_5_

15 3 0
                                    

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كبداية لاتنسى الصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ❤❤

تُعدُّ سورة النّاس من السّور القصيرة في القرآنِ الكريم، وهي الأخيرة في ترتيبِ سورِ المصحفِ الشريف، إذ تَختِمُ الجزءَ الثلاثين، كما أنّها سورةٌ مكيةِ، وتسبقها في التّرتيبِ سورةُ الفلقِ،[١] قال -تعالى-: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ* مَلِكِ النَّاسِ* إِلَـهِ النَّاسِ* مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ* الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)،[٢] نُفسِرُ في هذا المبحث آياتها الثلاث الأولى فيما بلي:

_____________❤

تُعدُّ سورة النّاس من السّور القصيرة في القرآنِ الكريم، وهي الأخيرة في ترتيبِ سورِ المصحفِ الشريف، إذ تَختِمُ الجزءَ الثلاثين، كما أنّها سورةٌ مكيةِ، وتسبقها في التّرتيبِ سورةُ الفلقِ،[١] قال -تعالى-: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ* مَلِكِ النَّاسِ* إِلَـهِ النَّاسِ* مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ* الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)،[٢] نُفسِرُ في هذا المبحث آياتها الثلاث الأولى فيما يأتي: الآيةُ الأولى: قوله -تعالى- (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)؛[٣] وفيها شقّانِ نفسرُ كُلَّ واحدٍ منها فيما يأتي: الشقُّ الأول قوله -تعالى- (قُلْ أَعُوذُ): يُوجّه الخطابُ في الآيةِ الأولى وكما في سائر آياتِ القرآنِ إلى المُخاطبُ الأول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم إلينا أمّة محمد -صلى الله عليه وسلم-، والاستعاذة هنا بمعنى الالتجاءُ والتّحصُّن بالله -عزَّ وجلَّ-.[٤] الشقُّ الثاني: قوله -تعالى- (بِرَبِّ النَّاسِ): تأمرُ الآيةَ الكريمةَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالالتجاءِ إلى ربِّ الأكوانِ، البرُّ القادرُ على تحقيقِ المستحيلاتِ، الربُّ الذي يُدبّرُ الأمور، وهو مالك الناس، ومُوجدهم من العدم، والذي يرعى النّاس بعينه الّتي لا تنام، ويُربِّيهم لِيُخرجَ أجملَ ما فيهم.[٥]

______________❤

الآيةُ الثانية: قوله -تعالى- (مَلِكِ النَّاسِ)؛[٦] جاءتِ الآيةُ الثانية لبيانِ مُلكيةِ الله -عزَّ وجلَّ- لمخلوقاتهِ جميعاً ومنهم البشر، فهو خَلقهم وبيده شتّى أمورهم وتصرفاتهم، ومُلكهُ لهم ملكٌ مُطلقٌ، لا يتوقف عليه سببٌ أو شرط، فسعادةُ البشر وتعاستهم ورزقهم كلّه بيدهِ -سبحانه وتعالى-، يُعِزُّ من يشاء ويُذِلُّ من يشاء، يُغني من يشاء ويُفقِرُ من يشاء.[٧]

______________❤

الآية الثالثة: قوله -تعالى- (إِلَـهِ النَّاسِ)؛[٨] جاءتِ الآيةُ الثالثة مُكمِّلةً لِما قبلها من الآياتِ، فبَعدَ الاستعانة بالربِّ القادر والمُنعِمُ الوحيد على البشرية، مالكُ التّصرفِ في أمورهم، جاءَ قوله (إله النّاس) لبيانِ أنّه -عزَّ وجلَّ- من يَستحقّ مُطلقَ العبادةِ، والطاعةِ وخضوعَ القلبِ والجوارِح.[٥]

لِيَطْمَئِنْ قَلْبُكْ❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن