.Tk1.

85 14 17
                                    

وذات يوم كان القائد والشاعر "أتين" يجلس مع تايهونغٍ وهو ابن عمه وقّد حاربَ معهُ كثيرًا وكانَ أيضًا من أبرز شعراءُ عصرهُ ، فقالَ "أتين" لـتايهونغٍ إنك تجزلٍ العطاءِ لجِونغكوكُ فتمنحه ثلاثة آلاف دينارً وهِو يكتبُ ثلاثة قصائدً فقط ، وأنك يمكنكِ أن تجلب إلى ديوانك عشرين شاعرًا ويأتوكٌ بأحسن من شعرهُ وتمنحهمُ مائتي دينار فقط ، فاقتنِع تايهونغٍ بكلام "أتين" ونفذه ، فلما سمع جِونغكوكُ بالقصُة دخلَ على تايهونغٍ في مجلسه وهو يحمل ورقة في يدهُ ، وكان "أتين" يجلٍس معهُ ، وبدأ جِونغكوكُ يقرأ من الورقة الأبيات التالية :
وَاحَرّ قَلْباهُ ممّنْ قَلْبُهُ شَبِمُ وَمَنْ بجِسْمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ .
ما لي أُكَتِّمُ حُبّاً قَدْ بَرَى جَسَدي وَتَدّعي حُبُّ تايهونغ الأُمَمُ .
إنْ كَانَ يَجْمَعُنَا حُبٌّ لِغُرّتِهِ فَلَيْتَ أنّا بِقَدْرِ الحُبّ نَقْتَسِمُ .
فكانَ أحْسَنَ خَلقِ الله كُلّهِمِ وَكانَ أحسنَ ما في الأحسَنِ الشّيَمُ

أَرضٌ وَلا عَلَمُ .

أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشاً فانْثَنَى هَرَباً تَصَرّفَتْ بِكَ في آثَارِهِ الهِمَمُ .

عَلَيْكَ هَزْمُهُمُ في كلّ مُعْتَرَكٍ وَمَا عَلَيْكَ بهِمْ عارٌ إذا انهَزَمُوا.

أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْواً سِوَى ظَفَرٍ تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الهِنْدِ وَاللِّممُ .

يا أعدَلَ النّاسِ إلاّ في مُعامَلَتي فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَمُ .

وكان "أتين" جالس ويسمع شعر جِونغكوكُ ، فكان كلما يقول بيت جديد ، يرد "أتين" عليه إن هذا البيت قديم ، وظل يفعل ذلك حتى غضب جِونغكوكُ ، ورمى الورقة من يديه ، وبدأ يرتجلُ الأبيات الشهيرة التي يمتدح فيها نفسه :
سَيعْلَمُ الجَمعُ ممّنْ ضَمّ مَجلِسُنا بأنّني خَيرُ مَنْ تَسْعَى بهِ قَدَمُ .
أنَا الذي نَظَرَ الأعْمَى إلى أدَبي وَأسْمَعَتْ كَلِماتي مَنْ بهِ صَمَمُ .
أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِدِهَا وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرّاهَا وَيخْتَصِمُ .
واستمر جِونغكوكُ ينشد في مدح نفسه ، فذهل "أتين" بينما غضبَ تايهونغٍ ، لأن جِونغكوكُ توقُف عن مدحهُ ، وبدأ يمدح يده ، فحمل تايهٍونغ محبرته وألقاها على وجه جِونغكوكُ فأصابت جبهتهُ وسالَ الدمُ من جبينهِ ، ولكنِ جِونغكوكُ لم يسِكَت ، فأكمل القصيدة قائلًا :

يَا مَنْ يَعِزّ عَلَيْنَا أنْ نُفَارِقَهُمْ وِجدانُنا كُلَّ شيءٍ بَعدَكمْ عَدَمُ .

واستمرَ جِونغكوكُ في إلقاء قصَيدتهُ والجميعَ من رجالِ جلالتهُ في ذهول مما يحدث ، ومن ارتجال جِونغكوكُ ، وفي نهايةٍ القصَيدةِ شعرَ تايهٍونغ أنه كانَ مخطئ حينَ سمِعَ حديثٌ "أتين" وعملَ به ، وقامَ بتقبيلُ رأس جِونغكوكُ وقربُه منه مرة أخرى .


لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 16, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

سِكُريَ ألمـِر ||TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن