آطرقت كل ابواب الأصحاب والمعارف، آطرقت ابواب الخيرين وكل من يقضي للناس المصالح ،،،
اعتقد انني اعرف ردك من قبل ان تزف اليَّ اخبار من خذلك من الاصحاب ومن لم يجد حولا ولا قوة لحل مشاكلك وان كان ذي مناصب !!سِرْ في الارض طولا وعرضا ان شئت، واطرق ابواب الخيرين من البشر، لا تترك بابا الا واطرقه لعلك تجد سُؤْلَك ومُرادك، لعلك تجد من يحمل عنك اوزارك، او من يساعدك حتي في الحمولة التي انقضت ظهرك.
ولكني للأسف هنا لأخبرك ان لن ينفعك جميعهم، ولو شاءو حقا مساعدتك في ايجاد الامل.
هو باب واحد اطرقه وكن موقنا بإيجاب الطلب، باب مفتوح لا يقفل في وجه سائلٍ ولا مضطر، باب ان طرقته وانت مُهان رُفِعْتَ في عزة، وإن طرقته وانت محتاج أُعْطيت سُؤْلك من غير مَنٍ ولا اذًى، اما إن كنت مظلوما فقد احسنت اختيار ظهير لك لا يخذِلُ ولا يَمُن.
اطرق باب السماء في عزة وان كنت في اقصى درجات الذل من بنو البشر، باب خلقه الله لنا لنلجأ له لا لسواه، يأيها السائل المضطر انه باب الدعاء لله الواحد القهار ....
..................
سارة
- نعلن عن وصول الطائرة إلى مطار جون إف كينيدي الدولي، ونرجوا من السادة الركاب التزام أماكنهم ووضع حزام الأمان للحفاظ على سلامتهم.
لم تفق سارة من شرودها الا بعد ان طلبت منها المضيفة ان تضع حزام الأمان.
كانت احداث الايام السابقة تدور في رأسها كإعصار هائج، مما سبب لها الارق والاعياء.
لا تصدق ان الذي عاشته لم يكن حلما، هل حقا حدث ماحدث؟؟
أصوات الصراخ والرصاص والقذائف تموج داخل عقلها كمن يسمع صدى صوت الموج الهائج بعد وصوله للشاطئ الآمن بعد خوض غمار غياهب بحر لُجِيّ.
نفضت رأسها لتخرج هذه الافكار فليس أمامها سوى المستقبل القادم لتحاول ترميم شتات نفسها واخيها الصغير.
إلتفتت نحوه ممسكة بيده بحنو امومي، كان مستغرقا في نوم عميق لا يدري على شيء، انه مجرد فتَى صغير في الثامنة فَقدَ كلتا والديه.
- أمازلتِ تبكين ياسارة؟ هل أنتي خائفة؟
مسحت دموعها بكم قميصها وابتسمت ابتسامةَ عريضه فوق جراحها الدامية.
قرصت خده وقالت : وكيف أخاف ومَعِيَ رجل قوي مثلك؟
هيا لننزل لقد هبطت الطائرة.بعد اتمام الاجراءات الروتينية التي كانت مرهقة لكليهما، خاصةً انها لم تسافر بمفردها مسبقا ابدا.
اعطت لسائق سيارة الاجرة وجهتهما وجلسا ملتصقان في نافذة السيارة، مبهورين بشغفٍ وفضول بم تراه عيناهما.
ناطحات السحاب، الطرق الملتوية والكبيرة، السيارات الحديثه والفارهة، النساء الجميلة.هذا لم يكن يشبه وطنهم في شيء!
قطع السائق تأملهما : أهِيَ زيارتكما الاولى الى الولايات المتحدة؟
أنت تقرأ
عَبْهَرَة
Fantasyسارة فتاة عربية، تهجرت، تيتمت، أُبعدت عن ارضها ووطنها واحبابها. لتعيش في غربة مع مسؤولية أخيها الصغير، التي أصبحت له اماَ وأباً..... فتاة في سن صغيرة، في أرضٍ كل شيء فيها مباح، كيف ستعيش وكيف ستحافظ علي سلامة قلبها وعفة نفسها إن طرق الحب بابها؟