1-نور من الماضِ

814 12 2
                                    

١.

...

نتعلق بماضٍ ليحْتَوينا بَعيداً عَن الحَاضِر المُؤلِم
...

صباح جاف من صيف احدى السنوات القديمة تستيقظ تلك الفتاة بشعر ناعم مبعثر اثر النوم المتقلب تنظر لتلك النافذة. تلتقط عيناها والدها برفقة اخيها الاكبر الذين يحصدون القمح لبيعه لتجميع قوت يومهم واخيها الصغير ذو الثلاث اعوام يلعب بين الحقول

"استيقظي يا جيسيكا"

نداء والدتها سرق انتباهها لتجيب بلا مبالاة وصوت تخين اثر النوم العميق

"انا مستيقظة يا امي"

نثرت ملاءة السرير للجهة المعاكسة من وجهة اقدامها واستقامت وتذهب للحمام للاستحمام من عرق ليلة البارحة الجافة والحارة بسبب الصيف الخانق

نزلت بسبب ندائات امها المتتالية والمليئة بالحنق بسبب تأخرها بالاستحمام

"الن تنتهي من عادتك تلك يا فتاة"

خاطبتها امها مؤنبة تاخرها اليومي لتجاوبها بقبلة على وجنتها

"انتي قلتيها انها عادة يا امي الحبيبة"

طبقت والدتها لاخفاء ابتسامتها على لطافة ابنتها وحاولت تزيف نبرتها لاخرى حادة وطلب

"اذهبي لمناداة ابيك واخوتك لتناول الفطور"

اؤمئت براسها وهي تسرق قطعة من الخضار المقطعة وتذهب مسرعة ما ان تعدت سياج المزرعة البعيدة عن المنزل ببضعة امتار

ليتبعها صوت انفجار ارتدت للامام من قوته تسارعت نبضات قلبها وهي تنظر لعائلتها التي في المزرعة الصغيرة وانظارهم معلقة على المنزل بهلع وصدمة

تمنت ان الذي تفكر به ليس حقيقة وان لا شيء خلفها لكن ليت الامنيات تتحقق لتدير راسها ببطئ تستقبل صدمتها الكبرى

دخان يتصاعد من منزلهم وحريق يتأكل المتبقي من الجدران استقامت تركض باقصى سرعتها ولكن يدين احاطتها من الخلف تمنعها من الاقتراب وتهمس بصوت اجش

"لقد تدمر كل شيء"

...
'جيسيكا'

اغمضت عيني بشدة على تلك الذكرى من ماض سنتين ولت حرقت كل شي معها ليس فقط المنزل الذي تدمر بل امي التي ذهبت ولم تسمح لي الحياة بوادعها

منذ ذلك الوقت وحتى الان الحياة والاقدار لم تسمح لي حتى بالحزن اللائق على فراق امي الحقتها باخي الكبير وابي الذين اجبروا على الذهاب للجيش بسبب حروب دَمرت ومعاهدات سلام تُعقد بلا جدوى

war || ٌحَرب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن