حين لا ينفع الندم.

709 71 140
                                    

الراوي#

تقدم موري أوغاي للأمام في صمت.. بعد ان افترق عن دازاي امام تلك الحانة منذ لحظات..
متنهدا مرارا.. وهو يفرك عنقه بتعب.. نظر الى ساعة يده.. وقد كانت تشير الى الساعة الثانية عشرة ونصف.. لذلك حاول التسريع من خطواته نحو السيارة التي كانت تنتظره في الجانب المقابل..

فجأة توقف عن السير.. وهو ينصت بإمعان.. الى صوت حركة في احد الأزقة من خلفه..

وبعد مدة قليلة قال وهو يتنهد منزعجا ومقلبا عينيه بملل "اوزاكي كويو-كن.. الن تتوقفي عن تتبعي خفية؟.. اصبح الامر مزعجا قليلا الآن.. ألا تعتقدين؟."

صمت ولم يكمل كلامه.. بعد ان سمع تلك الضحكات الانثوية الخافتة.. التي يليها صوت وقع خطوات تلك المرأة المتقدمة نحوه ببطء..
لقد كانت تحمل مظلتها الوردية على كتفها كالعادة.. بينما تجر نعالها الخشبي ورداء الكيمونو الوردي خاصتها خلفها بابتسام.. متقدمة نحوه بهدوء ورزانة.. بعد ان ظهرت من ذلك الزقاق المظلم من ذلك الشارع..

"مساء الخير ايها الرئيس.. انها ليلة جميلة اليس كذلك؟.."

ابتسم موري من كلامها ثم قال مستهزئا "انتي لم تكوني تتبعينني فقط من اجل اخباري هذا الكلام.. صحيح؟.. كويو-كن.."

لم تتغير ملامحها الهادئة تلك.. بل اكتفت باغماض عينيها والقول بهدوء "فعلا؟.. يبدوا انك كشفتني.. معك حق بعد كل شيء.. فانا تبعتك لسبب بالفعل.. فأنا اردت التأكد بنفسي.. ما اذا كان صديق تشويا-كن هو نفسه دازاي-كن الذي نعرفه.. هذا كل مافي الأمر.. همم.. لقد تمنيت ان اكون على خطأ.. لكنني تفاجأت من انه هو بالفعل.. ياله من عالم صغير صحيح؟.. ليست مجرد صدفة.. ان يلتقي عضوان تنفيذيان من مافيا الميناء ويكوّنا صداقة في مثل هذه المدة القصيرة.. يبدوا ان القدر جمعهما معا لسبب ما على الأرجح.. ألا تظن؟.."

اتسعت ابتسامة موري الباردة تلك.. الذي قال وهو ينظر نحو كويو بهدوء "بلى.. اعتقد ذلك ايضا.. القدر جمعهما؟.. هه.. وكويو-كن فرقتهما.."

صرّت على اسنانها بحنق.. ثم قالت وهي تنظر نحوه بحدة "انت اكبر من يعلم انني لم أكن لأفعل ذلك لولا تهديدك لي موري-سينسي.. قد ارغب ان اموت على ان ارى الحزن والتحطم في ملامح تشويا-كن.. او ان افرق بينه وبين صديقه.. حتى ولو كان ذلك الشخص هو دازاي-كن.. ذلك الشخص الذي لم احبه في حياتي قط.. الا انني كنت لأحترمه بسبب ادخاله السرور لقلب تشويا.. فقط من اجله.. ولم اكن لأنوي الشر له اطلاقا.."

تنهد موري من كلامها ثم قال بهدوء "لا يهم.."
أومأت على كلامه بحزن وهي تنظر للجانب الآخر مفكرة في فعلتها.. ثم قالت بعد تردد كبير "لماذا تركته يذهب؟.."

صمت موري مفكرا في كلامها مطولا.. ثم قال ببرود "لا أعرف.."

لكن كويو لم تكن مقتنعة بتلك الاجابة.. لذلك الحت عليه وهي تسأله مجددا "انت تعلم انني لن اتوقف عن سؤالك حتى تخبرني.. صحيح؟.."

One Night With The Devil.Où les histoires vivent. Découvrez maintenant