٢٠

1K 74 0
                                    

وجدتني أذهب مع كاسيان والمدعوة بأمي إلى منزلها المزعوم، ومن حديثها مع الألفا لقد تبين بأنها متزوجة ولديها ابنتان، إحداهما في سن السادسة والأخرى تكمل عامها الثالث.

ومن لا مكان صدح صوت ازابيل في رأسي، حينما أخبرتني بالغابة المظلمة "والدتكِ تركتكِ وتقدمت بحياتها منذ زمن بينما أنتِ لا تزالين في بقعة أيامكِ السوداء هنا وأيامكِ بالحرب. أراهن بأنها انجبت أطفالاً أفضل وأقوى منكِ بمراحل." تنهدت بضيق وأدرت رأسي أنظر إلى الطريق الذي تقطعه السيارة.

لقد أصبحت المدينة أفضل مِنْ الوقت الذي تركتها به، وفي بقعة ما انتبهت إلى مطعم ذو جدران وردية ولوحته المضيئة والكبيرة، كان أفضل مِمَا كان في أيامي الماضية حينما كنتُ أزوره باستمرار وأتذكر اخر احتفال ليوم مولدي في هذه المدينة، مع أصدقاء المدرسة.

أغمضت عيني وأدرت رأسي أحاول ابعاد هذه الذكريات عن رأسي، هي تجعلني أشعر بالشفقة على نفسي الآن. لستُ بحاجةٍ لها.

توقفت السيارة وفتحت عيني لأجدها تقف أمام منزل وهو بالتأكيد ليس المنزل الذي كنت أعيش به، إنه أكبر وأفضل، ويبدوا أنه يمتلك حديقة خلفية.

فتحت الباب ونزلت من السيارة، سقطت عيني على كاسيان الذي لازال يتحدث مع والدتي، عن أطفالها..! على أي حال، إذا كان كاسيان قريبًا من أمي إذًا لماذا لم أقابله يومًا.

حرك عينيه ونظر إلي، وشعرت بحواسي تستيقظ فجأة وتعطي كل انتباهها لهذه التعابير الجديدة على وجهه، العقدة التي لطالما كانت موجودة بين حاجبيه حُلت، لم يكن يبتسم بوسع، لكن عيناه كانت مرتخية وتلمع بلطف. لقد وجدت اللحظة هذه شاعرية جدًا مع أضواء الشارع الصفراء الخافته، ورطوبة الجو الذي جعلت من بشرته رطبه بشكل مثير.

وجدته يرفع يده إلي يدعوني للاقتراب، وكيف لي أن أرفض دعوةًَ كهذه في هذه اللحظة هو فقط أكمل شاعريتها بطريقة لطيفة ومحببه. هل يا ترى شعر بالوحدة التي انتابتني، هل شعر بخيبة املي حينما لم أجد ترحيبًا قويًا من والدتي، هل يحاول أن يمدني به الآن؛ لأني لن أرفض له هذا.

اقتربت منه ووضع هو يده على ظهري بين كتفي، تحرك يدفعني معه ويده انزلقت للأسفل ببطء وصولًا إلى المنطقة الصغيرة أسفل ظهري. ونعم واللعنة شعرت بالدفء وفراشات بطني لم تهدىء، وأردت منه أن يفعل المزيد، سوف أحب هذا لا محالة.

لكن الآن لدينا شيء اكثر أهمية يجب علينا الالتفات له. دخلت المنزل معهم وأول شيء استقبلنا كانت رائحة الطعام الشهية، مَنْ الذي صنع الطعام الآن. وبعد ذلك ظهرت غرفة المعيشة أمامنا، حائط من خشب وأرائك سوداء جلدية، يتوسطها طاولة بنية فيها مزهرية تحوي الجوري الأحمر وبجانبها كتابان وأسفله قماش أبيض اللون. على الحائط تلفاز وأسفله مدفئة وضع فوقها قطع أثرية صغيرة.

محطم | Brokenحيث تعيش القصص. اكتشف الآن