يا فتى السماعات

93 9 66
                                    

"من هذا؟"
"يبدو غريباً.."
"يا إلهي هو يرتدي سماعات أذن كهذه في الجامعة؟"
"يبدو أنه مسخ جديد لنتسلى به"

تهامس الجميع من حولي كنت أحاول تجاهلهم متظاهراً بأن سماعاتي تعمل أنا حقاً لا أريد تحطيم وجوههم رباه ألهمني الصبر....
ها هو البروفيسور يدخل ليعلمنا بوجوب التوجه للمخابر حمداً لله أن مجموعتي حوت على بعض الطلاب و كانوا ثنائيات هكذا لن يهتموا لوجودي
جلس كل منا على طاولته و جلست وحيداً

"لي مينهو؟...ألا يوجد سواك في المجموعة السابعة؟"

"لا.."
رددت بجفاء و أحسست بالغباء لردي يبدو أنه يريد مشاركتي الطاولة...ماذا أفعل؟

"يا...يا زميل...أتريد مشاركتي الطاولة؟"
زميل؟ ماهذا الغباء...يا إلهي هنيئا لك مينهو تبدو الآن كالحمقى المخبولين...ههه زميلتي الجميلة تستطيعين أخذ ملاحظاتي أغلقت عيني و قطبت حاجبي مشمئزاً مني كالعادة

"لا لا مينهو أنا أستاذ مجموعتك... بالمناسبة لطف منك أن تدعوني لمشاركتك الطاولة"

سحقاً...ليتك لم تنطق بحرف لكن لأكون صريحاً لم يشعرني بالغرابة كان لطيفاً حقاً هو يشبه الباندا...الكوالا لا أدري شيء من هذا القبيل..دب لطيف صغير ابتسمت لفكرتي السخيفة هذه ماذا لو نمت له أذنان باندا ؟....

"سعدت بلقائكم أحبتي...أنا أستاذكم في مخبر مادة الأدوية...بالطبع سأبقى معكم لنهاية العام في هذه المادة و لنهاية دراستكم في مواد أخرى لذا حذارِ من أن يغضبني أحدكم..."
أنهى كلامه بابتسامة جميع الطلاب بدا عليهم قليل من القلق فهو يبدو من النوع الجاد جداً...لكنني و لسبب ما ابتسمت يبدو لطيفاً تهديده هذا لطيف حقاً...غيرت رأيي هو يبدو كالكوكا

أنهى شرح الجلسة و ناولنا حمام الأنسجة حتى نفاعلها مع الأدوية و نسجل تقاريرنا الخاصة

"يا طلاب على كل مجموعة أن  تعطيني على الأقل ثلاثة من أصل خمسة تداخلات إيجابية إن لم تستطيعوا فستخسرون درجات التقرير الشفوي لذا حظاً موفقاً...."
قالها متوجهاً نحوي بابتسامة.....ما بال هذا الكوكا و ابتسامته الغبية هذه لا أرجوك لا تفعل...

"دكتور لي...سأساعدك كونك تعمل وحدك"

يااااااه لقد فعلها... الآن بدأ يزعجني.... يخترق مساحتي الشخصية بكل بساطة؟

"لا حقاً أنا بخير أستاذ هان...أذكر كل كلمة نطقتها لذا..."
حاولت نفضه عني لكن

"أعلم كنت أكثر من ركز بكلامي لذا أريدك أن تأخذ علامة التقييم كاملة هيا لا تكن جاحداً هكذا "

لا تكن ننننن يا إلهي كم هو دبق سحقاً لما يحاول أن يبدو بهيئة الأستاذ المثالي الآن....زفرت لأنطق

"لا لم أقصد حقاً أنا آسف...و أستاذ هان...أنا لست طبيباً"

"كلنا أطباء هنا سيد لي..."
رد بينما يتناول العينات...
هو حقاً واثق بهذا الشكل...
أرجوك فلتصمت تبدو كديزني لاند بجانب بيت موتى هكذا
"و ماذا إن فشلت؟"

"أشخاص مثلك لا يفشلون ولا يستسلمون"
رد بحزم....لقد اختفت ابتسامته هو متضايق الآن؟....
تهت في كلامه هذا...ماذا يعرف عني؟...لما تغيرت ملامحه؟

"لا تحكم على الناس هكذا"

ضحك بخفة و سلمني الأدوية بينما أخلطها مع السائل المغذي للعضو المعزول كانت نتائجي بالكامل إيجابية...
لمعت عيني بفرح...

"شكراً على المساعدة أستاذ هان....أنا حقاً.."

قاطعني ليقول
"لم أفعل شيئاً سوا حمل الأدوية...أرأيت؟ أخبرتك أن أناس مثلك لا يفشلون...بالتوفيق في مخابرك القادمة"
احمرت أذناي بشدة
حزمت أغراضي و حاولت الخروج بأقصى سرعة لست مرتاحاً هو يخترق ما بداخلي....أبدو شفافاً أمامه...أنا غاضب لا بل خائف...

"يا فتى السماعات..."

التفت لهذا اللقب الذي كرهته منذ الأزل كان مبتسماً لي و في يده سماعات الأذن

"اووه شكراً أستاذ هان شكراً جزيلاً"
لم يسبق أن نسيت سماعاتي من قبل لكن لربما ولأول مرة أحببت صوت أحدهم أكثر من الموسيقا التي أستمع لها...لأول مرة أريد تكرار صوت أحد في دماغي أكثر من أي مقطوعة أو أغنية....

ابتسم لي و أعاد انتباهه إلى لوائح الأسماء ليضع إشارة بجانب اسمي دليلاً على اجتيازي لهذه الجلسة....

أتممت دوامي و عدت للمنزل...لوحدتي...فكرت به كثيراً هو جميل...مخترق للخصوصية...دبق...ابتسامته تجلب الأمان لقلبي....صوته يجلب السلام لحروب داخلي...لكنني خائف و خائف بشدة...
هو أستاذك مينهو... بجدية هو أول أستاذ أشعر بالأمان و الخوف معه بهذه الطريقة...مسالم بطريقة تجلب الحروب... لأكون صريحاً أنا متناقض جداً لكن لم أشعر بتناقض كهذا في حياتي....

"أجلبت ما قلته لك؟"
أريد البكاء الآن..
"أجل أمي.."

"أيها الأحمق ليس هذا ما أردت أنت حقاً فاشل لا تصلح لشيء"

" في المرة القادمة أخبري إخوتي بما تريدين فكما تعلمين أنا حقاً فاشل"..
قلتها بحزم....و صعدت لغرفتي أرتمي فوق سريري أستمع لبعض الموسيقا...لا أريد أن أكشف ضعفي و خوفي أمامها أو أمام أي أحد...رغم أنني أردت البكاء و بشدة...ألا يكفي أنني أعيش معركة داخلي بسبب ذلك الدبق الجميل؟...سحقاً مينهو هو ليس جميل ليس جميل لا أريد رؤيته مجدداً هو يخترق سلامي و لكن  في نفس الوقت يحيل عدم استقراري بر أمان.....

صحيح أنا لي مينهو...فاشل... أناني... سطحي..و متبلد العاطفة في العشرين من عمري أدرس في كلية الطب في السنة الثالثة...أما عن حياتي ؟ إنها صقيع ينخر روحي

              **********************

سو يب هي الرواية الجديدة....أتمنى تحبوها ولو أول مرة تقرأولي....شوفو روايتي الأولى إكليبس يعني ما أعتقد تندموا
و فقط هيك💖

HeadPhones Boyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن