?
بسم الله الرحمـن الرحيم
الإهـــداء
إلى رفيـق دربي
مقدمة الطبعة الأولى
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد...
قد تتساءل أيها القارئ الكريم عن سبب اختياري لمادة هذا الكتاب... فدعني أصارحك, وإن كنت أحسبني لا أذيع سراً حين أفعل!!
أردت أن أبعث برسالة صادقة لكل إنسان استسلم لليأس والفشل؛ حتى ما عاد يرى بصيص من الأمل يدعوه للتفاؤل والمضي قدمًا في هذه الحياة!
أردته أن يتأمل قصص هؤلاء العظماء, وكيف تغلبوا على لحظات القنوط والظلام.. وأن أمنحه شيئًا من الأمل الذي أطمع أن يتسلل إلى نفسه المتشائمة؛ فيمحو عنها شيئا من لحظات اليأس التي أحالت أيامه إلى حلكة معتمة لا بصيص لخيوط النور فيها!
أردت أن أخبره بأن اليأس حين يتحكم في النفس فإنه يقتلها ويفقدها لذة السعادة والحياة؛ فتستسلم له بانهزام ليسحبها فيما بعد من عنفوان الحياة ودفئها, إلى حيث برودة الأحلام الموءودة والأماني المذبوحة بسلاحه البغيض.
ويجب أن تعلم أيها القارئ الكريم بأن العظماء ليس شرطاً أن يكونوا ممن رست سفن التاريخ على موانئ حياتهم ذات يوم.. بل إنني أعتقد جازمة بأن كل إنسان حارب اليأس والفشل وسجل أسطورة نجاحه بكل إرادة وتصميم فإنه حري به أن يكون عظيما, حتى وإن كان إنسانا بسيطا في نظر الآخرين..!!!
أتمنى أيها القارئ الكريم أن تجد بين دفتي هذا الكتاب شيئاً من الأمل الذي يجعلك تؤمن تماما بأن الإنسان الناجح لا يستسلم أبداً لأعاصير اليأس والفشل.
تأمل آيات القرآن الكريم التي تدعوك لعدم اليأس من رحمة ربك البر الرحيم, واهتف بصدق يا رب امنحني القوة وكن لي خير معين!
أبحر مع أبيات الشعر ودعها تنساب في أعماق نفسك المتعبة, حين تحاصرها قيود اليأس وانطلق معها بأمل نحو الأفق الرحيب!
عش بأحاسيسك مع قصص هؤلاء العظماء.. استشعر بعمق تلك اللحظات اليائسة من الفشل واليأس التي كانت تحاصرهم بكل قسوة, وكيف حطموها حين آمنوا بالمواجهة ولم يرضوا بالاستسلام!
واقطف من بساتين الحكماء رحيق تجاربهم, وصدق أقوالهم التي صقلتها أعاصير المعاناة, فسكبوها لنا بكل أمانة في كؤوس بلورية من الحكمة وصدق القول!
أيها القارئ الكريم...
أدعو الله تعالى أن تجد بين ثنايا هذا الكتاب ما يدخل السعادة إلى نفسك, ويبدد أي يحزن قد سكن بها إما بسبب فشل, أو إخفاق أمطرت غيومه السوداء فوق رياضك الجميلة ذات يوم...
وتذكر أن لا شيء يستحق أن تتوقف عنده طويلا, أو أن تعلن انهزامك واستسلامك من أجله... لأن الفاشلين فقط هم من يفعلون.