دكتور مراد مدكور

31 7 7
                                    


إجتاز الدكتور مراد مدكور، دكتور علم الكائنات الحيه واستاذ الكيمياء الحيويه بجامعة مونستر الالمانيه، والمستشار السري الجديد لرئيس الجمهورية لشئون الحرب العلمية، طرقات مبني جهاز المخابرات العلمية، بعد ان تعرض لكل عمليات التفتيش المعقدة، والتي لا تتم عن طريق بشري واحد، والتي لابد ان يجتازها كل من يحاول دخول هذا المبني غير المعلوم موقعه لغير الذين يعملون به..
ذلك الجهاز الذي تم تأسيسه بقرار من رئيس الجمهورية في اواخر القرن الماضي، حيث صار لزاماً علي بلد بحجم مصؤ ان تواكب التطور العلمي الرهيب الذي سبقتها إليه دول كثيرة بحوالي نصف قرن على الاقل، واصبح هو ما يحدد حجم قوة هذه الدولة عن تلك..
كان دكتور مراد من المهتمين في البداية بدراسه طبيعة الكائنات الحية، ولكن بشكل مختلف قليلا عن اقرانه.. فهو كان يهتم بالكائنات الحية غير المعلومة.. كان مقتنعا تماماً ان الكون يسكنه غيرنا.. يفكر بشكل امريكي اكثر.. من سيحدد قوتك ويزيد منها ليس السلاح النووي ولا القنبلة الهيدروجينية..
غيره كان يحلم بروبوت محارب، يملك عقلا بشريا قادرا علي قيادة جيش.
او بمعني ادق كمبيوتر علي شكل بشري.
والحقيقه ان دولا كثيرة، علي رأسها الولايات المتحدة واليابان قد قطعت شوطاً كبيراً في ذلك فأخترعوا روبوتات تتصرف كآدميين، ولكن بقدرات خارقة..
ولكن هو مختلف..
كان يري انك إذا ما وصلت لتلك الكائنات الحيه (التي يثق في وجودها في مكان ما) واقمت معها تحالفات، او نجحت في تسخيرها لخدمتك، تستطيع ان تملك العالم، او علي الاقل سترهب العالم..
وبالفعل.. وكما يحدث دائماً..
اهتمت به الدول صاحبة هذه الافكار، منذ ان كان طالباً في كلية العلوم، حين استطاع من خلال ابحاثه، وبمساعدة صديق له عالم الآثار، كريم الشافعي، ان يبهر العالم..
كان صديقه كريم الشافعي يؤمن هو الآخر بهذا الفكر، ولكنه كان يعتقد ان الفراعنه هم الكائنات الاخرى غير البشرية، التي جاءت منذ زمن واقامت حضارتها على الأرض، تلك الحضارة العظيمة.
وزاد من اعتقاده هذا تلك الجثث التي اكتشفها اثناء عمله في منطقة النوبة، وقرر وقتها عدم الإعلان عن اكتشافه بل استعان بصديقه مراد مدكور، ليكون هذا موضوع بحثه في كلية العلوم عن الكائنات الحية غير الآدمية..
وبالفعل اتم مراد بحثه، وكانت النتائج مبهرة بحق، فما اكتشفه كان عظيماً.. بقايا لكائنات محروقة، لم تتلفها عوامل الزمن، بل كان بها ما يشبه الخلايا الحية النائمة.
خلايا كية، بها كميات غير طبيعية من البروتين، احترق منها الكثير وبقي منها البعض دون ان يكون له اي نشاط!!
اجسام بحجم ضعف حجم الحصان، ورأس اسد بلا أذنين ولا ذيل..
ولكن كيف لخلية ان تبقي حية بعد ان تحترق؟.. كيف من الأساس تبقي جثة، دون ان تتحلل او تتعفن!!
وبدأ بحثه..
وانتهي البحث إلي ان هذه الخلايا، إن تم تنشيطها في وسط ملائم، ان تزرع في نخاع كائن حي، فتكسبه صفاتها. تلك الصفات التي وجدها في كروموسومات نواة هذه الخلية، التي لا تشبه اي جين وراثي علي وجه الارض.
ومن هنا-وكما جرت العادة-إما ان يتم ابحاثه في احد الدول العظمى، وبالتحديد امريكا.. او يتم القضاء عليه..
ورفض.. وكانت النتيجه معروفه.. ولكنها مختلفه قليلاً.
فقد ذهب صديقه وشريكه كريم ضحية هذا الاعتداء.
