-بعد مرور ايام-
في الطريق المؤدي للمدينة الذي تحفه من كلى الجانبين منازل بعض القرى وأسواقها ومن وراء تلك المنازل توجد غابات كثيفة جدا يكسوها الخضار هناك يحيط 6من الحرس أربع عربات فخمة اثنتان بلون أبيض وأثنتان حديديتان بلون أسود ولكل واحدة منها أربعة أحصنة سوداء وبيضاء تجرها وبداخل أحد العربات تدور محادثة ما .
تقول (بياتريس) :هه لقد كان أقناع أبي لأخذ احد عربات المساجين امر سهلا .
(بيرنارد) ينظر اليها بطرف عين : والدي دائما هكذا عندما تكون احد الفتيات هي من تطلبه طلبا فهو ينفذه فورا .
(بياتريس) -تضحك-: انت ابنه الاكبر بالتأكيد هو يريدك ان تعتمد على نفسك .
(بيرنارد) : هذا ليس عذرا ,لا تحاولي مواساتي .
(بياتريس) تنظر اليه وقد سأمت مزاجه المتعكر فتقول بنبرة حادة: أنا لا أحاول مواساتك , متى سنصل لسوق تجارة السلاڤز هذا .
(بيرنارد) الذي كان متعكر المزاج فوجئ بنبرة صوتها وأصبح يحاول تلطيف الأجواء: الم اقل لكي بأنه يبدأ في الساعة الـ4 عصرا وينتهي في الـ7 مساءا ,-يضحك- على أية حال سأشتريهم بسرعة ثم نعود للنزل الذي استأجرناه ,تعلمين بأننا سنبقى هنا حتى أنهي اختيار الأربعة جميعهم .
(بياتريس) : أعلم ولكن أنهي هذا في غضون يومين أو ثلاثة لأني أريد العودة بسرعة .
شيندو بربكة : -ضحكه متوتره- حسنا لا تقلقي .
(بياتريس) عادت ابتسامتها :لماذا أراك الأن قد أصبحت بمزاج أفضل ؟
شيندو في نفسه (هذه الفتاة ترعبني حقا) :-ضحكه قصيره- بالتأكيد لأنكي تأتين معي لأول مرة ,من الجيد أن (كورنليوس) لي معي هذه المره .
(بياتريس) : اها ,فهمت بالرغم من هذا لم أكن أريد المجيئ لكني رغبت بان يكون لي نصيب من اختيار أحدهم .
(بيرنارد) : حسنا سأدعك تختارين أحدهم بالرغم من أني أردت اختيار الأربعة بنفسي .
-بعد نصف ساعة-
يصل الأثنان الى سوق تجارة السلاڤز المكتظ بأناس أغنياء وفي القاعة المدرجة للسوق يعلنون عن بدء العرض على المسرح .
(برنارد) جالس بجانب (بياتريس) في الصفوف الأولى وبيده لوح الأسعار :أليس الجو جميلًا؟
(بياتريس) بتعكر مزاج مفاجئ مجددا : ههأناس قذرون -تلتف لتنظر الى الصفوف الخلفية المكتظة بالناس-, تعم المكان نظرا بعينيها المحتقرتين ثم تقول مجددا : كم أكره أمثال هؤلاء الحيوانات .
(بيرنارد) وهو يلقي نظر على أول سلاڤ يدخل واضعا منظار بعدسة واحدة على عينه : (بياتريس) لا تتلفظي بمثل هذه الالفاظ أنتي فتاة مهذبة .
(بياتريس) تعود لتعدل جلستها ثم تقول : هه انت منهم ايضا أيها المنحرف .
(بيرنارد) ينزل العدسة وهو يقول : هذا الخادم لا يروق لي ,(بياتريس) لست منحرف أنها مجرد هواية فحسب بالإضافة الى اني رحيم بهم أكثر من غيري .
(بياتريس) تنهض من مكانها ثم تقول : سأذهب للخارج لا رغبة لي برؤية أناس مكبلين بالأصفاد بملابس مهترئة وعيون لاحول لها ولا قوة ,أكمل عملك سأعود للنزل الأن .
(بيرنارد) وقد اعتراه اندهاش من حالة (بياتريس) المفاجئة يقول لها قبل أن تذهب : الم تعودي ترغبين باختيار احدهم .
(بياتريس) : لا لا كلهم لك الى اللقاء الأن .
(بيرنارد) :اا حسنا الى اللقاء .
تخرج من القاعة تحمل معها ابتسامة مرعبة وهي تتكلم بصوت خافت: سأجعلك تذوق حياة الفقراء (بيرنارد) .
تنتهي المزايدة على السلاڤ الأول ويأتي الثاني و( بيرنارد) لم يعجبه شكل ولا مميزات ذلك الخادم ,ويشترى الثاني ويأتي الثالث فينظر (بيرنارد) للأسفل بضجر وهو يقول : مزاد هذا العام لا يعجبني, فيتحدث الشخص الواقف على المسرح عن مميزاته العديدة ومنها أنه يتقن فن الكونغ فو وأنه صيني الأصل ويدعى (تينجو)تبدأ المزايدة عليه بسعر ست مئة ألف ,وهنا تعجب (بيرنارد) مميزات ذلك الخادم خصوصا وأنه صيني فيتنافس مع مزايدان أخران حتى حصل عليه بمبلغ 4 ملايين,هنا يحس (بيرنارد) بالرضى فلديه الأن أحد السلاڤز بمميزات رائعة ,ويستمر المزاد في نفس اليوم ويأتي من بعد تينجو خمسة من السلاڤز لكنهم لا يرضون ذوقه ويأتي بالخادم الأخير لهذا اليوم و الذي جذب (بيرنارد) تماما بعد يأس بمواصفاته العالية جدا ولأنه حقا يذكره بشخص عزيز على قلبه ,كان وسيم جدا بشعر طويل أسود لأخر ظهره وعيون عسلية وعندما قال الشخص الواقف على المسرح أسمه وهو (تيزوكا) ,قرر (بيرنارد) فورا شرائه بأي ثمن فاسمه كان مميزا ايضا مثله ,ليبدأ المزاد عليه ..ويعم الصمت المكان ماعدا صوت شخصين فقط هم من نهضوا وبكل حماس ليزايدوا عليه فيقول كلاهما رافعين السعر الذي بدء بست مئة الف معا :ملــــــيون ,...(بيرنارد) الذي كان واقفا من الحماس يصمت فجأة ويلف برأسه ناحية الصوت بانزعاج ....
و باندهاش بعد رأيته للمزايد الأخر يقول : هـــــــــــــا ما الذي جاء بك ,لماذا أنت هنا ؟
ذلك الشخص باندهاش هو الأخر : هــا أنت ما لذي جاء بك , انتظر بالإضافة ذلك الشخص المكبل بالأصفاد هناك هو من نصيبي أنا .
(بيرنارد) :لماذا نمتلك نفس الذوق دائما لا أنه لي أنا ؟
بإصرار يرد: (بيرنـارد) أصمت أنا من سيأخذه .
(بيرنارد) :بل أنت أبتعد عني لم أسمع صوتك منذ اليوم وعندما أحظروا هذا قفزت يا (كورنليوس) .
(كورنليوس) : لقد كنت متأخرا بسبب أعمالي ولم أحظر الى على أخر ثلاثة عروض أرحمني يا هذا .
ينضر اليهم السلاڤز تيزوكا بعد أن كان مطأطئ رأسه فيشهق مندهشا ثم ينزل رأسه محاولا إخفاء وجهه .
بيرنارد :مستحيل أنه مثالي تماما لا يمكنني التخلي عنه .
-كورنليوس هاذ يكون الأخ الأصغر لبيرنارد ..
كورنليوس الأبن الثاني لعائلة هارتفورد يبلغ من العمر 19 وسيم جدا طويل وذكي عضلاته بارزة بشكل رجولي رائع ,عيونه رمادية ضيقة يمتلك نظرات ساخرة طوال الوقت ,شعره ناعم ذهبي غامق قصير جدا من الخلف بخصل كثيرة على وجهه يحب إذلال السلاڤز بشكل غريب ,يحب ارتداء الملابس الضيقه ذات الاكمام الطويلة .
....هناك تستمر حالهما هكذا لدقائق حتى رضخكورنليوس وتركه لبيرنارد بعد عناء,هنا ينتهي المزاد لهذا اليوم ويعود الإخوان ومعهما السلاڤز مصفدين بالسلاسل تدور محادثات طويلة بين بيرنارد وكورنليوس بداخل العربة الهتهما حتى وصلا للنزل لكن كانت هناك مشكلة بذلك النزل فهم لا يملك سجون خلفية لـلسلاڤز لذا فقد اضطرا لتركهما بداخل العربة مع أربعة من الحراس في الخارج ,بيرنارد وكورنليوس يصعدان الدرج متوجهين نحو الطابق الثالث الذي تكون شقة بيرنارد المستأجرة فيه .
يقول بيرنارد بينما هما يصعدان :من الجيد أن تكون شاكرا لي على ما فعلته لو لم أكن موجودا لكنت نائم في الخلاء الأن
كورنليوس : اهه معك حق جميع الفنادق وحتى الحانات تكون مغلقة في هذا الوقت
بيرنارد يتكلم ببؤس : اه لم أكن أعلم بأننا سنضيع لساعتين بحثا عن هذا النزل المتعفن
كورنليوس وقد انقلبت ملامح وجهه للحزن يمسك قلبه ويقول بنبرة حزينة : لكن قلبي يتألم أكثر على ذلك الخادم الجميل الذي تركناه ينام في الخارج
بيرنارد :لا عليك أيها المنحرف انه الربيع لن يكون الطقس باردا أبدا .
كورنليوس : أعلم أعلم لا كني لا أستطيع التوقف عن التفكير به .
بيرنارد ينظر اليه بطرف عين بدون أن يرد .
كورنليوس اختفت ملامح حزنه بمجرد وصولهم أخيرا للغرفة ,ثم يقول بعد أن ركض بسرعة لباب الغرفة :سأطرق الباب بقوة لأفزع بياتريس
بيرنارد يتقدم نحو الباب قبل كورنليوس :أدخل بدون إزعاج -يفتح الباب ثم يغلقه فورا-يلتف ناحية كورنليوس ويقول بتقطع ووجه أحمـــــــــر :هـ هل ر رأيته ؟
كورنليوس :ها ماذا بك؟ -يفتح الباب هو الأخر ثم يغلقه بقوة - ينظر لبيرنارد ووجهه أحمر :بالله عليك كيف تأتي بعاهرات لمكان نومي ؟
بيرنارد المتصلب تماما يمشي كألي متوجها للدرج : لا تسألني قد نكون مخطئين في رقم الغرفة .
كورنليوس يركض بسرعة متخطيا بيرنارد نازلا عند صاحب النزل ,يصل الى هناك قبل بيرنارد الذي مازال يحاول جر قدميه ,ثم يقول بغضب ويتذكر المشهد ويحمر وجهه ثم يسيطر على أعصابه ويقول باسترسال : أنا كورنليوس وذلك الشخص الألي الذي ينزل من الدرج هو أخي بيرنارد حجزنا في هذا الفندق بالأمس ,لكننا نفاجئ اليوم بأن كثيرا من المشاهد المخلة تحصل في غرفتنا الأن .
يبحث صاحب النزل المرتدي نظارات دائرية الواقف خلف طاولته في دفتر الحجوزات فيقول بعد أن بحث عن أسميهما :لدي هنا شخص باسم بيرنارد وفتاة تدعى بياتريس ,أسمك ليس متواجد .
كورنليوس : هل مازال محجوز أين هي الفتاة ؟
صاحب النزل يفتح صفحة ألغاء الحجوزات ويرى كورنليوس الدفتر , صاحب النزل : لقد ألغي حجزكما هنا منذ عصر هذا اليوم .
بيرنارد يسرع فجأة ويقترب من الدفتر ليرى توقيع بياتريس على الخروج ثم يقول بغضب :ااء تــلك الـ........ لا أعلم ما لذي حل بها ,كيف تفعل بي هـــــــذا ؟
يخرج الأثنان من النزل جارين أقدامهما من التعب ,لقد كان اليوم متعبا ومهلك وفوق هذا لقد ضاعوا والأن هم لا يجدون لهم مكان ليقيموا فيه ,يركب كل منهما عربته الواقفة أمام النزل لعلهم يجدون حجز في الصباح ثم ينامون بدون استحمام ولا طعام , في الصباح
كان كورنليوس و بيرنارد قد استأجروا غرفة صغيرة بنفس النزل بعد أن خرج منها صاحبها ذو الدرجة المتدنية ,لم يأبها لهذا قائلين : المهم ان نجد مكان نستحم وننام فيه .
وبعد عدة ساعات ,في فترة العصر
يخرج بيرنارد من الحمام مرتديا لملابسه المبهرجة الطويلة الأطراف ,يتوجه نحو الغرفة الضيقة ذات الأسرة الأرضية الغير مريحة ,ثم يقول بعد أن رأى كورنليوس مستلقيا على أحداها وهو سارح : كورنليوس ,ماذا تفعل أرتدي ملابسك سنذهب الأن .
