الاميرة الشابة
سجئ
منذو زمن ليس ببعيد . في فصل الشتاء الشتاء جلست فتاة شابة في عربه صغيره بجوار والدها واخذت تحدق عبر النوافذ العربة في شوارع بغداد الواسعه التي يغشيها الضباب بدا لها وكأنهما يتنزهان البارحه في شوارع البصره المشمسة لكن هذا لم يكن البارحه بالطبع إذ قاما برحله طويله مدتها يومان من البصره الئ بغداد الئ هذا المكان الغريب بالنسبة لهما كانت سجئ في العشرين من عمرها ولكن بدأت اكبر من عمرها وكأنها عاشت دهرا.
قالت سجئ بدأت العربة تسير ببطئ ((أبي . أبي ))
نظرا الكابتن احمد الئ ابنته وقال (نعم ايتها الاميرة)
كان احمد يتسم بالشجاعه وايظا ذو وجه ضحوك ويبتسم كثيرا وخلو البال ايظا يتقلد منصبا في الجيش البريطاني في البصرة
وكان يدلل ابنته بأسم الاميرة لانها كانت ناضجه وحكيمة جدا اكثر مما يوحي عمرها واحبت سار الاسم الذي ينادي والدها به
همست الفتاة (الم نصل بعد)؟ عبر السائق ساحه ذو بوابة حديديه عاليه نحو ساحه وارصفتها من الحجاره القاسية اجابها والدها اجل يا سجئ ها نحن وصلنا اخيرا مع انه يحاول ان يخفي شجنه وادركت سجئ انه يحاول ان يخفي ذالك ويتمنئ وانهما لم يصلا.
كان والدها يعدها منذو زمن طويل لهذا المكان وهو مدرسة داخليه يكون مؤاها الجديد ولان المناخ في البصره حار جدا ورطب وقال هذا يؤثر علئ صحتهاسجئ. طلاب آخرين وهم يغادرون، وأحيانًا ما كان يغمرها الحماس بشأن الرحيل في مثل
هذه الغامرة، لكنها كانت تشعر بالحزن والفزع عندما تفكر في الابتعاد عن والدها.
دأب والدها على أن يقول: «سيكون هذا لفترة وجيزة فحسب»، وإن الجميع سوف
يحسنون معاملتها هناك، وإنه سوف يبعث لها بفيض من الكتب التي ستنهل منها،
وإنها ستنضج في ملح البصر وتصبح ذكية ذكاءً يؤهلها للعودة إلى البصرة للاعتناء به.
راقت هذه الفكرة لسجئ؛ فمنذ أن فارقت والدتها الحياة عند ولادتها، تُركا هما الاثنان
وحدهما ليعتني كل منهما بالآخر. ومن أجل هذا السبب وحده، قررت سارا الرحيل.
مازحته سجي: «حسنً ُ ا، إذا حزت الكثري من الكتب، أظن أنني سأكون على ما يرام.»
ضحك والدها، ثم قبّلها. ومع ذلك لم يكن موقنًا أنه سيكون على ما يرام بدون
رفيقته الصغرية سجئ الفعمة بالحيوية والنشاط، لكنه رأى أنه لا بد أن يخفي ذلك عنها
من أجل مصلحتها.
ِ أنزلهما السائق أمام بناية ضخمة من القرميد بدا عليها القَدم والغالاة في الزخرفة،
ولكنها في الوقت نفسه جامدة وباردة. وكان على الباب الأمامي لوحة نحاسية محفور
عليها:الآنسة فاطمة
مدرسة الصفوة الداخلية للفتيات
فتحا الباب الثقيل ثم دخلا.
َّ وكان أول انطباع كونته سجئ عن الآنسة فاطمة لدى دخولها الحجرة أنها هي الأخرى
ً عتيقة مغالية في زينتها وأيض ٍّ ا جامدة وباردة إلى حد ما.
ابتسمت الآنسة فاطمة ابتسامة مصطنعة ومريبة.
قالت على سبيل الداهنة: «شرف عظيم لي أن أتولى رعاية مثل هذه الاميرة «الذكيَّة
الجميلة» يا كابتن احمد»
َّفكرت سجئ في الكلمات التي قالتها الآنسة فاطمة. ظنَّت سجئ أنها ذكيَّة مقارنة
بسنها — ولطاملا سمعت الناس يقولون هذا لوالدها — فكانت الآنسة فاطمة على صواب
في هذا الأمر. بيد أن سجي كانت تظن أنها ليست جميلة على الإطلاق، وقد جانبها الصواب
ُّ في هذا الظن. قالت سجئ في نفسها: «أنا أقبح فتاة على وجه البسيطة، وأشدهن نحافة. إن
الآنسة فاطمة مرائية كبرية.»سجئ
وستعلم في وقت لاحق أن الآنسة فاطمة تقول نفس الكلمات لكل والد يحضر ابنته
إلى مدرستها.
