أنا

12 1 0
                                    

           أنا الفتاة العاشقة للهدوء ، للطبيعة، للحياة، للسفر، للغناء، للرقص، للحيوانات و خاصة القطط،و للورود بكل أشكالها و ألوانها ، و لكل شيئ جميل في هذه الحياة ، أنا الفتاة المتفائلة في كل شيئ.

أميل جدا إلى أسرتي الصغيرة و خاصة أمي، منذ طفولتي حتى عندما كنا نذهب لمكان ما أظل متمسكة بها و أتبعها أينما تذهب ، حتى أنني كنت فتاة حساسة جدا و تسقط دمعتها حتى من كلمة صغيرة تزعجها ، كما أنني كنت و لازلت أخجل كثيرا . أفكر كثيرا و في أبسط الأشياء و أتفه القرارات لكنني أعترف و أقول لكم أن هذا التفكير المفرط أصبح يشكل لي عائقا في حياتي ، لكنني إتخذت قرارا بأن أفكر فقط بالقرارات التي تتطلب التفكير و التي تتعلق بمستقبلي فقط، لأنه عندما تفكر كثيرا في الأشياء التي تودّ أن تقوم بها ستضع لها العديد من العوائق حتى تتخلى عنها نهائيا و يذهب ذلك الحماس الشديد . أحيانا أفكر بأشياء كثيرة مثلا كأن أصبح عارضة أزياء ، أو أن أكون مغنية مشهورة مع العلم أنني أحب الغناء كثيرا كما أنها موهبتي منذ صغري ، أو أن أصبح ملكة جمال ،ربما لأنني  مهووسة بكل ما يتعلق بالموضة و الجمال .

لست فتاة إجتماعية كثيرة  حتى أنني لا أحب أن أتكلم أحيانا مع أشخاص لا أعرفهم ، لكنني أحب الأجواء العائلية ، لا أحب أن أدخل العديد من الأشخاص في حياتي ، أحب بيئة الأصدقاء و أختار أصدقائي بدقة ، عندما أكون معهم أشعر أنني لا زلت طفلة صغيرة بعفويتها و صداقتها و مرحها... أقول لكم بأن الصداقة الحقيقية هي أجمل شيئ في هذه الحياة . أحب تجربة أشياء جديدة لكن أحيانا يرتابني شعور من الخوف و القلق حيال ذلك ،  ربما أخاف من ذلك التغيير ، و لا أعرف لماذا ؟ . عندما أشعر بالإكتئاب أحيانا و نادرا جدا ما يصيبني هذا الشعور  أصمت و لا أكلم أحدا ، أبقى في غرفتي و أسمع موسيقى حزينة ، كما أنني لا أبكي كثيرا إلا عندما أتعرض لموقف  يجرحني أو يشعرني بالحزن أو كلمة تألمني، وقتها لا يستطيع أحد أن يوقفني على البكاء ربما لأنني حساسة جدا ! الشيئ الذي يخيفني في الحياة هو خسارة والداي، أو إخوتي، أو الأشخاص الذين أحبهم ، لا أحب أن أتحدث عن الموت لكن أخاف من فقدانهم لدرجة أتمنى أن أموت قبلهم لكي لا أتعرض لذلك الألم الشديد .

أحب الطبيعة و مناظرها التي تأسرني و تسحرني و تأخذني إلى عالم بعيد بجمالها ، فقط تخيل معي أنك تمشي في وسط حقل من الورد و الأشجار مع نسمة من الهواء المنعش الذي يلامس جسدك تحت دفئ الشمس، أو أنك تقوم بالغوص في أعماق البحار  و تكتشف ذلك العالم المليء بالأسرار  ، التجربة التي أودّ و بشدة أن أعيشها. أو أنك تقوم بقضاء ليلة وسط غابة مظلمة و تقوم بإشعال النار تحت سواد الليل مع بريق النجوم التي تشعرك بالأمان، و أصوات الحشيش التي تتحرك بفعل القليل من الريح الخفيف ، أليس إحساس جميل أن تعيش و تشعر بكل هذا ؟

أحلم بأن أكمل دراستي و أصبح محامية أو قاضية يوما ما و أكون فتاة مسؤولة و تبني حياتها بنفسها و ناجحة أيضا ، أتخيل أحيانا  أنني أقوم بمرافعة في المحكمة و أدافع عن موكلي الذي ينتظر صدور برائته ، أو أن أقوم بجولة حول العالم و أكتشف عادات و طبيعة عيش كل بلد ( مأكولاتهم  لغتهم، طبيعة عيشهم، مناسباتهم، ديانتهم ...) ، حتى أنه أصبح لدي فضول بأن أكتشف أسرار الفضاء ، كما أحلم بالعيش في جزيرة ما بعيدة عن البشر ، أو أن أكون أميرة في العصر الفيكتوري ، و أن أكمل بقية حياتي مع الرجل الذي احبه .

أحبائي! ربما لا نعرف ماذا تخبئ لنا هذه الحياة ، لكن نصيحة مني و مبدأ أمشي عليه شخصيا هو " الأمل" الذي لم و لن يفارقني أبدا .هو الضوء الصغير الذي يظهر في ذلك الظلام الشديد و ينير حياتك و طريقك  ، أعرف أن الحياة قاسية و تُعرِضنا إلى إمتحانات صعبة و تختبر صبرنا و قوتنا ،لكن عندما يكون لدينا أمل في هذه الحياة نستطيع أن نعيش كل دقيقة و كل ثانية بدون أن تفارق البسمة وجوهنا ، ربما لم أتعرض إلى تجارب قاسية في حياتي، أو الخيانة أو غدر الأصدقاء أو حوادث أسقطتني أرضا ووجدت صعوبة في الوقوف مجددا ...لكن حتى و إن حدثت معي يوما ستظل الإبتسامة على وجهي و لن تفارقني ، لأنني أعلم أن كل ما سيحدث كان مقدرا له أن يحدث لا نستطيع الهرب من قدر الله ، ربما أتكلم فقط لأنني لم أعشها في الحقيقة لكنني أظل متفائلة دائما و أبدا ، أنه مهما حدث معي في هذه الحياة لا أستسلم لأن ثقتي بالله كبيرة إلى حد كبير .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 24, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حكاية فتاة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن