صناديق 2

687 55 79
                                    


مكتب هانجي . ٥:٣٨ م .

بهندامها البسيط المكون من تنوره بيضاء  متوسطه الطول وقميص صوفي بني اللون ووشاحها الابيض اللذي انتظرت به الطبيب البارحه ، استمرت تحدث الغريب الدخيل على غرفتها وقد قطعت عتبه الباب واصبحت اقرب .
" اياً كان ما اتيت من اجله او الطريقه التي قدمت بها الى هنا ، ان الشمس تغرب وليس موعد زيارتك مقبولاً "

" انا اقف بهذا المكان منذ الساعه الرابعه ! ارسلت طلب تعيين هنا البارحه "
استمرت هانجي تحدق به .
" ليفاي اكرمان سيدة زوي "

هانجي محاوله تذكر الاسم : " الرجل صاحب الخطاب ؟ الم يصلك الرد من المدرسه ؟؟ "

ليفاي :" بلى وصلني ، لكن كيف تسنى لك الرفض قبل رؤيه مؤهلي ؟ سقط اثناء اغلاقي الرساله ،اعتقدت انكم ستعاودون طلبه لكن رفضكم السريع غير المبرر جاء سريعاً "

هانجي وقد بدأت اكثر هدوءاً : " لا نرحب بمعلمين رجال هنا ، مهما كان مؤهلك التعليمي او خبرتك . تفضل للخارج قبل ان اعتبر قدومك هذا اقتحاماً "

لم يكن ليفاي معتاداً على هذه المعامله ، هذه كانت المره الاولى التي يطرده احدهم او يقلل من قيمته بهذا الشكل .
" دخيل ؟ انت امرأه وقحه للغايه ! "

هانجي وقد لاحظت الانفعال في نبرة صوته :" هل ستصرخ الان ؟؟ هنا ؟؟ في مكتبي وعلى الارض اللتي املكها ! ارحل ايها الفتى قبل ان استدعي الشرطه ليجروك "

زاد حنق ليفاي ، اخذ من على المكتب الاوراق التي وضعها واتجه نحو الباب اللذي كانت تقف امامه هانجي وقد نوى الرحيل .
وعندما وصل الى النقطه التي تقف فيها هانجي قال
" ابتعدي عن الباب ! تصرخين بي ان ارحل ثم تقفين امام الباب مثل مومياء تتوشحين الابيض "

لم يتجراء احد على وصف هانجي بمثل هذا الوصف سابقاً .
هانجي :" مومياء ! اللعنه عليك !"
وقد فقدت صوابها بالفعل ، تتذكرون الكتاب اللذي اشترته؟ اجل لازال في يدها الان . وقد قررت استخدامه ولكن ليس للقراءة .

ضربت ذراع ليفاي بالكتاب بقوة متوسطه .
ابتعد جسد ليفاي مفتول العضلات عنها : " تضربينني الان ! يجب ان تكوني بمصحه عقليه وليس بمدرسه ، ابتعدي انت وكتابك . تضربين مثل الاطفال"

هانجي وقد اغضبها هدوءه هذه المره : " هل نظرت الى طولك؟ انت الطفل الوحيد هنا ، انا فالرابعه والثلاثين "

اقترب ليفاي بأبتسامه ساخره :" انا فالسادسه والثلاثين "

صرخت :" اغرب عن وجهي!"

مر ليفاي بجانبها مبتسماً لانه استطاع اغضابها لهذا الحد ، لكم يكن مدركاً للانتقام الصامت اللذي سيحدث قريباً .
عندما اراد ليفاي الخروج ، قرر اعطاء هانجي نظره مستفزه اخيره ، مر بقربها .. نظر الى عينيها .. وكانت هي ايضاً تنظر اليه ، لم ينظر النظره المستفزه التي خطط لها ، فالواقع كانت حركته تصبح بطيئه اكثر واكثر ، ينظر نحو عينيها اللامعتين البنيتين والى زاويه عينها الكحلاء .. ادرك انه اصبح بطيئاً جداً فأسرع الخطى وتجاوزها ، شعر بأنه نسي قلبه بداخل مقلتيها .

رَمادٌ. || Levihan حيث تعيش القصص. اكتشف الآن