"ربما يكون 'لِمَ أحببتني' سؤالًا صعبًا.. لكن ليس لدرجة أن تُطيل الصَّمتَ إلى ذلك الحَدّ كأنّي لَم أقُل شيئًا!
هل ابتسمت لأنّها ظنّت سؤالي سخيفًا؟
لكنّه ليس كذلك. مَن لا يسأل حبيبته عن سبب حبّها له؟! إنّه سؤالٌ معتاد.. بل وغير المُعتاد هو ألّا تكون له إجابة!"ظلّ يتذمَّر داخليًّا إلى أن قطعت حبل أفكاره الّذي قد يتّصل أبدًا قائلةً
«أتعرف..؟
لم أفكّر من قبل بالقدوم إلى هنا وحدي.
البحر.. وسكون الليل.. وقمّةٌ مُطِلّةٌ على هاويةٍ مجهولة.. كلُّها أشياءٌ لا أدري متى أمست تُلقي في رَوْعي الهلع.»أشاح ثيو عينينه الزرقاوتين عن السّماء لينظُر بتعجُّبٍ إلى الجالسة جواره
«بعد كلّ تلك الفترة.. أنا مندهشٌ لمعرفة أنّكِ تخافين أشياءً كـهذه! إن كنتِ تفوقين الجبالَ شَمَمًا ويكلّ ساحلٌ عن حَدّكِ فـمِمَ الخَوف؟»
تجاهلت إطراءه بابتسامةٍ كعادتها ثُمَّ قالت
«دعني أشرح ذلك.. قد يخشى أحدهم البحر لأنّ أمواجه تأخذ الأنفاس وتجرف الأرواح. ولا يخفى عليك أنّي لا أخشى المَوتَ!
لكن تأمّله.. إنّه يتلطَّم دون توقّف.. يبدو بلا نهايةٍ ولا زمامَ له! أليس تجسيدًا للحياة الّتي أخشى تقلُّباتها وأكره العَجز أمامها؟
كما أنّه تجسيدٌ لاضطرابٍ بذلت جهدي في إنكار وجوده..
أمّا الهاوية فأُفَضِّل أن تُلقي بي عبرها صريعةً عن أن أخوض غِمارها ببطء.. ولا بأس بالظلام طالما لَم يُتِح سكونُه لتلك الفوضى داخلي فرصةً لإحداث المزيد من الجَلَبة.أنا أخاف الهدوء..
أخافني..
وأخاف ما يذكِّرني بي.. وأخاف المجهول ولا أحبُّ المفاجآت.رؤية كيف تعرف دواخلك.. كيف تضرب عُمقَ البحر بجذور أصالتك وتشعّ بدِفءٍ على ظِلالِ الغَيب البارد دون خَوفٍ من ماضٍ ولا آتٍ بِظاهِرِك الّذي لا يختلف عن باطِنِك؛ يُثير إعجابي.. ودهشتي.. وحيرتي في كلِّ مرّةٍ أراكَ فيها كأنّها المرّة الأولى!
لِذا أحببتُك، لأنّك تُحِبُّ المرتفعات.»
---------------
يع
أنت تقرأ
بَتَلات~
Non-Fiction|١٢/٩/٢٠١٨| 2:00|AM هنا حيث أضعُ كلماتٍ سُلَّت من روحي.. واقتباساتٍ لامَسَت قلبي.