دخَلت حواءُ أرضي القاحِلة بحثاً عن آدمَ
أرضٌ لا حياة فيها تقبعُ خلفَ بُعدٍ مُظلمٍ في دُجى العدمَ
أخَذتْ تجوبُ جوف جوانبها جانباً جانبًا
ومَضتْ تُضرمُ اضواء ضيائها في ضُحى ضواحيها النائمةهل من أحدٍ هُنا ؟ انا إنسيةٌ مُسالِمة
فلبى ندائها آدمُ ابنُ آدمَ
انا قاطنُ هذِه الديارُ المُظلمة
امضيتُ عهد شبابي أجوبُ عتماتِ القرار
انا هُنا منذُ ولادتي حتى مماتِ
اقضي سنواتِ أعدُ الساعاتِ
ولا مفر لي من هذا القدر
- تحتضنه -
لا بُد أنك انتظرتَ قروناً مديدة
لـ آلاف الأعوام ، انتظرتَ حَوائك
أنتَ لستَ وحيداً
ليسَ بعد الآن ، فأنا هُنا من أجْلِك
سأبقى هُنا إلى أجَلِك
أنا خُلقتُ لأجلك ، قِطْعة ً مِن ضلعك
اسمُك قدرٌ منقوشٌ أعلى لوحي المحفوظ
بِحبرٍ من دمي
أنتَ قدري ومصيري
أنتَ مولاي واميري ...
عانقني لأنتمي حيثُ انتميعانقتُها بلهفة الشوقِ باكياً
فروضني لسانُ صدقها قائلاً :
تجلى الخيرُ في دمعةٍ ذرفتها من رحم المُعاناة
خُذ بيدي ولنمشي في مُستقبلٍ أبيضٍ
حيثُ سننجبُ هابيل
ونروضُ قابيل
وَلْنُنشئ جيلاً سلاماً
جيلاً يخلو من شر الشياطين
حيثُ سيسجدُ لك إبليسَهُم .