الجزء الثاني من (( العاشق ))
جلست نورا على سريرها بأحباط و حزن شديد عقلها يدور فى دوائر الحيره و التخبط
ان رئبال الوحيد الذي فهم احلامها و افكارها شعر بوحدتها و ضياعها فى مجتمع يتعامل مع الناس بالمقارنات و التفرقه بين ابيض و اسود و بين طويل و قصير بين من هم اجسادهم تتميز بالرشاقه و بين من زاد وزنهم عن المقاييس العالميه للرشاقة و الجمال
يحترمون اصحاب العيون الملونه و ينظرون بزدراء لاصحاب العيون السوداء يفرقون بين الناس ليس بأخلاقهم و تعاملاتهم و لكن بمكانتهم الاجتماعيه و بما لديهم فى البنوك
يحترمون من يتعاملون معهم بفوقيه و غرور و يتجاهلون و يحقرون من هم بالتواضع يتسمون
تتمرجح بين القبول و الرفض .. كيف تضحي بكل حياتها والديها ، دراستها و أصدقائها
لوت فمها بسخريه و قالت
- اي اصدقاء هل اقصد من يتنمرون على دائما ؟ ام اقصد من يتعاملون معي من باب مصلحتهم و كيفيه الاستفاده مني ؟ دوده الكتب من يحبها ؟ فقد يأخذون منها المذكرات يطلبون منها شرح المواد الصعبه لكن وقت الاحتفالات او التنزه اكون ممله و دون المستوى
نفخت الهواء بضيق و هى تتذكر امر الخاطب الاخير .... ارمل و لديه طفلان يريدها اماً لهم و يتعامل معها بسبب قله جمالها انه فرصه لا تعوض ان فكرت فى الرفض اذا هى مجنونه و بدون عقل فمن سيقبل بها ببشرتها السمراء لماذا لا يرون لون عيونها الذي يشبه العسل المصفى ... و تفاصيل ملامحها التى ابدع الخالق فى رسمها .... لماذا لا يرون جمالها الداخلى الظاهر فى عيونها بوضوح
نفخت الهواء من جديد ثم غادرت سريرها و توجهت لتقف أمام المرآه من جديد و همست برجاء
- رئبال ساعدني ارجوك انا اشعر بالحيره
مرت عده ثوان لم يحدث شىء و لم تشعر بشىء و لم يظهر كادت ان تعود الى سريرها و هى محبطه و حائره الا انها لاحظت بعض تموجات فى المرآه ثم بدأت تظهر امامها صوره مرچ اخضر كبير جميل و مبهر يتوسطه قصر ابيض كبير مزين باللون الاحمر الناري شعرت برهبه كبيره و ايضا كان لديها احساس يجتاح كل ذره من كيانها ... خوف مختلط باحساس و رغبه قويه فى الفرار لكن قدميها مثبته فى الارض و كأنها مقيده بقيود لا تراها او كأنها التصقت بالارض و اصبحوا شىء واحدًا
جسدها ينتفض و تشعر بحراره عاليه تنبعث من جسدها الذي بدء يظهر عليه بعض العلامات السوداء و الحمراء
و همس يصل الى اذنها بكلمات لم تفهمها لكن جعلت قلبها يرتجف بخوف و من بين تلك الاصوات الكثيره وصلها صوت رئبال يقول بصوت مكتوم
- لا تصدقي ما تراه عيناك ... صدقي همسي و عيوني لا تصدقي ما تراه عينيك نورا
ارتفعت اصوات كثيره داخل اذنها و زادت ارتجاف جسدها .... اصبح اقوى و اشد و من يراها يظن انها مصابه بنوبه صرعيه ظلت على هذا الوضع و هي واقفه على قدميها و كأنها قد مس جسدها تيار كهربائي قوي و بعد عده ثوان سقطت ارضا مغشيا عليها
عيونها مفتوحه بشكل مخيف خاصه مع بياضها الخالي من اي شىء
ثواني اخر على هذا الوضع حتى هدء اهتزاز جسدها و اغمضت عيونها بعد ان عادت الى طبيعتها
***********
فى مكان بعيد لا يصله خيال بشر و لا حتى يعلم عنه الكثير
كان رئبال مقيد بقيود حديديه مشتعله عيونه جاحظه حاجبيه الكسيفين قد تقابلا بشكل يجعل الرهبه تخترق روحك و قلبك يزئر بصوت يتشقق له جدران تلك الصخور التى تحاوطه يتوعد الجميع بالاذى و ان لا يمر الامر على خير
التفت يمينًا ينظر الى تلك الواقفه فى احدى الجوانب و قال بصوت يقشعر الابدان و يهز الروح
- نورا حبيبتي و لن اسمح لاحد منكم ان يؤذيها ... و لن يمر الامر بتلك الطريقه ابدآ
و فى غفله من الجميع صرخ بصوت عالى كاسرا تلك القيود التى تحاوط معصميه ليبدء جسده فى التضخم و ظهور ندوب فى ظهره ورمخالب فى يديه و قدميه و صوت من خلفه يقول بخوف
- اخبرتكم لا احد يستطيع تقيد رئبال
ليقول الاخر و هو يركض خارج المكان
- إذًا لم يعد لنا مكان هنا .... لنرحل
و اختفوا تمامًا فى نفس اللحظه التى صدر فيها زئير عالي من رئبال جعل الصخور تتساقط أرضًا كالامطار
و وصلت الرساله كامله لمن تقف امامه تشاهد ما يحدث بغضب مكتوم
و فى نفس اللحظه عاد جسد نورا يرتجف و ينتفض من جديد و لكن تلك المره يحتضنها والدها و والدتها تبكي اسفل قدميها خاصه مع ذلك الصوت الغريب الصادر منهايُتبع.
أنت تقرأ
العاشق بقلمي ساره مجدي
Horrorعاشق هو بكل ما تحمل الكلمه من معنى قادر على تحقيق احلامها لكن امام كل هذا عليها تقديم تضحيه فهل هى قادره على تلك التضحيه