أنصتت سجئ فيما كان والدها والآنسة فاطمة يتحدثان. وقد اتفقا على أن تحصل
سجپ على أي شيء تطلبه، ولسوف يتولى مدير أعمال كابتن احمد من شركة «بارو آند
سكيبورث» دفع كافة الفواتري.
َّ وتقرر أن تحصل سجپ في الدرسة على غرفة نوم جميلة، وغرفة جلوس خاصة
بها، بالإضافة إلى عربة يجرها فرس ولسوف تحل محل مربيتها
الهندية خادمة فرنسية تُدعى مارييت. ذكر كابتن احمد أن أي فتاة أخرى غري ابنته كانت
ستفسد أخلاقها من مثل هذا التدليل الزائد، ولكن هذا لا ينطبق على ابنته سجئ
ً أيض ً ا ستصطحب سجئ ادواتها المفضلة أطلقت عليها اسم «إميلي» لتكون صديقة
لها في غياب والدها. وكانت إيميلي إحدى الهدايا التي اشتراها كابتن احمد وسجئ عندما
ً تسوقا اليوم السابق. واشترى لها أيضا فساتني، وقبعات مزينة بالريش والفرو، وقفازات
صغيرة، وأوشحة، وعدة أزواج من الجوارب الحريرية. وكانت البائعات يتهامسن فيما
بينهن أنه لا بد أن تكون سجپ ابنة أحد الأمراء في العراق.
لكن من بني كل هذه الأشياء كانت إيميلي الهدية الحببة إلى نفس سجئ.أخذ كابتن احمد سجئ إلى الآنسة فاطمة في الساء الذي سبق اليوم الزمع أن يعود فيه
إلى البصرة كي تقضي ليلتها الأولى بمفردها. وفي وداع كل منهما الآخر، جلست سجپ على
ِحجر أبيها وحملقت فيه، وبدت وكأنها تخشى أن تطرف بعينيها فتفقد رؤيته لحظة.
سألها: «أتحاولني أن تحفظي شكلي عن ظهر قلب؟»
أجابته: «لا، أنا بالفعل أحفظك عن ظهر قلب، فأنت تقبع بني ثنايا قلبي.» وعندئذ
ً فقط أغمضت عينيها، ثم عانقته وكأنها لن تتركه أبدا.
بعدما غادر والدها، اتجهت سجئ إلى غرفتها، وأغلقت بابها. ومضت ساعات دون أن
يُسمع دبيب نملة من داخل غرفتها. لم تستطع الآنسة عفيف السمينة غري الهندمة، أخت
الآنسة فاطمة، تكوين انطباع عن سجئ.الأميرة
قالت الآنسة فاطمة في حدة: «حسنًا، هي على الأقل لا تركل الأرض ولا تصرخ مثلما
يفعل بعضهن.»
وكانت الآنسة عفيف قد أفرغت أمتعة سجئ في وقت مبكر، لكنها لم تساعدها في
ً تكوين رأي عن سجئ أيضا. ومع أن الآنسة عفيف كانت أطيب قلبًا من أختها، أحيانًا ما
كان يصعب تمييز ذلك، لأنها كانت تخشى عصيان الآنسة فاطمة.
ُ قالت الآنسة فاطمة: «يا لهما من تافهني، لقد دِّللت هذه الفتاة وكأنها أميرة صغيرة!»
ً أومأت الآنسة غفيف بالإيجاب تصديقا على كلامها.
ِّ أضافت الآنسة فاطمة: «ومع ذلك أنا موقنة بشدة من أن سجئ ستشرفنا عندما
تتصدر صفوف الفتيات إلى الكنيسة يوم الأحد.» وكانت الآنسة فاطمة تقلق بشدة على
صورتها في أعني جميع من حولها. وكانت ترجو أن تكون سجپ تلميذة مثالية في جوانب
متعددة.
وفي الدور العلوي وقفت سجئ وإيميلي في النافذة، لا تزالان تحدقان في زاوية الشارع
الخالي من املارة حيث اختفت عن الأنظار العربة التي تقل كابتن احمد ولقد لوح لهما من
النافذة الخلفية وكأنه لا يتحمل أن يقول كلمة الوداع.
ً ولم تكن سجئ تعرف هل بمقدورها هي أيضا أن تتحمل هذا؟
ً في الصباح التالي، فيما كانت سجپ ترتدي ملابسها استعدادا ليومها الأول في المدرسة،سألتها سجئ بطلاقتها المعهودة في اللغة الفرنسية وهي تهز منكبيها في استنكار: