خطر لي خاطرٌ ذات صباح
ماذا كان سيحدث لو أن هذا الكون كله مكونٍ من ثلاثة ألوانٍ فقط «الأبيض، الأسود، الرمادي»..؟
النبات والسماء والجبال والزهور والفاكهة ونحنهل كنا سنموت..؟
لا
هل سيؤثر هذا على الهدف الذي خُلقنا من أجله «العبادة»..؟
لاإذاً كم نغرق في لطف وكرم رب الجمال سبحانه!
رغم أنه يمكننا إنجاز مهمة الحياة دون هذا الكم من الألوان والتفاصيل والجمال إلا أنه أحاطنا به منةً ونعمة وفضل وكرم، لذة للعين والقلب
كل صباح نستيقظ على لوحة الشروق بكل ما يحويه المشهد من جمالٍ على جلال، وتكمل السماء مسيرة جمالها طوال اليوم أثناء سعينا في الأرض، ونصادف أزهاراً عابرة على جوانب الطرقات أو على الشرفات، والطير يكمل لمسة اليوم ببديع منظر تحليقه أو جماله أو صوته يلقي التحية عابراً
أينما حولنا أعيننا أبصرنا لوناً بل ودرجاتٍ من ذلك اللون، حديد مقعد المدرسة لون وحجارة الجدار لون والقلم الخشبي لون ورصيف الشوارع لون وعشب الأزقة لون وزهر الخوخ لون وياسمين الجيران لون، ألوانٌ في كل مكان
ليس هذا وحسب
زهر الخوخ مثلاً، مليئة بالتفاصيل عدى الألوان، كل شيئٍ فيها يدعو للتأمل، لم يكن سيحدث شيئ لو أنها كانت مجرد زهرة مسطحة شكلها دائري بلون واحد فحسب، لكنها لم تكن، أنعم الله علينا بالكثير من التفاصيل الدقيقة البديعة في تلك الزهرة الصغيرة وأغصان شجرتهاحين ندقق في هذا نكتشف أن أعيننا تعيش تخمة جمال ونحن لا ندرك ... تخطفنا دوامة الحياة الجامدة عن الوقوف لهذه التفاصيل
الأكثر إبهاراً أن هذه اللوحات هي الأصل، هي قبل أن يحاول بشريٌ إمساك الريشة أو القلم ليرسم، هذه اللوحات هي مصدر الإلهام والجمال الأول
سبحان الجميل محب الجمال، سبحان بديع السماوات والأرض
#ترويح
#الأُنس_بالآفاق
#هذا_خلق_الله
ه
أنت تقرأ
تشك علـ الماشي
No Ficciónهاويةٌ لتحنيط بعض لحظات الزمن، بعدسة _الكتاب| زاويةٌ تحوي ما أصوره_