كورنليوس ينظر إليه بملل :اهه لا أريد الذهاب أشعر بالنعاس
بيرنارد باستغراب : هل انت مريض
كورنليوس : لا لكني اريد النوم قليلا بالإضافة الى اني سأرجع اليوم للمنزل
بيرنارد يتوجه للخارج وهو يقول :حسنا إذا ابلغ تحياتي لوالدي وأخبره بأني سأبقى حتى أتمم العدد
كورنليوس : حسنا حسنا ,أذهب لاختيار خدمك .
يخرج بيرنارد من الغرفة مغلقا الباب ورائه ثم يذهب الى عربته مصطحبا معه أثنان من الحرس ,تنطلق العربة بسرعة متوجهة نحو سوق السلاڤز ,في نفس الوقت ينهض راي متوجها للخارج بفانيله ضيقه سماوية اللون وبنطال رمادي ,يخرج من النزل متوجها الى عربة السلاڤز التي كانت مغطاة بقماش أسود ثقيل ,حرسها الأن في فترة استراحة , يزيح الستار بهدوء فيرى الخادمين جالسين تينجو الصيني واضعا رأسه على كتف تيزوكا وهو يغط بالنوم أما تيزوكا فقد كان محدقا بنظرات حزينة لسقف العربة ,يقرر كورنليوس إصدار صوت كـصوت الثعابين وبمجرد أن فعلها يلتف تيزوكا بنظراته المفجوعة إليه وهو يقول :ماهذا ؟
كورنليوس يضحك من ردة فعل تيزوكا الخائفة : ما بالك أنه أنا .
تيزوكا والحزن باد على وجهه يقول : اه هذا أنت ,جئت اذا
كورنليوس يقاطعه قائلا: سانو أنظر كيف أنتهى بك الحال
تيزوكا ينضر الى كورنليوس بحزن وهو يقول : كورنليوس ما لذي يتوجب علي فعله ؟
كورنليوس وقد تغيرت معالم وجهه للغضب: هل دمروا كل القرية و أحرقوا كل الناس ؟
تيزوكا وهو يحاول حبس دموعه :نعم .......لم يتبقى أحد سواي لقد رموني في سوق تجارة السلاڤز
كورنليوس :إذا هم يقولون بأنك الوحيد الذي لم تصبه العدوى لكنهم يريدون إسكاتك بجعلك سلاڤ
تيزوكا : نعم ....لم يرغبوا بإرعاب الأهالي ,لكن هذا ليس عذر*وبصوت متقطع* ....لقد.....لقد قتلوا حتى...عائلتي-ثم يجهش بالبكاء بصوت منخفض- جعل تينجو يستيقظ بعد أن كان يتظاهر بالنوم
يقول تينجو بعد أن وضع يده على رأس تيزوكا :توقف عن البكاء يا زميل الزنزانة
كورنليوس ينضر لتينجو بغضب : كنت تتظاهر بالنوم ,ما أقبح تصرفك هذا
تينجو مكملا كلامه : تيزوكا ما دمت لا ترغب بأن تكون سلاڤ فأجعله يهربك
كورنليوس بانفعال : اذا كنت تستمع حقا وبالتأكيد هذا ما سأفعله بدون مشورة سلاڤ مثلك
تينجو مشيرا بيده لتيزوكا : برأيك ماذا يكون هذا ؟
كورنليوس بغضب يقول بصراخ :لا تتجرئ على مقارنة سانو بك أيها الصيني السافل
تيزوكا يهدئ الوضع الذي أحتد فجأة :توقف كورنليوس لماذا كل هذا الغضب
كورنليوس يسدل الستارة السوداء بقوة ثم يقول بهمس: أسمعني سأذهب لأخذ المفاتيح لأجل هذه الأصفاد ثم سأخرجك من هنا ونهرب.
تيزوكا : قبل هذا هدئ أعصابك كورنليوس .
كورنليوس بهمس يقول لنفسه : وكيف أهدئ.. ثم يذهب بسرعة ليحاول أخذ المفاتيح من الحرس .
في نفس الوقت وببرود يقول تينجو وهو ينظر لتيزوكا : هل تسمح لي بالاستناد على كتفك .
تيزوكا بابتسامة : لا بأس أنت زميل الزنزانة .
-تيزوكا/ في الـ19 من عمره حاليا وسيم جدا جسده متناسق بشكل يميل للأنوثة أكثر من الرجولة بقليل عيونه ناعسه عسلية اللون بنضرات مطمئنة هادئة ,شعره طويل لأخر ضهره بلون اسود لامع مع خصل طويلة على وجهه ,عفوي جدا في تعامله بدرجة تميل للحمق مع من يعزون عليه-.
