إصطدمي بظهري

الفصل الأول - حُبٌ من أولِ ظَهرة

سقط قلم على الأرض بجانب مقعدي ، إنحنيت لإلتقاطه ومددت يدي لمن يجلس خلفي بكرسيه المعاكس لإتجاهي دون أن أنظر إليه

ما إن اقترب الشخص الذي يجلس خلفي ليلتقط قلمه من بين يداي حتى فاحت رائحة العطر القوية ودخلت إلى جوفي

ألتفت مسرعاً وقبل أن يأخذ .. أقصد تأخذ القلم من يدي حتى أتمكن من رؤيتها

عندما رأتني التفت بسرعة التفتت قليلاً ونظرت إلي وإبتسمت إبتسامة واسعه قائلة " شكراً "

اه .. لا أعلم أين ذهب قلبي في تلك اللحظة ، شعرت أنه لم يعد يعلم موقعه الأصلي في جسدي

تجمدت في مكاني ، الجميع بدأ في الكتابة ولكني كنت متجمداً بسبب تلك اللحظة الصغيرة .. آه كم أنا ضعيف

أنتهينا من تسجيل البيانات ، الجميع سلم الأوراق وهمّ بالنهوض

نهضت والتفت لأرى تلك الفتاة التي قلبت موازين عقلي في لحظة ، لاحظت كوني أُحدق بها

حينها واجهتني بإبتسامه كبيره " هل من خدمة أقدمها لك ؟ "

هل من خدمة اقدمها لك ؟ لحظة .. أشعر وكأنما رأيتُ هذا المشهد مُسبقاً !

تلك الفتاة .. أشعر أني رايتها مُسبقاً ، لكن .. لا أظن أني قد رأيت فتاة بهذا الجمال في الايام السابقة من حياتي ، هذا مُحير !

صمت قليلاً جاهلاً عم أُجيب على كلامها

-" هل .. هل أستطيع الحصول على قلمك الذي أسقطتيه ؟ "

لا ايها الغبي ! مالذي قلته ! آه لا كم أنا غبي ماهذا الطلب السخيف ! ألم تجد أفضل من هذا ؟!

نظرت إلي الفتاة بإستغراب ثم أدخلت يدها في حقيبتها مخرجةً قلمها ، ناولتني إياه بإبتسامتها القاتلة " تستطيع الحصول عليه "

كانت ستلتف ذاهبةً ولكني تداركت الأمر وقلتُ بسرعه " هل أستطيع معرفة اسمك على الاقل ؟ "

-" مي را "

التفتت ومشت مسرعةً خارج القاعة تاركةً إياي في صدمة تامة ، نظرت إلى القلم بصدمة .. وأخذت أتأمل اسمها في عقلي

مستحيل !! مي را ؟! كيف قد يحصل هذا ؟

عدت للتفكير في الأيام السابقه ، وعندما كُنت بالثانوية

كنت أمشي للخلف وأنا أتحدث بصوتٍ عالٍ كعادتي مع أصدقائي ، حينها أصطدم ظهري بظهر تلك الفتاة التي أيضاً كانت تمشي للخلف !

أستدرنا ننظر لبعضنا ، أوه لا .. لقد أصطدمت بالشخص الخاطئ تماماً

لعقت شفتاها وكأنما كانت ترطبها حتى تستعد لإطلاق الشتائم بسرعة كبيرة كمغنيي الراب

اقتربت لي وأخذت تحدق بقوة " هل من خدمةٍ أقدمها لك سيد تشانيول ؟! "

-" آسف .. لم أنتبه لكِ "