الناس يعتقدون ان الأسوأ على الاطلاق هو الموت حرقا، ولكن الاسوأ هو الموت غرقا، الموت غرقا امر صعب جدا. عليك ان تبذل جهدا فوق الطبيعة لتستطيع البقاء على قيد الحياة اما الموت حرقا سوف تحترق وتنتهي لا مفر من الاحتراق بعد عشرة ثواني يسقط الانسان ويتحول الى رماد لا أنكر انه شيء مؤلم انه مؤلم وبشدة، ولكن الغرق... تكون في وعيك تعيش كل لحظة ويكون لديك امل دائما انه سيأتي أحد لإنقاذك سوف تأخذ نفسا لكنه لا يحدث.
لازلت أتذكر ذلك اليوم الذي كنت سأؤدي بنفسي الى التهلكة،كنت قد فقدت الامل بالحياة بعد وفاة والدتي فقدت الامل في نفسي في عائلتي في اشخاصي،كما كان يقول بعض البشر انه يمكن للإنسان ان يصمد بدون طعام او شراب لمدة ثلاث أيام وبدون هواء لمدة ثلاثة دقائق لكن لا يمكن لاحد ان يصمد بدون امل لمدة ثلاث ثوان.
كنت في السادسة عشر من عمري عندما قررت التهور بأن اهرب من منزلي لقد كان شيئا لطالما رغبت بفعله لكن نيتي لم تكن الهروب لأجل المتعة،بل كانت لأجل الانتحار! نعم الانتحار. كانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل انتظرت حتى ينام جميع من في المنزل حتى أقوم بخطتي فتحت النافذة بهدوء ودموعي تنهمر أقفلت النافذة قبل ذهابي وابتسمت ابتسامة باردة خالية من المشاعر.
ضللت اتمشى في الارجاء كان هناك بعض الناس لازالوا مستيقظين هناك من يمرح مع أصدقائه وهناك من يضحك مع عائلته كنت انظر لهم مبتسمةبقلب مكسور وأقول في نفسي " كم اريد ان أصبح مثلهم ان يكون لدي عائلة تحبنيأصدقاء يقدرونني" لكنها الحياة لم تكن عادلة قط وصلت الى جرف كنت دائما مااتمشى فيه انا ووالدتي قبل وفاتها اخبرتني والدتي انها عندما كانت حامل بي كانت تحب ان تتمشى هنا قالت انه تشعر بشعور مريح عندما تكون هناك لم أتوقع بحياتي انأكثر مكان احبه قد يكون المكان الذي سأنهي فيه قصتي.
جلست فوق العشب اتأمل هدوء المكان والصمت كانرفيقي بعد عدة دقائق تقدمت الى الامام لأنفذ خطوتي الأخيرة وصلت الى نهاية الجرف نظرت الى الأسفل ونبست لنفسي "انها تذكرة ذهاب بلا عودة" اغمضت عيناي "امي انني قادمة, امسكيني".
ولم اصبح اشعر بشيء الا المياه الباردة تلامسني من كل جهة "ظلام, انني خائفة, لا اريد الموت امي ساعديني" هذا ما كان يجول في بالي, اتخبط بين المياه انني اختنق اريد ان اتنفس ليساعدني احد ارجوكم أحاول الوصول الى سطح المياه لكنني بكل مره أحاول ينتهي بي الامر اسقط للأسفل اكثر واكثر.