- الشَفَــقّ || جِيـون جُونـغكُوك ✔.

1. الفَصلُ الأوّل ' الجُرمُ الخَاوِي'

- سلام.
.
.
.
_________________

' جَائَت مُعَذِبَتِي فِي غَيهَبِ الغَسقِ '

___________________________

جَالِسٌ بـِ صمتٍ و قد لاحظَ أنّ الجَمِيعَ بدأ يُحَدّق بهِ دُون إِستثناء.
ارتخت ملامِحَ وجههِ و همسَ بـِ صوتٍ خفِيضٍ و هادِئ يُكاد يُسمع لولا هُدوء المُحِيط الذي هو بهِ.

" حِكايةٌ طويلة"
" بِدايةٌ خاطِئة و نِهاية بائِسة "

" نحنُ هُنا للاستِماعِ يا صاح !"
" أجل .. حتى و إِن طَالت حِكايتك إِلى ما بعدِ الغُروب "
اعتدلَ فِي جُلوسهِ و حدّق بـِ الجمِيع حولهِ دُون استثناء.

تحمحمَ و زفرَ أنفاسهِ فِي حِين أنّ الذِكريات تدفّقت إِليهِ.
كُل تِلك التفاصِيل ، الأحادِيث و الأيّام .. مرّت كـ شرِيطٍ أمامهُ بـِ سُرعة .
إِلى حِين يومِ جُلوسهِ هُنا .

" بدأ الأمر ... فِي أولِ لِقاءٍ لنا ، قبلَ خمسِ سنوات "
_____________________

قبل خمس سنوات :

البَاحة الخَلفِيّة الفارِغة ، كم هيّ بارِدة و صامِتة ، أرضُها مِن تُربة طِينِيّةٍ جافّة و مُشقّقة .
و الرِياحُ عاتِيّة .
تشتدّ كثِيراً و تهُز أوراقَ الشجرِ البعِيدة التِي تَساقَطت على شعرهِ الحلِيك بـِ رِقّة .

حرّكت الرِياحُ خُصِيلاتُهما بـِ قوّة ، كانَت مُزعِجة .. تُصدِرُ صوتاً قويّاً بينَ الأخرسان .

شخصٌ يُحدّق بِما حولهِ مُتعّجباً مُنتظِراً بـِ فُضولٍ الذِي سـ يحدُث ، و الآخر يقِفُ صامِتاً و يُمناه خلف ظهرهِ .
هكذا انقضى الأمر .. لـِ رُبعِ ساعة .

" إِذن ....؟"
همسةٌ نَاعِمة أربكتهُ فـ تقرّب إِلِيها و شدّ علامَ يمتلِك خلفَ ظهرهِ .

خَطواتهِ بطِيئة ، شِبه مُترنِحة و هادِئة .
حدّق بِها فـ حسب ، بـِ صمت .

عينِيهِ الحورَاء كـ جُرمٍ سماويٍ فارِغ ، تحُوم حولَها هالاتٌ سوداءٌ داكِنة عَاكست لونَ بشرتهِ الشاحِبة و الجافّة .
مع إِحمرارٍ طفِيفٍ فقط على وجنتيهِ .

تِلك رفعت رأسها إِلى عينِيهِ مُباشرة ، إِرتبكَ أكثر .
كانت تقِف تنتظِرُ رَدّاً ، أو حتى حرفاً واحِد.

عدّلت خُصِيلاتها الشقراءَ التِي لَامست وجنتِيها الرفِيعة و ضايقت عينِيها الزرقاء.

" أنا "
صوتهِ الهادِئ بثّ قشعرِيرة رهِيبة فِي جسدِها .
نبرتهِ كانَت شاحِبة و خشِنة رُغم هُدوءِها .