Chapter one

1.2K 18 3
                                    

زوجتي_الهاربة
بقلم: روان عطية

المقدمة

منذ اللحظة التي وقعت فيها عيناي على العنوان، بدأت الأفكار تتدفق في ذهني، وكأن الكلمات تتراقص أمامي، تطالبني بكتابتها. أدرك أنني قد لا أملك الخبرة الكافية أو العمر الطويل، لكنني حاولت أن أركز كل جهدي على هذا العمل البسيط، الذي آمل أن يُظهر ما يجول في داخلي من أحلام وأفكار.

"كل فتاة تحلم بيوم زفافها، ليكون يوماً مكللاً بالسعادة والأمل، وكأنه مستوحى من حكايات الأميرات. تنتظر الرجل الذي سيسرق قلبها ويشاركها أحلامها. لكن، بطلتنا لم تكن كغيرها من الفتيات؛ خذلتها الحياة، وفرقتها عن أهلها، ليضع القدر أمامها اختبارات قاسية أجبرتها على التضحية. تزوجت رجلاً لا تعرفه. فهل ستسير الأمور كما تشاء الأقدار، أم أن للقلب كلمته؟ وهل يمكن للحب أن يزهر من رحم التضحية؟"

---

الفصل الأول

في حيٍّ من أحياء مدينة دمياط، بزغ نور الصباح، ليعانق السماء بزرقتها الصافية. فتحت "أرين" نافذتها لتستقبل هواء الصباح البارد، وتراقب أشعة الشمس التي تتسرب إلى غرفتها كخيوط ذهبية، تضيء جوانب المكان المتواضع. وقفت هناك، تستنشق عبير الهواء وتخرجه بتنهيدة عميقة، وقد مرَّت أربع سنوات على خروجها من الميتم، وكل تلك السنين كانت تقضيها في البحث عن عائلتها الضائعة.

همست بصوت مكسور وهي تنظر إلى الأشجار التي تمايلت بلطف مع نسمات الرياح:
"لن أفقد الأمل... سأجدكم. لكن... هل تذكرونني؟ أم أنني أصبحت مجرد ذكرى منسية؟"

أغلقت النافذة بخفة، وأخذت تلقي نظرة على فوضى الغرفة. كانت الأغطية ملقاة على الأرض، وأكياس رقائق البطاطس وأطباق البيتزا متناثرة في كل مكان. عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بغضب:
"ذكري! أين أنتِ؟! هل يعقل أن أكرر نفس الكلام كل يوم؟ من فضلك، ضعي قمامتك في السلة!"

ظهرت "ذكري" من داخل الغرفة وهي تمضغ قطعة من الخبز:
"يا أرين، أنا أنظف بعد ذلك، لا داعي لكل هذا التوتر."

نظرت "أرين" إليها بنظرة صارمة وقالت:
"ولكن لماذا يجب أن أذكركِ كل يوم؟"

أجابت "ذكري" بلا مبالاة وهي تضع معطفها:
"لديكِ محاضرة، أليس كذلك؟"

نظرت "أرين" إليها بدهشة ثم سألت:
"كيف تعرفين هذا؟ كم الساعة الآن؟"

أجابت "ذكري" وهي تنظر إلى هاتفها:
"الساعة الثامنة والربع. لا يزال أمامك ساعتان قبل موعد محاضرتك، يمكنك إنهاء مذاكرتك قبل الذهاب."

تنهدت "أرين" وقالت:
"أنتِ تعرفين أكثر مني جدول محاضراتي! لكن قولي لي، هل اتصلتِ بالشخص الذي وعدكِ بمساعدتي في العثور على عائلتي؟"

ابتسمت "ذكري" وقالت بلطف:
"نعم، تحدثت معه. قال إنه اقترب من إيجادهم، قد تكونين على وشك اللقاء بهم قريبًا."

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 23, 2024 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

زوجتي  الهاربة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن