القسوة

القسوة البارت الاول

الزوجة حامل وعلى وشك الولادة حين مرض الزوج ونقلوه إلى المستشفى وبقي هناك لأيام دون ان تتحسن حالته الصحية وفي كل يوم تقل فرصته في الحياه وكانت زوجته تتألم من مخاض الولادة وكانا يتالمان هذا من المرض وتلك من المخاض وبعد حين وضعت الام طفلا وفرحت به واتصلوا بالمستشفى ليخبرو الاب بالمولود الجديد فجاءهم الرد بأن الاب قد فارق الحياة منذ قليل اي وقت ولادة ابنه الذي أوصى ابوه ان يكون اسمه قاسم.
عاش قاسم مع جدته وعمته وزوجها واخبروه بأنها امه وابوه كونهما ليس لهما أطفال بعد أن تركته امه لأسباب يجهلها حتى ابنها قاسم .
وكان يناديهما امي وابي دون ان يعلم الحقيقة واستمر الحال هكذا إلى أن أصبح لعمته التي يظن انها امه أطفال فتغير الحال وأصبح يشعر بالعزله والحزن بسبب التمييز بينه وبين باقي إخوته وكانت جدته تتألم من تلك المعاملة القاسية لحفيدها لكنها لا تملك الحل او القدرة على مساعدته وانقاذه من ذلك الظلم والجور .
وكان كثيرا ما ينعزل إلى غرفة جدته وكان كثيرا ما يقف امام صورة معلقة على جدار غرفة جدته وينظر إليها طويلا ويتاملها ويسأل جدته من هذا الذي في هذه الصورة المعلقة ؟ اني أشعر بالأمان كلما نظرت إليه فتجيبه انه عمك الذي توفي حين ولادتك . وكان يحدثها ويستمع إلى جوابها دون ان يترك النظر إلى الصورة ويتفحص تفاصيلها ويقول لجدته اني احب من في هذه الصورة واحس به أكثر من ابي وهو لا يعلم بأن من في الصورة هو ابوه الحقيقي !
وترد عليه جدته وهي تخفي الدمعة عنه وتقول انه عمك وبالتأكيد هو بحبك أيضا. ..
وكان كلما كبر زاد الظلم والقسوة عليه من عمته وزوجها وابو زوجها صاحب القلب الحجر الذي طلب من ابنه وزوجته اي عمة قاسم ان يجعلو قاسم يترك المدرسة وفعلا جعلوه يترك المدرسه وعمل له عربة دفع بعجلات صغيرة يحمل بها الأغراض للناس وياتي بالمال إلى اب زوج عمته الذي كان يظن بأنه جده وكان الأخير يتابع ويراقب قاسم في أسواق وشوارع بغداد ويضربه ضرب مبرح ان وجده واقف في أي مكان وكان يمنعه من أن يضع في قدمه حذاء او نعال او اي شيء يحمي قدميه من حرارة الاسفلت في الصيف او برودة الأرض في الشتاء وكان يطلب هذا من قاسم لكي يركض ليتخلص من ألم قدميه في الشتاء والصيف.
نهاية البارت الأول
بقلمي ع ع