ثالثًا - النهاية

2.4K 99 29
                                    

أفزعته الكوابيس و إستيقظ منتصف الليل مرعوباً جف حلقَه و تناول رشفتين ماء كل تلك الأحلام المزعجة تُريه خطر فقدانه لسحر تأتي بصور متعددة و تجسيدات مخيفة فتارة يراها أسقطت و غرقت في بحور دمّها أو تستغيث دون مقدرته على إنجادها، على الرغم من إحترامه لرغبتها بالنوم في غرف منفصلة ألا أنه كسر القاعدة و هب لغرفتها يدير المقبض بهدوء و يراقبها على السرير ممدّدة بثوبٍ حريري يكشف أجزاءً من جسدها الحليبي تحتضن وسادة تحت بطنها تحمل الطفل عنها، لم يقدر محاربة فكرة الإبتعاد و زلق نفسه تحت الألحِفة البيضاء بمكر ثعالب دون إشعارها بوجوده تنفّس أريج شعرها، كأنه يعانق طِفلهُ بيده الدافئة على بطنها الذي يكبُر يوماً عن يوم، تظاهرت بالنوم فلم يدرِ أن الأرق أصابها لفت جسدها فعانقته تشمُ عطر رقبته كأنها تزيحُ جبال الإشتياق الجاثية على صدرها، مغمضة العينين تتخذ النومَ ذريعةً و تُلصِق الأجساد ببعضها كأن العالم إنحسر في هذا الرجل فتحاول دخول قلبه و الإستيطان...

ما إزداد إلا بهجةً، أقفل ذراعيه حول جسدها فتلامست الأرواح حُبّاً ما عاد بين الجسدين إنشاً علِمَ أنها مُستيقظة لأن نَفَسها ليس ثقيلاً كالنائمين لذا إستغلّ فرصة وعيها و دَنّى وجهه قُبالة وجهها الكاذب نومًا فإلتهم الشفتين شوقاً و أزاحَ بعضَ التّوقِ بقُبلةٍ هدّأت أمواج دُنياه العاتية..

لاقى ترحيبًا منها و تعنّفت قبلاتهم ثم إنطلقت تأوهات الأجساد الملتهبة فإنفكّت الرغبة من مخابئها إعتلاها سريعاً،، نظرت إليه تستجدي الأكثر و تتوق للإكتمال معه في جسدٍ واحِد،، أطال التحديق نحوها و لاعب شفتيّها بإبهامه ثم أغرَّ على العنق اللامع من بريق القمر المُطلُّ على خلايا بشرتها يُفتِنُ الأسير بين ثنايا حُبِّها صارت تنساب شفاههم و تتلاطف بين بعضهما همس "إشتقتُ لأريجكِ... أميلي رأسكِ دعيني أتذوّق عبيركِ" ففعلت، و تنهّدت إستسلما كُلّياً و إنهارا إشتياقاً و إشراقاً ليومٍ جديد يلتحفان الألحِفة الدافئة بدفئ جسديهما العاريّين..

___________________________________

ذات صبيحة و مرور الشهور الأخيرة من الحمل تلقّت سحر أفخر أنواع العناية رغم إبتعادها عن يمان و تلافيها الحضور تحت نظراته الحانية لئلا تطيح مشاعرها في لُبِّ الحُبِّ مُجدّداً كما الليلة تلك قبل شهرين...

حين تيقَّظت أوصالها بين أحضان الحبيب تلتحف دِفئه كانت لمساتها تنمُّ عن فَيضِ الإشتياق كأن قلبها المُحب لعن أختها و العالم ذرفت دمعتين كيف لهذا العَشيقِ أن يقترف عَظيمَ الذنوب ذاك؟! بما تواسي أنياط الجوهر المتقطّعة تَوقًا لخليلها؟! أهيَ قادِرةٌ على البُعد فتعاود الليالي إحكامها خنقاً على النحر في غياهب الوِحدة دون الصَفيّ(الحبيب) و جناح حمايته؟! تستفقد أمانًا ما لقته إلا بين أذرُعِهِ، و تهوي سياطُ العِتاب و العقاب جَلداً على قلبها... وعلى علوٍّ خفيض قبّلت شعره و تلاعبت أناملها برفقٍ بشُعيرات صَدَغِه تلتمس بعضَ الشَيب فيها
...

زمردتي - My Emerald Where stories live. Discover now