وجد بنت تجلس بكرسي السائق وكانت مُنكسه رأسها و تضعها بين يديها و تبكي بشده و حرك يديه بتلقائيه جهتها و رفع يديها من علي وجهها ليري ماذا بها او ليري من هذه
_ انتي مين و بتعيطي ليه ؟
= ابعد عني بقا
سمع ادهم صوتها وكأنه يُألف هذا الصوت فحرك مصباح هاتفه الي وجهها ليري ملامحها بوضوح فتفجأ عندما رأها
_ هو انتي !!
= ايوه انا ..عاوز مني اي تاني بعد ما دمرتيلي مستقبلي
_ دمرتلك مستقبلك ؟ انتي عبيطه و لا شاربه حاجه
= ايوه دمرته مخلتنيش اصور الجثه ولا اجيب اقوال العمال اللي شافوها انا كده بابا هيرفدني منك لله
قالتها وهي تبكي وتتشحتف مثل الطفل الذي اُخذ منه لعبته
_ استغفر الله العظيم يا رب انا عارف انه يوم مش فايت من ساعت ما شوفتك
= انت بتقول ايه ..انت قصدك ان وشي وحش
قالتها ارين وهي تحاول اعدال جسدها تجاهه لتعاركه
_ بصي انا مش فاضيلك اتكلي علي الله و امشي
= ماهو انا اكيد عاوزه امشي من وشك بس عربيتي عطلت و مش عارفه اصلحها
_ و زعلانه لما بقولك وشك وحش
ثم استدار وجهه للضابط الذي كان بصحبطه
هاتها يبني معاك قعدها في عربيتي لحد ما نخلص شغلنا و اخدها اوديها في اي موقف تركب منه تروحاصطحبها الضابط محمد الي سيارة ادهم و ذهب ادهم مع احمد ليكمل تحرياته وبعد نصف ساعه عاده إليها و وجدها نائمه ففتح باب السياره و أشغلها وتحرك فأستيقظت أرين و كان يعم الصمت بينهما لمدة دقائق ثم تحدث ادهم
_ حضرتك ساكنه فين ؟
= ليه هطلعلي بطاقه !!
نظر إليها ادهم و الغيظ و الغضب كاد يفوتا من عينيه
اطلعلك بطاقه اي ! انا عاوز اعرف ساكنه فين عشان اوصل سيدتكفشعرت أرين بالخجل منه فنظرت إليه بنظرة إعتذار
ااه قول كده بقا ...انا ساكنه في مصر الجديده
_ تمامو حال بينهما الصمت مره اخري و كانت ارين كل بضع لحظات تنظر إليه بطرف عينيها كأنها تريد ان تخبره شئ فيغلبها غرورها فتلتفت للجهه الاخري وتصمت ظلت هكذا عدة مرات حتي غلبها قلبها وتحدثت
بقولك اي انا اسفه علي اللي حصل مكنش قصدي اضايقك بس انا عملت كده عشان مستقبلي اتدمر بسببك
نظر إليها ادم وهو يجذ علي أسنانه من كثرة الغيظ
ممكن اعرف دمرت مستقبلك فين !؟
= ماهو انت لو كنت خلتني اكمل اللي انا جايه فيه مكنش مستقبلي هيتدمر و بابا مش هيرفدني
_ طب و هيرفدك ليه ؟
= لانه قالي دي اخر حادثه تمسكيها لو فشلتي فيها هرفدك
أكملت ارين كلامها وهي تنظر الي اسفل
لان ببساطه كل ما امسك حادثه جريده تانيه بتسبقنا وينزلوها قبلنا
= امم فاشله يعني
_ لاء انا مش فاشله ده عدم توفيق بس و كمان حظي الفقر اللي ملاحقني
لكن انا شاطره و الله و بقدر اجمع ادله و افكر زي الظباط و المحاميين بالظبط و اقدر احل القاضيه في ثانيه طب حتي جربني
= اجربك فين هو انتي بطاريه علي العموم انتي طلعتي هبله اصلا و كنتي عملالي فيها شجيعه السيما اووي و مكلمه ناس اكبر منك و مش اكبر منك و انتي عبيطه اصلا
_ لاء ده حبه لزوم الشغل بس= هههههه... طب يا استاذه ارين احنا بقينا في مصر الجديده اهو تقدري تقوليلي بيتك فين
_ خلاص يا سيادة المقدم تقدر تنزلني هنا انا بيتي خلاص في الشارع الجاي و اتمني انك تكون مش زعلان مني
= خلاص حصل خيرأوقف ادهم السياره و خرجت منها أرين و لف ادهم إطار تحكم السياره ليتجه في إتجاه اخر و سار بها حتي وصل إلي عماره فأوقف سيارته امامها ونزل منها و ألق التحيه علي البواب واخذ يخطو سلالمها حتي وصل الي الطابق الثالث و اتجه نحو الشقه اليمني و اخرج من جيب بنطاله مفتاح و فتح بابها و وجد انوارها مغلقه والظلام يعم المكان فوضع يديه بجيبه ليأتي بهاتفه حتي ينير عتمته و فذالك الوقت نفسه اشعلت المصابيح و وجد بلالين و زينه بكل مكان و احس بيدين تلتف حول كاتفيه من الخلف و تضمه بقوي و مع صوت رقيق يشبه الصوت الملائكي
كل سنه و احنا مع بعض يا حبيبيفالتفت ادهم لها وتترسم علي شفتيه إبتسامه عريضه
كل سنه و انتي حبيبتي كل سنه و انتي وتيني الذي عندما قُطع انتهت حياتي من بعده
فأخذ يديها وقبلها و اخرج من جيبه علبه صغيره حمراء و اخرج منه خاتم رقيق مثلها و وضعه في احد اصابعها
= الله يا حبيبي اي الخاتم الجميل ده
_ عجبك
= جدا جدا يا ادهم ...انا كنت فاكره انك ناسي ان النهارده عيد جوازنا
_ و دي تيجي برضو هو انا عندي كام ميران في الدنيا عشان انساها او انسي عيد جوازنا
= ايوه كل بعقلي حلاوه بقا علشان مسألكش يا استاذ اي اللي مأخرك بعد نص الليل بره كده
_ صدقني كنت عامل حسابي ان ارجع بدري عشان اخدك ونتعشي بره بس اعمل اي يا ستي في حظنا ده بعد ما كنت مخلص و خارج جالي إخباريه ان في جريمه قتل حصلت و رحت احقق فيها
= قتل !!! و دي تبع السفاح برضو ولا حاجه تانيه
_ ايوه تبعه مش عارف هنخلص من الكابوس ده امتا
= انا عارفه يا حبيبي انك قدها و هتقبض عليه و القاضيه هتتحل معاك
_ يا رب اتمني ذالك ..المهم مريومه حبيبة بابا فين ؟
= لاء دي نامت من بدري اووي علي العموم انا مجهزالك الحمام ادخل خد شاور في السريع عبال ما اجهزلك العشا_ حاضر يا حبيبتي
و في صباح اليوم التالي استيقظ ادهم علي صوت ميران
اصحي يا دومي بقا جهزتلك الفطار و الساعه بقت تمانيه كده انت هتتأخر
= ياااه انا نمت كل ده
_ كل ده اي ده هما اربع سعات اللي نمتهم
= ما انتي عارفه ان الدقيقه في حياة الظابط بساعات
_ ايوه يا فليسوف انت ...يله بقا عشان انا كده هتأخر علي المستشفي
فأمسك ادهم بيديها وجاذبها نحوه
بقولك اي هو مش انتي دكتوره
_ اه
قالتها ميران و هي تنظر إلي عينيه و تبتسم في خجل
= طب ما تداوي جروح قلبي
فضحكت ميران ضحكه خليعه و قطع حديثهما تلك الفتاه الصغيره و هي تحبو داخل الغرفه و تقول بصوت غير مفهوم
بابا
= أميرتي مريومه حبيبه قلب بابا تعالي في حضني
و حملها ادهم بين ذراعيه و اخذ يرفعها الي اعلي و يهبطها الي اسفل مداعبا لها فامتلأت الغرفه بضحكاتها البريئه ثم حاملها علي كتفيه و ذهب الي مائدة الطعام ليتناولوا طعامهم فرن هاتفه و وجد المتصل محمد ففتح الهاتف
_ صباح الخير يا ادهم باشا
= صباح النور يا محمد ..هاا في حاجه جديده
_ و اللهِ يا باشا هو في حاجتين
= اي هما ؟
_ اول حاجه ان احنا جبنا كل المعلومات عن الضحيه بتاعت امبارح
= طب الحاجه التانيه ؟
_ لاء دي لما حضرتك تيجي انت و تشوفها بنفسك
= طيب انا ربع ساعه و هبقي عندك
أنت تقرأ
النهايه
Horrorقاتل مُحترف يوقع بالفتيات لينهي حياتهم ويأخذ عضو واحد من أعضائهم لكن اللغز في إختلاف ذلك العضو من فتاة لأخرى...هنا سر وراء اختياره...والمريب أنه يحفر كلمة النهاية على أجسادهم...أي نهايه هذه...نهايتها...أم نهايته...أم نهاية شيء آخر قد ينتهي مع إنهاء...