت الصغير استقام وذهب فورًا بخطوات متسارعة، عقله يصرخ ويلح، الكثير من النمل بداخله عقله والحكه تسري بِكُل عروقه يبتلع ريقة مِرارًا وتكرارًا بلا جدوى، يشعر بالظمأ الشديد، حلقه جاف كـصحراء قاحله، ركض سان للمنزل تعثر وخدشت ركبتاه لكنه لم يكُ ليهتم.
فتح باب المنزل سريعًا، يداه ترتجف ويشعر بالبرودة، قارورة ماء واثنتين وعشرة، يشرب وكأنها مياه النهرِ الخالد، بشراهه وكثرة، و تليها تقيؤ سان الذي سمعته هيونا النائمة استيقظت وهي تركض للحمام تفرك ظهره وعيناها تغمرها الدموع "اسفه سان اسفه سامحني" كانت تهمس بها هيونا الباكية امام سان الجالس اعلى ارض الحمام بهوان، يتنفس بثقل وكأن التنفس خطيئة، ينظر لها بتشتت وهي تمسح وجهه بالماء، فقد استفرغ سان جُل معدته.