-الثاني عَشرَ مِن أُغسطُس الـ 3:30 فَجراً .
في مَركز التحقيقات الجنائيه في سينغافورا حيثُ تَكثِرُ جَرائم القتل والتعذيب بأبشع الانواع ، قَبلَّ شَهرٍ مِنَ الآنَ ..صوتُ اطلاق نارٍ قَدَّ دَوىٰ في المَنزِل ، طَرقُ الأقدامِ يُعلِّن عَنِّ العَديدِ مِن الأشخاص المُتواجدينَ في الطابَقِ السُفلي وأصواتُ الصَرخَاتِ تُعلِنُ عَن أبشَعِ صُورِ القَتلِّ الَّتي قَّد تَشهَدُها يَوماً ..
كروسفيا إختَبأي أُهربي إذهَبي إلىٰ أيِّ مَكانٍ يَبنَتي !!.
إنهُ صُوتُ والِدتِها الَّتي تُناجيها لِكي تختَبأ وأن لا يَقتُلوها فَهي تَعرِفُ مَصيرهُم .
أُمي ؟. كانَ الصَوتَ الأخيرَ الَّذي قالتُهُ بَعد صوتِ إطلاقِ ثَلاثً مِن الطَلقاتِ ..
واحِد..إثنان..ثَلاثة ..
صُوتُ صَريرِ الدَّرجِ أخَرجها مِن صَدمتها وقَوقعةِ تَفكيرهافَتحَت عَينيها على وُسعِهما لِتَلجأ إلىٰ الشيء الوَحيدِ الَّذي تَستطيعُ الأختِباء بِهِ خِزانَتُها ..
"دق دق دق " صُوتٌ يُحذِرُ مِن إقتِرابِ النِهاية أهيَّ هٰذهِ الحَياة ؟!. تَعيشُ عُمرَك لِتَحصُلَ علىٰ نِهايةٍ تُشفِقُ عَليك الناسُ بِها ؟! كانَت تُفكرُ هَل هٰذهِ النِهاية ؟..
البَابُ فُتِحَ ويالَمُصيبَتِها ..
إتَّخذَت مِن الخِزانةِ مَلجأً جَلسَت بِها وأغلَّقَت بابَها بِيَدها قَّد غَطَّت فَمَها وأنفهَا كي لاتَكونَ أنفاسُها المُتهالِكة دَماراً لِحياتها ..
"إيَّتُها الصَغيرةُ لاتَقلَّقي سَيكُونُ الأمرُ سَريعاً أعدُكِ" .
يَبحثُ وَيُخيفهُا بِكلامهِ إلٰهي ماذا عَن مُعجِزةٍ تُنقِذُنيَّ الآنَ ؟.
في نَفسِها كانَت تُردد هٰذهِ الكلِماتِ تُناجي ربها لَعلهُ يُنزِلُ مُعجزَةٍ يُنقِذُ حَياتَها بِها ؟.
مَهلاً لِما الأصُواتُ هٰذهِ قَريبةٌ جِداً مِن الخِزانةِ ؟. كلا أيُها الرَبُ لاتَخذُلني ..
وَها هيَّ دُموعُها قَّد كَشفَت عَن مَخبأِها ..
"تؤتؤتؤ تُثيرينَ شَفقَتي إيتُها الهِرةُ الهاربة هه وَجدتُكِ" .
'لاتُفتحي أيتُها الخِزانةُ اللَّعينة فَّقط لاتُفتحي أرجوكِ ..
لَيسَ كُلُ مانَرتجِيهِ يَحصلُ !.
فُتِحَتِ الخِزانةُ وقَّد وَقفَّ إنسيابُ دَّمِ تِلكَ المَفجوعةِ مِن المَنظرِ الذي أمامها ..رَجُلً قَّد أكتساهُ اللُونُ الأحمرُ إنَها الدِماءُ..
يَحمِلُ بِيدهِ سِلاحً قَّد قَتلَّ بِهِ عائِلتَها مَاللَّعنةُ الَّتي فَعلتيِها يا كرُوسفيا لِتتَّلقي هٰذهِ الطَريقةِ بالمُوتِ ؟!.يبتَسِمُ تِلكَ الإبتِسامةِ المُخيفةِ وصُوتهُ الذي جَعلها تَرتجِفُ خَوفاً تَراهُ وقَّد عُرضَ شَريطُ حَياتِها القَصيرةِ أمامَها وَداعاً إيتُها الحَياةُ قَّد كُنتِ قاسيةً مَعي ولَم تَرحمي بيَّ وبِخَفقاتِ فُؤادي سَأمُوتُ الآنَ وسَأترُكُ ماتَبقىٰ مِن لَّعنةٍ عليكِ .
أغلَّقت عَينيِها الدامِعةِ مَع كَلِماتهِ المُسَممة ..
" إتبَّعي عائلَّتكِ الَّعينة "..
كانَّ صُوتُ إطلاقِ النارِ آخرَ ماسَمعتهُ لٰكِن مَع أصواتٍ لإشخاصٍ آخَرينَ..