1-العودة..

1.3K 22 1
                                    


اجمل من الجنة، احر من الجحيم.
____________________________

سانتوريني- اليونان
10:14am-
                      

اغلقت أعينها الخضراء بتعب بينما تستند بجسدها على حافة حوض المياه الرخامي، ذلك الالم الفتّاك لا يزال يغزو خلايا جسدها، يجعلها تحس وكأنها على الحافة، كأن روحها تغادر جسدها وتعود اليها مرارًا تجعلها تحس بالم الموت مرات عدة في نفس الدقيقة

التفتت تغلق صنبور المياه بعد ان مسحت جل وجهها ببعض الماء البارد لعل وعسى ان ينعشها قليلًا، ابتعدت بضع خطوات تراقب انعكاسها في تلك المرآة الممتدة على طول الجدار، لما تبدو شاحبةً هكدا؟ وكأن ملك الموت زارها ثم ابتعد يعطيها فرصة اخرى لتحيا!

زفرت انفاسها الحارة متنهدة من كل ما يحصل معها في الآونة الأخيرة، من كان يتوقع ان يطرأ هذا التغير الهائل على حياتها بين عشية وضحاها..

كانت جالسة في الحديقة الخلفية تراقب أمواج البحر ترتطم مخلفة أصواتًا تبعث الانتعاش لروحها، كل ما كانت تحاول فعله هو استنشاق بعض الهواء النقي تحت اشعة الشمس الذهبية، لكن كان لجسدها راي آخر

كل ما احست به هو الم حاد يتصاعد في حلقها، وكأن نيرانًا تشتعل هناك، بدات نوبات السعال تداهمها بشدة لرفع كف يدها تحيط فمها، بينما تدفق ذلك السائل اللزج بين اصابعها، سرعان ما ركضت نحو الحمام تغتسل بعد ان تلطخت بدمائها

مسحت على خصلات شعرها الاشقر تحاول تهدئة ذاتها، ثم خرجت من الحمام في خطوات مترنحة، وكل ما استقبلها هو تلك الرائحة المنتشرة في الارجاء، لقد باتت تحفظها عن ظهر قلب، بل و قد اصبحت تستطيع تمييزها بسهولة

اغمضت اعينها باستمتاع تستنشق اكبر قدر من الهواء، تريد ادخال هذه الرائحة الى اعمق نقطة في رئتيها، لتتنهد بعدها بخفوت

راقبته باعينها الواسعة وابتسامة خفيفة ظهرت على شفتيها دون ان تحس، ها هو ذا هنا!

كان يقف بالقرب من النافذة الزجاجية معطيًا ظهره لها، يحمل بين اصابعه الموشومة سيجارة ملتهبة، انه لا يرتدي بذلة رسمية كما اعتاد ان يفعل، يبدو انه تاقلم مع أجواء الجزيرة

لا تدري كم مر عليها وهي شاردة في هذا المنظر الذي امامها، تحاول ان تعرف ما الذي يشغل تفكيره، انه كصندوق اسود غامض ذو قفل لكن دون مفتاح..

التفت اليها بهدوء بعد ان انهى سيجارته، يحرقها بنظراته، لما يحتل كل ذلك السواد عيناه؟

VIP Roomحيث تعيش القصص. اكتشف الآن