" هي ما الا حلم يسبح في اعماقي منذ الصغر"
***********
- ايش ودك؟!
قالتها بخنق شديد وهي لا تدري ماذا قالت من الأساس!
أما هذا من يقف أمامها الذي ظل يراقبها ملامحها غلسة دون تدري وجد ملامحها تتبدل ما بين لحظة والآخرى بين الغضب والابتسامة والحنق، يديها ترسم رسومات وهمية على ورقها بيضاء تعزفها بأصابعها النحيلة الجميلة، من ينظر لها سيقول شىء واحد هذه مجذوبة ما الذي أتى بها إلى هنا!
لم يجد مفر، نهض من محله وتوجه إليها وظل يهتف بأسمها حتى تفيق مما هي عليه ولكن قابلته بهذه اللهجة الغريبة فقال بدوره :
- انتي قولتي ايه دلوقتي؟!
صُدمت مما قالته لهذه الدرجة تأثرت مما شاهدته الايام الماضية أصبحت تتوهم وتلفظ بأشياء غريبة!
اخقضت عينيها بخجل وحمحمت حتى تسمح لحلقها بالحديث :
- مفيش حاجة يا سليم، انا سرحت بس شوية.
جلس على طرف مكتبها يراقب ملامحها الخجلة منه ومن مما قالته منذ لحظات، يعشق ضمة يديها، عينيها التي تحاول ابعادها عن مرمى نظره، رعشة جسدها، يعشق كل تفصيلة بها وقال بنبرة حانية :
- قولي يلا كنتي سرحانة في ايه.
نهضت سريعًا ووقفت امام الشرفة تراقب المارة، ولكن التفت سريعًا وهي تزفر بضيق وكأنها تحمل كاهل على صدرها وتود ان تلقي به خارجها :
- صراحة بقا انا حاسة اني هتجنن وعايزة اتكلم.
وجدت عينيه كعادتها تنتظر قولها و استفاضها بما تحبسه في أعماقها، فهذه عادته هو ليست عادة عينيه فقط، تثور وتغضب وتكتم لتقابل عيناه وانتهى الأمر!
التفت مرة أخرى قائلة بنبرة خانقة للغاية كأنه شىء لن يتحقق :
- انا كل يوم بشوف البنات هنا بيرقصوا في الكورس ومع الكابل ليهم واخر مرة شوفتهم في العرض اللي كان مطلوب منهم بلبس اهل سينا وانا مش سايبة حاجة عن سينا معرفهاش..
صمتت قليلا بعد أن اجهشت قليلا بما يدفن داخلها جلست على الاريكة المقابلة لمكتبها لتنطق بنبرة حالمة كأميرة في قصر ملكي تريد أن تكون كل أحلامها مُجابة :
- عارف يا سليم نفسي اوي اسافر في كل مكان في مصر أو في العالم وكل مكان اشتغل فيه فيه شغلانة مختلفة وانا و...
صمتت خجلًا وباتت وجنتيها تشع بالحُمرة القانية، نهض هو بدوره من مجلسه، ليجلس أمام ركبتيها ممسكًا بكفيها ليقبلهم قائلا بهمس يجعلك تذوب في أعماقه :
- وانتي وجوزك يا روح سليم والله انا جوزك يا غرامي ليه كل الكسوف دة.
يعلم كل شىء تريده، يعلم انها تخجل وتريد الاجهاش بكل شىء، ام هي لماذا وقعت صريعة حبه!