الفصلُ الأول.

2.2K 141 369
                                    


إنْكِلْترا - لندن.
السادِس وَ العُشرون من أغُسطس ، الرابعـة وَ النصف مساءًا.
اليوم الأول من الكارثة.





"إبنـي بِرتبةٌ عالية في الحُكومةِ ، صدقيني لقد أكدَ لي إن هُناكَ أجسامٌ غريبةٌ هبطت في الأرض ، و لا أحدَ يعلم ما هيَ لكِن علينـا أن نتوخى الحذر! سأذهبُ الليلة أنا وَ الفتيات إلى والدي ، منزلهُ مُحصن وَ ..."

كانَ ذلِكَ صوتُ الإمرأة التي تُحدِثُ صديقتهـا ، لكِن صوتهـا بدأ يبتعد تدريجيًا حتى باتَ مَعدومًا ، كونَ هاري تخطاهـا ، بِالفعل.

توقفَ عندمـا أثارَ فضولهُ مَتجرٌ صغير ، قبلَ أن يدخُل إليهِ وَ عينـاهُ جالت بأنحائهِ ، إقتربَ مُحدقًا بِشبكةٌ كانت دائِرية ، إحتوت على الكثيرُ من الخيوطِ والخُرز بِنظرِ هـاري ، لكنهـا بدت جميلةٌ أيضًا ، حيثُ شعر بأنهـا سَتُحبهـا كثيرًا ، إبتسمَ قليلًا مُتلمسًا ريشهـا الزهري بِأطرافهـا.

"إنهـا تعويذةٌ لِجلبِ الحظ ، لِتحقيقِ الأُمنيـات" إلتفتَ لِصوتِ الإمرأة العَجوز "كم ثمنهـا" سأل هـاري "لأجلِكَ؟ مجانًا" إبتسمت لَهُ ، وَهوَ علِمَ بأنها أخبرتهُ بهذا فقط لأنهُ يرتدي زيًا عسكريًا.

"كلا ، ماثمنهـا" سأل مُجدَدًا فاتحًا سُترتهُ مِن خُصرهِ ، حيثُ كانَ يَشدهـا من الأكمام "سِتةُ قُروش" أجابتهُ هذهِ المرة "تبدو كمن لايَحب أخذُ شيءٌ دونَ مُقابل" أكملت عندما أخرجَ المالُ لهـا ، ثُم عاودَ ربطُ سُترتهُ بِخصرهِ.

"أترغب بأن تضع عليهـا رسالةٌ مـا؟" قالت لهُ بينما تُغلفها ، ليتذكر إنهُ لايستطيعُ الكتابةٌ جيدًا ، بالكادِ بدأ يتعلمُ القليل ، هيَ من بدأت تُعلمهُ مؤخرًا

"كلا" خلعَ حقيبتهُ قبلَ أن يفتحهـا ، ليضع تِلكَ القطعةُ داخلهـا ، ثُم أغلقهـا خارجًا ، مُتجهًا نحوَ قِطارهُ بينمـا يسمعُ الفتـى الذي يُنادي بأن القطار سوفَ يُغادر لـهدرسفيلد خلالِ بِضع دقائق.

جلسَ بِمقعدهِ بِجانبِ النافذة ، مُحدقًا بِكُلِ اولائكَ الناس ، وَ العوائل الّذين يُودعونَ أبنائهُم وَ يبكون ، بدوا درامييـن للغايةِ بِنظرِ الرجُل جامدَ الوجه ، أو ربمـا لأنهُ لايمتلكُ أبوين جعلهُ لايرى تلكَ المشاعر.

"عُذرًا" إلتفتَ هاري لِلفتى الذي ربتَ على كتفهِ "هُنا مَقعدي أيضًا .. أيُمكنُني الجُلوس بِجانبِ النافذة أرجوك؟" تساءلَ الفتى ، بأبتسامةٌ لطيفة ، نظرَ لهُ هـاري مُطولًا ، قبلَ أن يُديرَ وَجهَهُ مُعاودًا النظرُ من النافذة "كلا" إكتفى هـاري بِقولهـا جاعلًا مِن إبتسامةُ الآخرُ تَتلاشـى مُحدقًا بِهِ بِكُره.

لكن مرةٌ أخرى ، عاودَ إصطناعَ تِلكَ الإبتسامةُ قائلًا "قد أتقيءُ كثيرًا أثناءُ الطريق ، أنتَ لَن تَحُب أن أتقيءُ بِأحضانِكَ أليسَ كذلِكَ؟" عاودَ النظرَ إليهِ هـاري سريعًا ، ناظرًا لأبتسامتهُ البريئة.

الآخـَـرّون || لـ,سحيث تعيش القصص. اكتشف الآن