لم أنسك

30 6 4
                                    






اهرول مسرعه نحو القاعات لتقع ملازمي وكتبي نتيجه اصطدامي بأحد فأنحنيت لأجمعها مسرعه لينحي الشخص الذي اصطدمت به ليساعدني فقدمت اعتذاري من دون ان الحظ وجهه فما ان انتهيت ورفعت وجهي لأكرر اسفي عليه ليصدمني هو الاخر بالشبه الذي بينه وبينك يا عزيز ......!؟

قبلَ اعتذاري هذا الشخص لكن لم يعتذر عن الضرر الي احدثه بقلبي فلقد قام بفتح كل تلك الجروح التي لم يكن من السهل عليه ان اخيطها اه لم يكن من السهل ابداً......فقبل اربع سنوات من الان كنت انت من يعتني بقلبي اذ خدش لم اتوقع يوما ان الطبيب نفسه من يقتل المريض قتلتني يا عزيز....نعم قتلني.

لماذا كنت اقنع نفسي بأني نسيتك ايمكن ان انسى اول لقاء ....... عائدة من المدرسه بعد اخر امتحان لي في اخر مرحله في مدرستي

تخيل فرحتي اعتقد ان سعادتي وايجابيتي في ذالك اليوم كانتا كبيرتيين لدرجه جذباك الي الى امام ناظري فعند وصولي الى البيت وجدتك تقف مع احد اخوتي لطالما سمعت عن عمق وصدق علاقتكما ولكن لم ينتابني الفضول لرؤيتك ابدا انه طبعي انعزاليه وغير اجتماعيه ابدا ولا احب التدخل في حياه من حولي ،

عرفتك صديقه من خلال نطقه لأسم عندنا ناداك ... عزيز ... حينها فقط انتابني القليل القليل جدا من الفضول ان ارى وجهك فرفعت عيني فوقعت بعينك كنت ذو هيئه طويله ،أكتاف عريضه ،أسمر البشرة ،شعر خفيف

لقد كنت اول شخص انتبه الى ملامحه لهذه الدرجه، عرفني اخي عليك فألقيت السلام واسرعت الى الداخل لا انكر انك علقت في ذهني لفترة ثم تلاشيت ولم اعد اتذكر هذه الملامح ، وبعد فترة انقضت فيها العطله اقبلت على التسجيل في جامعه تناسب معدلي وبعد فترة ظهر قبولي في احدا الجامعات التي تقع على مسافه ليست بقليله عن بغداد بتخصص هندسه معماري كما كنت احلم ،

ولقربك من اخي ووثوقه بك عرض عليك ان توصلني للجامعه بأجر مقبول وقمت انت بدورك بالقبول والامتتنان ،

لن انكر انتي معجبه بك منذ لقاءنا الاول فلم يزعجني اني سأراك يوميا وسأقضي وقت مايقارب الساعه لوصولي للجامعه معك ،فتبادلنا الارقام ولأنني لم اكن اجتماعيه فكن في كل مرة تحدثني انت من يفتح الموضوع وكنت تعرفي اي المواضيع تشدني وانطلق فيها كنا نتحدث لساعات ولن نشعر بمرور الوقت وعندما تأتي في الصبح نقضي الطريق بالدردشه وعندما نصمت تبدأ بالحديث عن نفسك فكنت كل يوم اعرفك اكثر فأكثر اصبحت اعرف أكلتك المفضله البذنجان المحشي ولونك المفضل الرمادي لطالما سألتك لماذا رمادي ؟ أجبتني لانه لايوجد شي في الحياه أسود او ابيض نحن دائما في المنتصف لا توجد حياه سعيده دائما ولا حزينه دائما ، اقنعتني اجابتك لدرجه انني اعشق هذا اللون منذ تلك اللحضه لااعلم لأقتناعي بأجابتك ام لأنه لونك المفضل ،وعلمت ايضاً انك تدخن السكائر رغم معارضه امك وانك تمانع التدخين امامها خشيتناً ان تَقهرها ،وعطرك المفضل الذي لا تستخدمه الا في الطلعات المهمه لبَهض ثمنه ، وانك تلبس الساعه في اليد اليمنى وسألتك مراراً عن السبب ولم تعطني الاجابه المنطقيه تقول :ما احب البسها بالأيد اليسرى بس هذا السبب
:عزيز الساعه تلبس باليسرى ليش تلبسها باليمنى
: اهووو يمعودة هسه يمنى لو يسرى شيفرق

لتنهي النقاش في كل مرة من دون جواب لألحظ في مرة من المرات لم تكن فيها ترتدي ساعه وبقيت طوال تواجدي معك انظر الى معصم يدك بتمعن بهدف ان اجد شي كنت اظن انك قد وضعت وشماً ولم ترد ان يراه احد وكان هذا السيناريو يتردد في مخيلتي انك تعشق فتاه وقد وشمت اسمها على يدك ولم تشأ ان يراه احد ،

بقيت انظر اليه ولكن لم يظهر شيئ ملفت للنظر ولقد وصلنا الى الجامعه فتعمد ابقاء هاتفي في المقعد وبعد ان خرجت من السيارة واغلقت الباب فمثلت على اني نسيته فطلبت منك ان تناولنيا فمسكت الهاتف بيدك وعند رفعه الي ادرت معصمك فلاحظ انه هنالك اثار لخياط على باطن معصمك لم اشأ ان اسألك عن سببها فخفت ان تكشف تمثيلتي وتغضب عليه فقلت لأسألك في وقت لاحق ،

كنت شديدة الفضول وعلى غير عادتي معك ومع كل شيئ يخص كنت اريد ان اعرف كلش شيئ عنك وانت بدورك لم تنزعج بل كنت تتقبل اسألتي براحبت صدر وتُجبنيِ عنها كنت تعاملني بلطف واهتمام وبالمقابل احببت هذا التعامل واحببتك أنت َ ... نعم ... أنت َ

فمن لا تغرم بشخص يهتم حتى بتفاصيل يومها عند عودتي من الجامعه كنت تسألني على حصصي وبعدها على مستواي الدراسي بين الطلاب ويوميا تسألني هذه الاسأله وفي اليوم الذي لا تسألني فيه اقوم انا في بسرد ما حدث معي يومها فأعتدت انت على سماع احداث يومي واعتدت انا على حكيها لك وطول تواجدي في الجامعه افكر بما سأحكه لك .

اصبحت جزء لا يتجزء مني من يومي ومن حياتي واصبحت قلبي كله
فماذا تتوقع من فتاة انت اول رجل تتحدث معه بطلاقه وتشاركه تفاصيل يومها وتتحدث معه لساعات على الهاتف اذا ضايقها احد او اذا شعرت بملل ، الصديق ،الحبيب كنت بالنسبه لها حبيب بالنسبه الي يا عزيز حبيببب !

للكاتبه : فاطمه الاسدي

لم أنسكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن