- في الأربعين من عمرك ولديكِ اربع أطفال وتحملين في الخامس يا امرأه !!!
- لم أكن أريد لا أنا ولا والده ولكن قدر الله
- إذاً عليكِ بإجهاض الطفل فأنتي ما زلتي في البداية
- وكيف أفعل ذلك ؟
- سأمر عليكِ في المساء بإحدي الأعشاب , أعطتها أمي لي من قبل ستقومين بغليها وتناولها مرتين أو مرة وسينتهي كل شيء
- حسناً سأفعل ذلك , ولكن أليس ذلك ذنباً يا سميرة ؟
- لا يا حبيبتي طالما لم يتكون الجنين بعد , ثم إن لديكِ أربع أطفال قمتِ بتزويج إثنينِ منهما وما زال معكِ فتاتين هل سَتُحضرين لهم شقيقاً آخر ! أين عقلك يا امرأه ؟
غادرت سميرة منزل جارتها منال بعد أن أعطتها وعداً بالمرور إليها مساءً أما عن منال فلم تنل قسطاً واحداً لسبّ زوجها حسن لها طوال الوقت قائلاً :
حتي الآن لا أعرف كيف سأزوج الفتاتين الاخرتين وأنتي تنجبين واحدة أخري !!
- رجاءً كُف عن الصراخ وعن لومي يا حسن
واستمر جدال الزوجين لساعات عن حملها بطفل لم يأتي للحياة بعد !
في المساء :
خرجت منال للجلوس أمام منزلها تنتظر جارتها سميرة لتتناول العشبة- هاا يا سميرة ! هل أحضرتي العشبة كما قلتي ؟
أجابت سميرة قائلة وهي تضع في يد منال إحدي الأعشاب :
هذه ستكفيكِ , فقط قومي بغليها علي كوب من الماء وتناوليها مرة أو مرتينودلفت منال إلي الداخل فوراً لغلي العشبة وهي تشعر بالكثير من الغضب من زوجها ومن طفلها القادم في وقتٍ غير مناسب ظناً منها .
ومر أسبوعا آخر تنتظر فيه نتيجة الوصفة ولكن لم يحدث , فقامت بإلقاء الأعشاب خارج المنزل وقررت الإعتياد علي طفلها وإستقابله بحب خاصةً بعد حديثها مع أحدِ أقاربها عن هذا الموضوع
- هناك من يبكي ليلاً نهاراً يرجو الله ليرزقه بطفلاً واحداً وأنتي ترفضين ما أعطاه الله لكِ من رزق !!
خرجت هذه الكلمات من زوجة عم منال وهي تتحدث بحزنٍ به مزيج من الغضب تحاول إرشاد منال للصواب متابعة حديثها عن أحد الأشخاص في العائلة قائلة :
عثمان ابن عمتكَ الذي رزقه الله بطفلة وأخبره الطبيب أن الطفلة ستكون مشوهة , حتي أن الطبيب المتعلم بنفسه أخبره أن يقوموا بإجهاض الجنين لكنه رفض رفضاً تاماً رغم معرفته بشئ كهذا , عودي لصوابك يا منال فالاطفال تأتي برزقها والله يرزقكم أنتم لأجلهم
- الحياة صعبة يا زوجة عمي وحسن يلومني ويُسمعني كل يوم الكثير من الكلمات
- الحياة دار اختباراتٍ يا منال , لا ترسبي عمداً في اختبارٍ كهذا
اقتنعت منال بحديث زوجة عمها وتابت لله عن فعلتها ثم توقفت عن استماع حديث سميرة جارتها أو غيرها حتي أتمت منال حملها للشهر الثالث وفي صباح أحد الأيام استيقظت منال علي بركة من الدماء فصرخت وتجمعت بناتها حولها وزوجها الذي ارتعد جسده لرؤية الدماء ورؤية زوجته بتلك الحالة
- اذهبي بسرعة لحازم جارنا أخبريه أن يحضر السيارة علي الفور
قالها حسن وهو يساعد زوجته
وبعد دقائق تجمعت العائلة في إحدي مستشفيات البلدة وكان يوماً مؤلما بالنسبة للجميع خاصةً منال التي فقدت طفلها الخامس بعد أن اعتادت عليه وبعد استعدادها لإستقباله بشغفٍ وحب .بعد ساعات :
خرجت منال من المشفي وهي تستند علي كتف زوجها ثم اعتدلت فور رؤيتها لإحدي اللافتات الموجودة أمام المشفي تقول :" وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ "
إيمان خيري ✍️