لا

26 1 4
                                    

في ساعةٍ متأخرةٍ من ليلةِ الخميس .. وصلتُ أخيراً بسيارتي إلى النجف الاشرف لزيارةِ قبر والدي المتوفى سنة 2019_6_26 ..

بحثتُ عن مكانٍ لركنِ السيارة .. فوجدتها مزدحمةً بكاملها...مما أُضطررتُ إلى ركنها قرب رصيف الشارع المؤدي إلى المقبرةِ القديمة ..
دخلتُ وأنا أتسبحُ بمسبحتي واستغفر.. كانَ كل شيءٍ مظلماً ..فقط أنوارٌ خافتة وصوتُ القرآن في السماعة الموجودة في المقبرة ..
في منتصف الطريق ... قفز أمامي كلباً كان يريد أن يعبر من اليمين إلى اليسار .. كان على ما يبدوا هارباً من شخص ما...لكن الحظّ جعله يتعثرُ أمامي والتوت احدى اقدامه..
نهضَ بسرعة ..لكنه وأثناء نهوضه نظرَ إليّ وعيناه مرعوبتان وقال ( لا تتوقف هنا .. هذا مكانهم الخاص) !

.
كمية الرعب التي أصابتني جعلتني جامداً في مكاني لا أقوى حتى على تحريك لساني ..
لكن سرعان ما استجمعت قواي وتعوذت بالله ف أطمأن قلبي بسرعة مع بعض الرعشة التي أصابت كل طرف من اطرافي!!

فسرتُ نطقَ الكلب على إنه هلوسة ناتجة من التعب الشديد بسبب قيادة السيارة وعدم النوم في الليلتين السابقتين...لذا ..أكملت طريقي

بعد عدةِ خطوات...شعرت بأن أحدهم سحب المسبحة من يدي وتقطعت وتناثرت على الأرض..فبدأت اركض دون تفكير او محاولة للتفسير..
ركضت وأحدهم يركض خلفي ..فدخلتُ وسط المقابر بمحاولة مني لتضييع من يركض وراءي..

وبعدما انهارت قدماي من التعب .. وجدتُ رجلاً وامرأة يزوران قبر فقيدهما... شعرتُ حينها بالأمان لأني لن أكون وحدي بعدَ الآن..

وصلت بالقرب منهم فقلت السلام عليكم .. فلم يرد أحدهم السلام .!

لعل صوتي كان خافتاً من شدة التعب ..

فكررتُ التحية بصوتٍ أعلى وقلت السلام ع...

قبل أن اكمل التحية ...ألتفت إلي الرجل ...وفتحه فمه وكان بلا لسان او أسنان وعيناه مبيضتان!!

ودون أن أشعر ... مسكتُ بالمرأة التي كانت تقف بجانبه وحاولت الاختباء خلفها!!

فقالت لي ... لم يستمع هذا الرجل لكلام الكلب مثلك .. فأضطررتُ ان آكل لسانه .
.
.
رنّ المنبهُ واستيقظتُ أخيراً .
.
.
.
#المهندس_اباذر

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 19, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ليلة لا اريد تكرارهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن