جنازة 1

1.5K 65 93
                                    


السادسه صباحاً
الخامس من ديسمبر . عام ١٨٧٤.

صوت كعب يضرب الارض بوتيره واحده ..
تلاه جرس واهن يعلن بدايه الحصص الدراسيه في مدرسه لوك وود الداخليه للفتيات ، مدرسه في ضواحي سانت ماريني تحيطها الجبال من كل الاتجاهات . ويرسل اهالي الارياف بناتهن اليها ..

بدأت اصوات الحياة تملئ الممرات ثانية بعد ليل صامت طويل
فالمبنى ذي الاربع طوابق . كان الطابقان الاول والثاني يحويان غرف الفتيات .. غالباً ما وضعت الفتيات الاصغر سناً فالطابق الاول ، لوجود غالبيه غرف المعلمات هناك .
بينما احتل الطابق الثاني مجموعات الفتيات الاكبر سناً اللات تتراوح اعمارهن بين ١٧ و ١٩ عاماً .

فالمدرسه ست معلمات ، اثنتان للموسيقى وكادت هانجي تطرد احداهن لعدم احتياج المدرسه لها ، لكنها تراجعت وعينتها كمراقبة ممرات فالنهايه . الاربع الباقيات واحده للادب الانقليزي والاخرى للفنون والثالثه لصفوف الحياكه ، والرابعه والمفضله لدى هانجي معلمه صف الجغرافيا اللذي لا يحضره احد ..

دعونا نتحدث عن الطابق الرابع
تحديداً تلك الغرفه المزين بابها بقطع الرخام البيضاء ، حيث قبعت سيده ثلاثينيه شابه فاحشه العبقريه والجمال ..
القائمه على مدرسه لوك وود الداخليه هانجي زوي ، تنظر الى انعكاسها على النافذه الزجاجيه، هي مستيقظه منذ الرابعه صباحاً ..
في تلك اللحضه كانت تنظر لانعكاس عينيها الشابتين المرهقتين.. على الرغم من سماعها الكثير من عبارات المديح طوال حياتها الا انها لم ترى نفسها ابداً سيده جميله ، تفكر في انها اضاعت ومستمره بأضاعه شبابها الثمين هنا.
هي تدير المدرسه منذ كان عمرها ٢٧ عاماً بعد وفاة عمتها المديره السابقه هلن زوي .
هي الان فالرابعه والثلاثين .

قاطع هواجسها طرق على الباب ، طرق تعرف صاحبته الشقراء الطويله
" تفضلي يلينا "

كانت يلينا معلمة الصف المهجور والمفضله لدى هانجي ، دلفت من الباب بوجه شاحب.

هانجي وقد لاحظت الشحوب على محيا يلينا : " مالامر "

يلينا: " السيدة فيرارز معلمة الادب الانقليزي.."

هانجي وقد اصغت بقلب قلق :" فيرارز جاين؟ ماذا هل اصابها مكروه؟ "

يلينا :" تبدو مثل نوبه صرع لا اعلم ربما ذبحه صدريه ، انها الان فالطابق الاول وقد ارسلنا في طلب الطبيب "

هرعت هانجي تتبعها يلينا الى الطابق الاول ، عبر الممرات الكثيره والدرجات الى غرفه ممرضه المدرسه ، كانت السيده فيرارز مستلقيه بجسد يتشنج تاره ويرتخي تاره وقد اصبح وجهها ازرقاً ، دنت منها هانجي بقلق
ولم تستغرق الكثير من الوقت لتدرك انه الموت ولا احد غيره ..

مررت يدها الحانيه على وجه السيده فيرارز ، بضع ثوان وقد توقفت تشنجاتها وايضاً انفاسها.
ارتجف قلب هانجي قليلاً .

رَمادٌ. || Levihan حيث تعيش القصص. اكتشف الآن