وستظل حبيبي الأول والأخير الجزء الثاني

6 2 0
                                    

بدأ كلامه: “لقد أحببتها منذ أن كنا أطفالا صغارا، فوالدها صديق والدي، ومنذ وفاة والدي لم يتبق لي بالحياة إلا ذكراهما مع والدها وعائلتها، وذكريات طفولتي معها، خطبتها ولطالما أردت الزواج منها في أقل وقت ممكن ولكنها دوما تؤجل وتؤجل، حقا لقد تعبت من كل حياتي فأنا دائما ما أعمل ولا أكف عن العمل، يخيل لي أحيانا أنني نسيت طعم الراحة من كثرة العمل الواقع على عاتقي، لا أعلم حقيقة ما الذي أنا بفاعله حتى أشعر ببعض من السعادة؟!”

أحقا لا يشعر بالسعادة؟!

ابتسامته هذه التي يؤثرها طوال الوقت ليست خارجة من قلبه كما كنت أعتقد دائما؟!

قلبه مليء بالأحزان والأوجاع؟!

كيف لم أتمكن من تخمين كل هذه الأمور؟!

حاولت جاهدة في التخفيف من حزنه الدفين، حينها لم أمتلك من أمري شيء إلا دموع متناثرة من عيني لدرجة أنه تعجب من أمري، استأذنته بالرحيل لعمل شيء ما والعودة إليه مجددا على الفور، أصريت عليه بانتظاري لحين عودتي.

ذهبت على الفور وقمت بحجز طاولة خاصة بأشهر مطاعم المملكة، دعوته إلى الموعد على أنه موعد عمل وفي غاية الأهمية…

قبل قدومهما!، نعم لقد دعوتها هي أيضا حبيبة قلبه، لا تتعجبون كثيرا فمن يحب لا يسعى لسعادته بل يسعى دائما لسعادة قلب من يحب، ذلك هو الحب الحقيقي فالحب عطاء دون انتظار للمقابل، يكفيك ابتسامة ترسم على شفاه من أحببت حقا، لا أستطيع أن أرواغ وأقول أنني تقبلت الأمر أمام عيني طبيعيا ولكن قليب كان يعتصر عصرا، ولكن ليس لي من أمري شيء؛ ذهبت قبلهما وأشرفت على تحضير كل شيء بنفسي وبعدها تمنيت لهما سهرة سعيدة مليئة بالحب والسعادة والهناء.

في تلك الليلة لم أتمكن من النوم مطلقا، وكعادتي في تلك اللحظات لا ألجأ إلا إلى خالقي والقرب منه، أشكو إليه مما ألم بقلبي وأوجعه، صراحة دائما ما شعرت براحة وطمأنينة عظيمة؛ عدت في اليوم التالي للعمل الذي دائما ما وجدت فيه عزائي وخلاصي من كل تفكير به (من أحببت بكل صدق)، كنت دائمة الحرص على الفوز بأفضل العروض المقدمة لمجموعتنا، دائمة البحث عن أدق وأشمل التفاصيل، كنت أشعر بأنها مصلحتي الشخصية بل أكثر من ذلك، إنها مصلحة من يتحكم بي قلبه لأجله ولصالحه، حقيقة لا أشعر بأن قلبي يقف بجانبي بل بجانبه، أصدقت حينما قلت أنه ملك علي قلبي وأسره في عشقه أسرا؟!

وبيوم من الأيام قدمت الفتاة إلى المجموعة، جلسا سويا وبعدها بلحظات خرجا ليعلنا عن موعد زفافهما، لقد كنت أنا السبب في ذلك؟!، نعم فأنا من أصلح بينهما، لماذا يا قلبي تشعر الآن بالشقاء؟!

صراحة لم أتمكن من العمل ولا لحظة واحدة، هممت بالرحيل ولكنه استوقفني ليسألني عما حل بي، أتذكر حينها جيدا أن عيناي كانتا تفيضان بالدموع وقد احمرتا، نظر إلي بتمعن وسألني عن حالي، لم أجد إجابة أنسب من كوني متعبة للغاية وأحتاج للراحة.

وكالعادة أول ما عدت للمنزل أسرعت لمؤنسي ومخلصي من كل ضيق، توضأت وهممت إلى صلاتي ودعائي وشكواي، دائما ما كنت أستمد من خالقي القوة لأستمر بالحياة.

لم أحتمل البقاء بجانبه أكثر من ذلك، لقد كان قلبي يتحايل علي برغبته في مجرد البقاء بجانبه لا أكثر من ذلك ولا أقل، قدمت طلبا بنقلي إلى فرع آخر، لم أرد أن أحمل أي غل أو بغضاء تجاهها لمجرد أنني أحب من يحبها وبشدة؛ قررت الرحيل عن عالمهما ولكني كل حسرة في أنني لن أراه إلا كل وقت بعيد.

أنهكت نفسي بالعمل والمداومة عليه حتى لا تجد نفسي وقتا للحزن ولا يجد قلبي وقتا للشقاء، لم أكن أشعر بالراحة إلا وأنا في معية الله، أشكو إليه فتنجلي كل الأوجاع التي لحقت بقلبي الكسير، لم ألوم نفسي ولو لمرة واحدة، فحبه قد قذفه خالقي بقلبي، ولم أغضب الله ولو للحظة واحدة، نعم أعترف بأنني أحببته وبكل ما عرفته من معانٍ للمحبة والحب والعشق والهوى، ولكنني دائما ما أخاف الله في كل الأوقات.
ي

تبـــــــــــــــــــــــــــــــــع

حبيبي الأول والأخير الجزء الأولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن