اقتباس من الرواية الورقي ١
________________
لم تتحكم " آسيا " في لسانها السليط والذي انفلت منه وابل من الكلمات اللاذعة تحرق بقايا هدوئه:-هتكون مين واحد سافل وهمجي وعايز يتربى.
ارتفعت نبرة "راجي" أكثر وانتفضت عروق وجهه بكره وحقد دفين، كان قاصدًا لافتعال تلك المشكلة بينهما بعدما هي قدمت له البداية على طبقٍ من ذهب، متمنيًا أن يصل للبلدة بأكملها سوء أخلاق زوجة يونس كبيرهم.
ِ -لا دا أنت قليلة الرباية، هو إيه المصايب اللي يونس بيحدفها علينا دي، جايب واحدة تربية شارع تقعد وسطينا.
نزعت حذاءها في لمح البصر تحت مرأى ومسمع من حولهما حتى أن صابرين والعاملات تجمهرهن في النوافذ وانطلق الحراس يشاهدون بحماس حدثًا لأول مرة يحدث أمامهم، كانت تتوهج كالشهاب الملتهب بعد إهانته لها، وهو أيضًا لم يتوقع أنها تمتلك جرأة كي ترفع حذاءها عليه، فردت الإهانة بوجهه مجددًا، مما دفعه لرفع يده لأعلى ولكن ما أوقفه هو صوت " يونس " الجهور بكل ما يحمله من جنون لامس رزانته حينما رآه يرفع يده لأعلى.
-راجــــــي.
واقترب في لمح البصر منهما، فتراجعت هي تلقائيًا خطوة للخلف، تفسح له المجال بعدما بدا وكأنه ثورٌ هائجٌ قادمٌ ليقتل أحدهم، وكما أنبأها حدسها وقع بصرها عليه وهو يقبض على يد راجي وبحركة مباغته قام بلويها خلف ظهره، فثارت ثائرة راجي أكثر وحاول التخلص من قبضته المهينة له ولكن يونس كان يقبض عليه بجنون وغضب، محركًا شفتيه الصلبة بنبرة قاسية جامحة:
-إيدك دي قبل ما تترفع على مراتي هكسرها.. أنا كنت بسيبك وبقول ابن عمي وغلط لكن توصل لمراتي لأ وألف لأ، أنا وقتها أدفنك قبل ما تعمل حاجة تمسني وتمس كرامتي.
لاعب الغل الشديد جنبات عقله ولم يعد مسيطرًا على انفعالاته بسبب قبضة يونس له أمام الجميع، فراح يصيح بانفعال مفرط:
-كرامتك إيه!، ولما أنت عايز تحفظ كرامتك جايبلنا واحدة من الشارع ليه!.
هزه يونس بهياج وهو مازال يضع حصاره عليه، مستسلمًا لنداء الوحش الذي أطلق صراحه داخله، فخرجت نبرته عنيفة وهو يجز على أسنانه:
-مش أنت اللي هتقولي أختار مين ومخترش مين..
وتابع صياحه المهتاج بشراسة أكثر:
-فــوق أنـــا يـــونس الــعـــزازي.
شق الخوف طريقه على ملامحها التي أصبحت تفتقد لاهتياجها قبل قليل، وتحديدا بعدما رآته على هذا النحو المخيف.
___________
أنت تقرأ
على شفا الهوى
Romanceأمطرتها الحياة بنوائبَ قاسيةٍ، ونهل الظلام ما تبقى من مشاعرها، ولكن حين صارت على أعتاب الهاوية .. أتى هو مبددًا تلك الظُلمات، فارضًا سلطانه على قلبها الأبي حتى أصبحت على شفا الهوى.