وهنا قرر ان يتجه بعمله لحماية نفسه، وحماية من يحب.
والحقيقه ان عقله كان يساعده كثيراً. اعلن، بعد ان انهي كليته، انه توصل لاكتشاف طريقة تلقيح هذه الجينات، لتكوين كائنات حيه جديده تدين له بالولاء وتحميه..
وهنا اصبح من المستحيل قتله. كل الهدف هنا هو الحصول علي خدمات هذا العالم الشاب.. ولأنه كان مختلفاً. فقد كان يدين بالولاء فقط لبلده.. لمصر. وكان عليه ان يختار إحدى الدول المتقدمة لإستكمال ابحاثه؛ واختار المانيا، حيث القوة والانتظام في العمل والحريه والحمايه.. بلد يقدر العلماء ولا يهينهم.. وبالطبع كانت دولة تملك علاقات دبلوماسية جيده مع مصر..
وسافر لإستكمال ابحاثه ودراسته علي نفقة الدوله.. وبعد حلوالي خمس سنوات، كان قد اكمل الماجستير والدكتوراه.. تلك الدكتوراه التي حصل بسببها علي جائزة نوبل في الكمياء.
وجاءت لحظة العودة الي مصر؛ وبالطبع كان منصبه جاهزاً: مستشار سرياً لرئيس الجمهورية لشئون الحرب العلمية.. منصب استحدث من اجله.
ومن غيره يستطيع ان يشغل هذا المنصب!
والحقيقة كان عملياً جداً.. فقد كان جاهزاً بمشروع لإنشاء قسم لعلوم ما وراء الطبيعة بجهاز المخابرات العلمية.
ذلك القسم الذي كان من اشد المعارضين له رئيس المخابرات اىعلمية شخصياً.
وهنا يجب ان نذكر ان درجة رئيس المخابرات العلمية هي ما يوازي نائب رئيس الجمهورية، اي انه يعلو دكتور مراد في الترتيب الوظيفي..
وربما تتساءل ما السبب وراء رفض رئيس المخابرات العلمية لهذا القسم، وهو بالأساس رجل علم.
السبب كان فيه هو شخصياً، فهو لا يقتنع ان هناك ما يسمي"ما وراء الطبيعة "حيث ان هذا الاسم يطلق علي كل ما يخالف قوانين الكون، وهو يفكر بمنطقية جداً، فاعتقاده ان كل  شئ في هذا الكون يدور حسب قوانين علميه منطقيه ورياضيه بحتة، ليس هناك مجال للخوارق سوي في افلام السينما الأمريكيه، التي ابتدعتها هوليود لتصدر للعالم فكر ان الولايات المتحدة الامريكيه هي الدولة الوحيدة التي تملك ما لا يملكه بشر.
والحقيقه هو لم يكن مخطئاً كثيراً..
فبالفعل لا شئ يسير دون قانون!..
ولكن إذا فكرنا بتفكير دكتور مراد، فإننا إذا فرضنا وجود عوالم اخرى او كائنات اخرى، فلابد ان يكون لها هي الاخري قوانينها، التي من الممكن ان تكون شبيهة بقوانين الارض، وربما تخالفها بتاتاً.
فجميع الكائنات الارضيه مكونها الاساسي هو البروتين؛ لم لا تكون هناك كائنات مكونها الاساسي سيليكون مثلا.. او يورانيوم.. او حتي نحاس؟!! لم لا تكون تتنفس الهيدروجين، ويقتلها الاكسجين، او تتنفس الهيليوم او لا تتنفس من الاساس!!
كلٌ وله قوانينه..
اطلت في المقدمه، ولكن شخصيه كدكتور مراد عندما تصفها لا يكفيك كتابا كاملا ستمائة صفحه!!
كان دكتور مراد يقف عند الحاجز الاخير، وهو باب السيد رئيس المخابرات العلمية، تفحص الاشعه الحمراء حدقة عينه، وتمسح اشعة الليزر الخضراء جسده بالكامل.
وعندما اطمأنت الاجهزه انه هو الشخص المطلوب، والمسجل في ذاكرة الكمبيوتر انه اتٍ في هذا الوقت بالتحديد، سمحت له بالدخول.
يسير بخطوات ثابته واثقه، حتي وصل لمكتب الرئيس، الذي كان عباره عن قاعه كبيرة متطوره للغايه، لتشعر للوهله الاولي انك دخلت غرفة قيادة سفينة فضاء متطوره.
ومد يده يسلم علي الرئيس، الذي قام بدوره لتحيته قائلاً:
-"اهلاً دكتور مراد.. نورت بلدك.. اود ان اهنئك علي منصبك الجديد، وإن كنت اعتقد انه تكليف شاق، فليس من السهل ابداً ان تتحمل منصب امن قومي لدولة كبيرة وانت في مقتبل حياتك.. ولكني واثق فيك وفي قدراتك"
-‏"شكراً سيادة الرئيس علي ثقتك، واتمني ان اكون عند حسن ظنكم بي"
الرئيس:
-"فلنتحدث مباشرة.. دعني اتوقع سبب زيارتك لي في اليوم الثاني من استلام عملك.. هل ما زال الحلم القديم الذي تحدثنا به قبل سفرك يراودك؟! "
مراد بأبتسامه خفيفه علي وجهه:
-"نعم سيدي.. وهذا بالفعل سبب وجودي في مكتب سيادتكم الآن"
ثم استطرد وهو يناوله جهازا بحجم إصبع واحد، يشبه قلم الليزر:
-"علي قلم العرض الهلوجرامي هذا، ستجد سيادتكم شرحاً كاملاً لمشروعي لإنشاء قسم علوم ما وراء الطبيعة، مرفقا معه التصاريح اللازمة لذلك من مجلس الامن القومي، وتوقيع السيد رئيس الجمهورية عليه، بما في ذلك طبيعة ومواصفات فريق العمل بالقسم،وحتي تجهيزه ومواصفات المعامل والمكاتب، والإمكانيات اللازمه لبدء العمل.. وبعد إذن سيادتكم، سيتم كل ذلك تحت إشرافي المباشر، حيث سأتولي بنفسي رئاسة هذا القسم".
الرئيس مقتضباً:
-"حسناً.. انا كنت حاضراً بإجتماع مجلس الامن القومي الاخير، والذي اتخذ فيه قرارا بشأن إنشاء هذا القسم، وبالطبع انت كنت حاضراً، وتعلم اني غير مقتنع به بالمره، ولكن في موضوعات الامن القومي القرار يكون للأغلبيه في النهاية، ولابد لنا من التنفيذ، ولكن الا تري ان وجودك علي رأس قسم جديد بالمخابرات اقل من مسئوليات وظيفتك؟.. انت مستشار للرئيس وعضو بمجلس الامن القومي!! "
مراد:
-"علي العكس سيادة الرئيس، انا ارى ان هذا هو المكان المناسب الذي استطيع ان اقوم فيه بكل واجبات ومسئوليات وظيفتي، بالإضافة الي ان سيادتكم تعلم ان هذا القسم حساس للغاية، وجديد ايضاً، وسأكون مطمئناً اكثر لو اشرفت عليه بنفسي."
الرئيس:
_"حسناً انا اطلعت علي مشروعك امس في الاجتماع، ولكن دعني اتفحصه اليوم بعنايه؛ لأستطيع ان اعطي اوامري بتنفيذ كل ما تطلبه..بالأساس كلنا هنا يعمل في خدمة مصر، وانا اثق في وطنيتك جداً"
مراد بإمتنان:
_"شكراً سيادة الرئيس.. استأذن سيادتكم الان حتي تنتهي من دراسة المشروع، ولكن هل لي ان اعلم متي سيكون القسم جاهزاً للعمل؟"
الرئيس مبتسماً من حماس دكتور مراد:
_"اسبوع علي الاكثر ويكون القسم جاهزاً للعمل.. تستطيع ان تنصرف الان ولنا لقاء آخر"
ثم اتسعت ابتسامته مستطرداً:
_"يبدو اننا سنلتقي كثيراً في الايام المقبله"
بادله دكتور مراد بإبتسامه، وهو ينهض ليستعد للأنصراف قائلاً:
_"شرف لي سيادة الرئيس.. بعد اذنك"
وهم بالأنصراف مجتازاً نفس الإجراءات الامنيه التي اجتازها في الدخول، وعقله يحدثه.. ترۍ هل سينجح؟ هو واثق من نفسه ومن ابحاثه، الان بلده توفر له كل الإمكانيات، عليه الان ان يثبت نظرياته.. حان وقت العمل.. حان وقت الحصول علي تلك القوۍ الخفيه التي تملكها تلك الكائنات التي يجهل اين هي الان.. يجب ان تصبح بلده القوي العظمي الوحيدة علي الارض.. بل في الكون..
يجب الا يذهب دم صديقه هدراً..
يجب..
                          ﯾـــــــــتـــــــــبـــــــع

ثغرة لوسيفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن