الشيطان يتحدى

51 3 0
                                    



لقد تحدى الشيطان الأول (إبليس الملعون)
الله وعصى الأمر و رفض السجود لسيدنا آدم (عليه السلام) لعِلة في قلبه و نفسه ربما نعرفها جميعاً أو ربما يعرفها بعض العارفين الذي أنعم الله عليهم..
 و من ضمنها (العِلة) التكبُّر "ففسق" وأبى السجود و قال بكل جحود "أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا" حاقداً على المكانة التي وضعت لسيدنا آدم (عليه سلام الله) و على ذلك النسل الشريف الذي يحمله في صلبه و أنه سيأتي من نسله من هم أعلى شأن من مخلوقات عِدة، بل من جميع الخلقِ "شجرة علم الأكوان و المخلوقات.. الكبيرة النورانية"...

ثم تحدى مرة أخرى و قال:
" قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ"
و المخلصين هم من أخلصوا في العبادة و الطاعة و في الحب الذي خلق الله به الأكوان و خلق الأكوان له؛ فضرب ابليس و اخترق الكثير من العقول و ابتدع الكثير من المعتقدات الحديثة مع الوقت و جند الكثير من الجنود و من ثم جند الجنود جنود لهم، و هكذا...
حتى أصبحنا نرى بعض الناس بدون حتى علم مُسبق و فهم سويّ و بعضهم بدون وعي ولا إدراك..  يحقدون كل الحقد على مكانة و قدر بعض عباد الله الآخرين معترضين على أمر وكلام الله :
"وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ" - الأنعام آية ١٦٥ -

فيأت البعض من المتعاطفين و أتباع فئات معينه معروفة للجميع "بتكفيرهم لخلق الله" بشكل مستمر و تحريضهم على هذا و ذاك، محاولين الانتقاص من قدر أي شيء وأي أحد كرمه الله "سبحانه و تعالى" و رفع قدره و مكانته و درجته و يقول "من هذا ليكن أعلى منّي قدراً أو مكانه أو درجة؟" متجاهلين الأمر العلي و المشيئة العُليا في توزيع المكانة و الدرجات بين الناس حسب المشيئة الربانية الناظرة العالمة الكاملة في اختبار العباد بمكانة بعضهم ودرجتهم...
و الكل يعرف تمام المعرفة أن النافع و الآمر و المتحكم و المحيّ و المميت هو الخالق هو الله سبحانه و تعالى و هو "مسبب الأسباب" و مُحيّ قدر و مكانة العباد يعز من يشاء ويذل من يشاء كيفما يشاء و بأي شكل و طريقة مهما كانت و مهما اختلفت حتى بالكلام و العقيدة و الفهم و المعرفة و الحسب و النسب، إلخ...
و أن كل من يدعو الله و يقول "اللهم بحق جاه سيدنا النبي وآله" فهو يدعو الله (ليس سِواه) وأن النافع هو الله والمعطي النفع والضرروالمكانة للرسول هو الله ليس سواه.! أو "يا سيدنا النبي اشفع لنا عند الله وكن لنا عون بأمر الله" فهذا يسمى إلحاح في الدعاء وإيمان بالله وبمشيئته وبنوره والمكانة التي وضعها الله في رسوله (ص) "وبمكانة وقدر الرسول الخاصة" (وهذا من شروط الإسلام والإيمان لمن يفهم ويعقل)

فيأت البعض (سبق ذكرهم) ويقول هذا شرك بالله وعبادة للرسول من دون الله.!
فنرد عليهم: أفلا تعقلون يا قوم؟ كيف هذا؟!
أين هذا الذي تقولونه؟
فلا تجد منهم ردود إلا نفس الردود كما هي أو التكفير منهم أو من المعاونين لهم أو مِنْ مَنْ هم من نفس فكرهم وعقيدتهم وجماعتهم.! أو حتى السكوت لعدم وجود ردود أخرى.!
ويستدل البعض بآية "ِأَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ" - الزمر آية ٣ -
ولو كلف نفسه ولو للحظة ونظر إلى الآية التي تليها:
"لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَىٰ مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ سُبْحَانَهُ ۖ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ" - الزمر آية ٤ -
لفهم أن الأمر ليس بهذا الشكل السطحي الذي فهمهُ ووجه نفسه له وأنه عن من يقولون اتخذ الله ولداً (أعوذ بالله) ويوضح عن استبدال البعض بعض الأشخاص والأشياء مكان الله عز وجل سبحانه (أعوذ بالله منهم ومن ما يدعون)
وكذلك الكثير من الآيات والأقاويل..

ولكن يا ناس أين هو الشرك بالله في الدعاء بكل ما كرمه الله وأعلى من شأنه وقدره ومكانته ودرجته من المخلوقات من العباد المؤمنين والذين خلقهم الله خصيصاً للرسالة ولأمور معينه يعلمها وحده سبحانه بحكمته فيها، وكذلك الأمر مع الأوقات كالدعاء والتبرك بقول"
"اللهم بحق ليلة القدر..."
و"اللهم بحق هذا الوقت..."
و"اللهم بحق آذان ووقت الفجر..."
و"إنه لوقت مناسب لفعل كذا فبأمر الله ومشيئته سيوفقنا الله في الأمر كذا..."
وكهذا، إلخ...

أبهذا الشكل نكون قد أشركنا بالله وكفرنا؟
أبهذا الشكل (ونعوذ بالله من ذلك) نكون قد رفعنا قدر الوقت مثلاً فوق قدر الله؟
"مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ"
"أَفَلَا تَعْقِلُونَ"

فماذا تقولون في قوله:
"قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ
قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" - يوسف آية ٩٧، ٩٨ -
وقوله:
"سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا ۚ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۚ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا ۚ بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا" - الفتح آية ١١ -
فعلى حد فكركم وقولكم وتفكيركم:
١- لماذا لا يستغفرون هم بأنفسهم مباشرةً بدون الطلب من أحد؟
٢- لماذا طلبوا العون من نبي الله وقالوا استغفر لنا؟
ولماذا رد عليهم نبي الله وقال سوف استغفر لكم؟
ولماذا قال "الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا ۚ"
وإن كان خطأ فلماذا رد الله عليهم وقال:
"يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۚ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا ۚ بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا"...

وماذا تقولون في قوله تعالى:
"وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا"
ما معناه وما معنى الإيمان وكيفيته ومكنونه، إلخ...؟
...

أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ
فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ -البقرة من الآية ٨٥-

اختراق الفكر الشيطاني الأدمغة لضرب الأسس و المعتقداتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن