بداية الحكاية

107 5 15
                                    

كان هنالك قصر كبير لعائلة مالكة مكونة من الملك وزوجته الملكة وابنهما الامير هاريسون الذي يبلغ من العمر خمسة عشر عام وكان ذو شعر اسود مجعد وعيناً خضراء اللون واسعة  ولكن الملكة لم تكن بحال جيد فبعد ولادة هاريسون اصيبت بامراض في جهازها التناسلي وهذا المرض جعلها تتعاطى الكثير من العقاقير لتشفى مما اصابها
وبعد سنوات من الدعاء والانتظار صار الملك على موعداً مع لقاء مولوداً جديدا  يتمناه فتاة تشبه زوجته الملكة

وفعلاً حدث ماتمناه كليهما صار الملك اباً لاميرة  جميلة اسماها لارا ولكن الزوجة فقدت الكثير من الدماء في ولادة اميرتها

ارسل الملك على امهر الاطباء والممرضات ليعالجوا زوجته التي كانت تعاني من مضاعفات حادة

وبعد ايام استيقظ الملك على صراخ ابنه هاريسون تعال يا ابي ان امي ليست بخير ركض الملك ليجلس بجوار زوجته المتألمة
قالت له عدني ان لا تخون حبنا
فبكى حينها الملك وقال اعدك باني لن اشعل شمعة في غرفتي بعدكِ وسابقى في ظلام حتى التقيك مرة اخرى يا شمعتي

وما ان اكمل حديثه انتبه لذبول وجهها وصمت عينيها عن الحب
فسقط فوقها باكياً وركض هاريسون في ارجاء البيت صارخ رحلت امي 

ترك موت الملكة جرحاً كبير في قلب الاب وابنه ولكن الحياة لاتقف على احد وصار الملك يرى زوجته بعيون ابنته لارا التي كانت كلما تكبر يزداد شبهها من الملكة

عاشت لارا وهي تلاقي كل الاهتمام والعناية من ابيها واخيها فلم يكن لهما سواها حتى وصلت الى عقدها الثالث من العمر وصارت غاية في الجمال ببشرتها السمراء وعينها الزرقاء وشعرها المجعد احمر اللون
اما هاريسون دخل في عقده الخامس من العمر وصار مفتول العضلات ذو مزاج حاد مزعج في التعامل مع احد غير لارا
فلم يكن يرفض لاخته طلب ولم يفارقها ابدا ولكن جاء اليوم الذي لم يكن يتوقع ابدا فأحدى الممالك القريبة قررت الهجوم على مملكتهم

وحينها لم يكن امام الملك خيار اخر غير ارسال ابنه هاريسون لقيادة الجيش ليس لصد الهجوم وحسب بل للهجوم على مملكة العدو وسحقها
كان يعلم هاريسون وابيه ان هذه الحرب خطرة جدا ولو فشل هاري سيكون الموت مصيرهم جميعا
قبل هاري رأس ابيه ووعده بالنصر ثم قبل راس صغيرتهم لارا وقال لها بانه ذاهب من اجل حمايتها
احتضنته باكية وطلبت منه ان لايكون في المقدمة فليس لها بعد ابيها غيره

ذهب هاريسون للحرب وصارت اخبار بطولاته تاتيهم يوم بعد يوم حتى جاء اليوم الذي انقطعت فيه الاخبار وكان اخر خبر قد وصل لهم من هاريسون بانه صد الهجوم على المملكة وبأنه سيذهب في الصباح للهجوم على مملكة الخصم
مرت الايام والحزن ملئ حياة الملك وابنته فقد فقدوا الامير


وفي صباح يوماً كئيب طلبت لارا من ابيها ان يسمح لها بالخروج الى احدى الحدائق الجميلة ومع شديد حرصه وخوفه لم يكن يرغب برفض طلب اميرته فارسل معها جنوداً لحمايتها

استمتعت كثيرا في رحتلها تلك ولكن ما ان صار المساء هجم غرباء على  الجنود وقتلوهم
ولحسن الحظ تمكنت لارا من الهرب بعد ان ركضت باتجاه الاشجار الكثيفة والغرباء يسعون خلفها وصارت تركض وتسرع اكثر فتتعثر بالاغصان وتسقط ولكن لا سبيل لها غير الركض باتجاه غير معروف حتى وصلت الى منطقة خالية من الاشجار وهي تسمع اصواتهم يصرخون سنقتلك يا ابنة الملك اللعين

وفي هذه الاثناء وهي خائفة ليس بمقدورها التقدم الى المساحة الخالية قام رجل غريب بشدها من يدها وسحبها خلف شجرة كبيرة
وقال لها لاتتحركي وخررج من الخلف ولم تكن تسمع غير  صليل السيوف وصرخات الالم وما هي الا بضع دقائق حتى عم الصمت في المكان

نظرت من خلف الشجرة لتجد فارساً مهيبا يتقدم نحوها وكانت ترتعش من شدة الخوف حتى اقترب منها ونزع عنه ما يحمي به وجهه صرخت هاريسون حبيبي وركضت الى احضانه
احتضنها وقال لها لقد وعدتك ووعد الحر دين ..
لم تكف عينها عن البكاء لانها كانت تعتقد بان اخاها قد قتل
مسح دموعها وقال لها لنعد الى القصر بسرعة فالملك ينتظرنا


وركضا باتجاه القصر  وفي الطريق سمعوا صوت عجوزا يصرخ لارا حبيبتي اين انتِ
نعم انه الملك ركضت اليه لارا وفرح بلقاءها كثيرا  ولكن حينما رآى هاري كانت الفرحة اكبر ليغمى عليه

حملاه الى القصر وقامت لارا بغسل وجهه ليستيقظ صارخا هاري انت بخير يا ولادي
قال له هاري وهل تعتقد ان من كان له اباً مثلك يموت بهذه السهولة
واحتضن الولد اباه
وبدء يحكي لهم الحكاية
التي كان اغربها بان هاري قد وجد ضالته في المملكة التي احتلها
حيث التقى بفتاة سرقت له قلبه وعقله ليغرم بها ويختارها زوجة له ..

وبعد ايام قرر هاري ان يصطحب لارا وابيه الى المملكة الاخرى ليعرفهم بملكته كاتيا التي سرقته من لارا
وتستقبلهم في المملكة الاخرى برادلي شقيق كاتيا
الذي لم يستطع ان يبعد نظره عن لارا ولحسن حظه انه كان جميلاً للحد الذي جعل لارا تبادله ذات الشعور

تزوج هاريسون من كاتيا وفي اليوم ذاته قام برادلي بطلب يد لارا للزواج
وافقت على الزواج وبارك لهما الملك هذا الزوج وبدأت الافراح

وفي اليوم التالي رجعت لارا برفقة ابيها الملك وزوجها برادلي الى مملكتهم بينما هاريسون صار ملكا على المملكة التي استحوذ عليها ..

وهكذا تنتهي حكايتنا هذه ..

-مصطفى الاسدي

الأميرة والغرباءWhere stories live. Discover now