الفصل الأول

989 47 1
                                    

في ضوضاء الحفل، وعدم تركيز المدعوين وأثناء تحدثهُم مع بعضهم البعض، دلفت الممثلة الشهيرة ميار لتُبهر جميع الحضور بفُستانها الأسود الخلاب،
ومن خلفها يظهر حارسها الشخصي داغر، ظهر بجوارها وهو يُبعدها عن الحشود والكاميرات آلتي لاحقتها في جميع الإتجاهات، أخذها من يدها وهو مُبتعد بها عن الصحافة الصفراء آلتي لطالما نشرت عنها الأكاذيب!

ميار ذات الأثنان وعشرون ربيعًا، حققت شهرة كبيرة في وقت قياسي، وجعلت الملايين من المصريين والعرب يعشقونها، في وقت صغيـرة جدًا!

لم تكُن رقيقة على الإطلاق وكانت ذات شخصية حادة ومِزاجية، تارة تُصبح سعيدة وتارة آخرى تُريد البُكاء لساعات متواصلة! تارة تُحب وتارة تكره! هكذا كانت شخصيتها صعبة المرأس إلي حد كبير!

أصبحت من دور ثانوي إلي دور البطولة بجانب أبطال كثيرون، كانت محط الأنظار من الصحافة بشدة، فـقد كانت فاتنة الجمال، وبجانب جمالها كان لها تصريحات لاذعة، وكان كل من يُقابلها يقول عنها جريئة لا تخشى أحد!

صاح بها أحد الصحافيون قائلًا: يا ميار.. ميار آيوة هنا.. عندك أي عمل قُريب؟ هنشوفك إمتى على الشاشة تاني؟

أقتربت وداغر يقف كالصقر فوق رأسها وقالت: عندي عمالين هينزلوا قريب جدًا على كذا منصة

سألها الصحفي: وحياتك الشخصية أخبارها إيه يا ميار؟؟

نظرت له ميار بإستخفاف ولم تُجبه، ظل هذا الصحفي البائس يصيح بها لكي تأتي إليه مره آخرى ولكن لا حياة لمن تُنادي.

إنتهى الحفل وكالمتوقع بدأت الصحافة الصفراء بنشر الإشاعات عنها،
كانت شقيقتها تقرأ عناوين الأخبار بإستياء شديد، وتوجهت إلي ميار في غضب قائلة:

شمس بإستياء: بصي القرف! مايعرفوش يكونوا أسوياء أبدًا! لازم يكونوا ولاد مقرفة كده

«شمس هي شقيقة ميار الكُبرى، تكبرها بـخمس أعوام، وظـلت معها عندما لم يوافق الأهل على فكرة الدخول إلي التمثيل، وكانوا مُعارضين بشكل قاطع، ولكنها لم تترُكها وساندتها، ورحلتا سويًا لبدأ حياة مهنية جديدة لـميار، وأصبحت مُديرة أعمالها والمسئولة عن كل أعمالها»

نظرت لها ميار وهي غير مُكترسة: إتعودنا يا حبيبي، خلاص مابقاش يأثر علينا

وأكملت ساخرة: إقريلي كده خليني أضحك

نظرت لها شمس في غضب قائلة: نبطل غرور بقى ماهو غرورك ده إللي مودينا في داهية يا أستاذة

ببـراءة نظرت لها ميار وقالت: كده تزعلي ميورة حبيبتك؟

كانت شمس على وشك الإنفجار وشعرت بأن ضغطها قد إرتفع بسبب حماقة شقيقتها الصُغرى.

شمس بعصبيـة: والله هتجلطيني وأنا عايزه أخلف وأعيش حياتي

بمكر نظرت لها ميار وأقتربت منها قائلة: إلا علول عامل إيه يا مشمشة؟

حارسي الشخصيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن