فوقي بقا، ركزي حواليكِ، ركزي مع صحباتك ركزي ركزي يملاك.
قومت مخضوضة كالعادة حلم بيراودني بقاله سنة، بركز حواليا بقالي سنة، بركز مع صحباتي مش فاهمة ومش قادرة أفهم، مين بيجيلي في الحلم ده؟!، مين؟!، تعبت من التفكير فروحت في النوم تاني، صحيت تاني يوم لبست دريس أزرق ولميت شعري بأستيك صغير، ولبست كوتش أبيض وروحت على الجامعة، قابلت صحباتي اللي كلهم مسلمين معادا أنا، أنا الوحيدة اللي مسيحية، ركزت معاهم كالعادة، للمرة الأولة أركز في السلام بتاعهم، أد أيه هما بيتسابقوا أنهم يقولوه كامل، بدأت أركز أكتر لدرجة أني مقدرتش أركز في المحاضرات، بقالي ييومين الشخص ده مابيجليش في الحلم، لي رجع انهاردة؟
سابوني وراحوا يصلو في الجامع، حقيقي حبيت أنهم يقابلو ربهم خمس مرات في اليوم زي ما بيقولوا، لاكني لسة مقتنعة إن عيسى هو الرب، يمكن بيقابلو عيسى فصالتهم!قعدت على سلالم الجامع لأني دوخت من الشمس، سمعت صوت يمكن أجمل من أجمل حاجة في الدنيا، حسيت إن روحي خرجت معاه كان صوت رجولي بيقول( لقد كفر اللذين قالو إن الله هو المسيح بن مريم) كنت عايزة أدخل أضربه إزاي يتجرأ يقول كدة لاكن صوته وقفني صوته كان حلو بشكل دخل الطمأنينة لقلبي رغم قسوة كلامه، قررت أسأل البنات أما يخرجو، أي اللي هوا بيقرأه؟، ولي قال كدة؟!، كنت وصلت للكافتريا، دماغي صدعت استرجعت الحلم تاني، استرجعت صوت الشخص تاني، نفس صوت الشخص اللي كان بيقرأ، نفس العذوبه اللي في الصوت، نفس الهدوء، قطع تفكيري قعدت البنات جنبي على الطرابيزة.
_ملاك مالك وشك جايب ألوان لي؟لي الدموع دي؟
_ هو لي كان بيقول( لقد كفر اللذين قالو إن الله هو المسيح بن مريم) علافكرة أنا مكفرتش أنتُ اللي كفرته، لأن مافيش إله غير سيدنا المسيح، قولت كدة وجريت، ماستنتش أسمعهم، كالعادة بهرب من المواجهه، كنت بجري لغاية أما وقعت، وقعت على طوبة أيدي إتجرحت كلوا إتخض إلا أنا، إتجاهلت الألم وكملت جري، معرفش جريت أد أي، بس اللي أعرفه أني توهت ومعرفش أنا فين، أيوة أنا مش من هنا، كل اللي أعرفه الطريق من السكن للجامعة ومن الجامعة للسكن، قعدت على الرصيف وعيطت، كنت بشبهه طفل تايه، طفل غرقان ومش لاقي اللي ينجده غير البكى، لاقيت شابين داخلين عليه.
_ في حاجة يا آنسة
بصيت ليهم: أنا... أنا تايهه
رد الشاب التاني وياريته ما رد: طب مكانك فين نوصلك
كان هو، هو نفس الصوت، أيوة هو اللي بيزعقلي في الحلم، ساعات بيتكلم بهدوء، ويقولي فوقي يملاك بكل هدوء وطمأنينة، أفتكرت كلامه فقلت: أنت أيوة أنت
شاور على نفسه: أنا ... أنا أي
قبل ما أرد لاقيت ست كبيرة جاية علينا: أي يبنتي مالك قوليلي