الخيرة فيما اختارها الله .. عوض الله إذ حل عليك اغناك عن العالمين

83 12 2
                                    

#قصةقصيرة
#بعضٌ_من_الدفء🧸
لقد اقتنعتُ أكثر من أيِّ وقتٍ مضى بحقيقة أنّ السعادة في الحياة تكمن بداخلنا وبالرضا بأقدارنا ، ونحن من نصنعها بأنفسنا وليست الآشياء من حولنا .

تزوجت أختي الكبرى لشاب ثري ، ثم تمت خطبتي بعدها بشهر فقط ، وعندما تقدم لخطبتي هذا الشاب أبدتْ هي عدم الرضا بالبداية ، وكانت حزينة جدًا لحظي الذي لايشبه حظها الثري ، وأخبرتني أن لا اتعجل بالموافقة عليه .
فقد خافت أن اظلم معه بسبب آحواله المادية تلك!

لكن أبي سأل عنه ووجد أنه رجلًا يخاف الله وذو خلق ودين ومن عائلة طيبة ولايوجد سبب لرفضه .
-(وإذا أتاكم من ترضون دينه فزوجوه)-  .
وبناء على ذلك تزوجته وبفترة خطبة وجيزة لم يتسنى لي معرفته به .
  كان شابًا ليس فقيرًا ولاغنيًا ولكنه مستورٌ الحال ، يدرس الصيدلة ويعمل بالجبصين والديكورات مع عمه آيضًا ، كونه المعيل الوحيد لوالديه ولآخواته البنات الثلاثة ، ووالده مريض ومتقاعد وبالكاد يكفيهم راتبه التقاعدي الذي كان يتبخر منذ أول اسبوعين بالشهر .
يسكن بمنزل أهله البسيط بآثاثه ومحتوياته ، وكل مانملكه أنا وهو : غرفة دافئة بوسط هذا المنزل المتواضع .
كان ثريًا بخلقه وسمعته بين كل من يعرفه من زملائه .
لم يكن زوجي يملك الكثير لكنه كان يملك قلبًا صادقًا ونقيًا وروحًا عفوية ، رجلاً غنيًا بأخلاقه وأنيقًا بمعاملته للجميع من حوله ،وكريمًا بإهتمامه وعاطفته وحنيته تجاهنا أنا وعائلته التى كانت كعائلة ثانية بحبهم لي ، وأمه الطيبة التى تعاملني كابنتها .
كان رجلاً يخاف الله حتى من حزن قد يبات بصدري دون قصد منه ، رجلًا يعاملني وكأنني طفلته وجزء منه .بل لايمل أن يناديني أمام الجميع ياصغيرتي .
كنا نعيش جميعنا تفاصيل دافئة رغم قلة مانملك بهذا البيت!
أما بيت أختي الخاص فقد كان جميلًا بأثاثٍ فاخرٍ ، ومنفصلًا عن منزل أهله ولديها سيارتها الخاصة التى اشتراها لها زوجها هدية لعيد ميلادها الأول معه .
وجوالها كان من أغلى الأنواع آيضًا . وتملك أثواب غالية ومجوهرات وزينة فائقة الثمن .
لطالما كانت تخبرني شقيقتي مايشتريه لها زوجها ، ومايجلبه من هدايا وغيره .
رغم إني لا انكر أن ذلك كان يحزُّ بخاطري جدًا ويوقد نار  الغيرة بداخلي!
فزوجي لا يستطيع أن يجلب لي كمثل هذه الهدايا فكل راتبه لايكفي ثمن هدية واحدة من هذه الهدايا الفاخرة أو ثوبًا جديدًا لي .واكتم ذلك بنفسي ، بل يحتاج معجزة ليجلبها لي . فنحن بالكاد ندبر أيامنا .
لكن بالرغم من كل ذلك كنت آشعر أن أختي لم تكن سعيدة مع زوجها أبدًا!
فقد كان مايقدمه لها ماديًا بحتًا ، فقد تغيرت معاملته لها بعد لايقل عن شهر من زواجهما وتحولت الى معاملة جديّة وأنانية بشدة  تكاد تخلو من الحنية والرفق.
إلا عند حاجته لها وماندر .
كان لايتقن فن الاهتمام أبدا ويبدو أنه عنصرًا مفقودا لديه!!.
إذ كان يلجأ لحل حتى وإن كان وجع بسيط برأسها بأن يأخذها للطبيب دون أي جهد منه إلا فقط في بذل المال . ودون أي مشاعر تجاهها .
كانت حياتها تكاد تخلو من مشاركة زوجها لها لتفاصيل صغيرة قد تحدث بداخلها فرح كبير ، حتى ولو كان فنجان قهوة في أول يومها الا بالصدفة .
لطالما أخفت عنا أنها غير سعيدة رغم كل ماتملكه ومايقدمه لها ماديًا وتتظاهر بالرضا أمام الكل ، لكن هذا الستار الذي تخفي ورائه حالها المتعبة لم يدم طويلًا!
وانكشف عندما انهارت أمامي أنا وأمي لشدة كتمانها! وأخبرتنا بكل ذلك وهي تبتلع الغصة تلو الآخرى وتكفن وجهها بدموع الحسرة على حظها ، فكان لاداعي أن تقدم لنا شرحًا واضحًا فدموعها تلك اخبرتنا الحقيقة كاملة .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 07, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بعض من الدفءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن