عندما تكون في قمة عقلك وقت جنونك
نظرت إليها بملامح وجه مكفهرة حاملة حقيبتها تمسك بيد ابنها الصغير.. أفسحت لها الطريق لتدخل و هى تقول بلامبالاة :
- لقد جاءت آسيا عبد العليم
دخلت آسيا للمنزل و هى تضع حقيبتها جانباً قائلة:
- صباح الخير أمي
قالت والدتها بسخرية:
- صباح الخير والسعادة عزيزتي حماتك تحبك سأعد الفطور
زمت آسيا شفتيها بضيق:
- لا فلترتاحي أنتِ و أنا أعده
خرج والدها يجفف شعره بالمنشفة الصغيرة قائلاً:
- يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم
قال محمد الصغير و الذي لم يتخطى الخامسة:
- جدي اسمها صباح الخير و ليس يا فتاح يا عليم
نظر إليه جده بمرح قائلاً :
- أعلم يا ولد و لكن اليوم أبكرتما
قالت آسيا بحزن:
- تريد رحيلنا. هل نذهب لمنزل والد عماد
رد والدها بسخرية:
- و هل هو في منطقة أخرى أنه المنزل المجاور إذا أردتِ الذهاب فلتذهبي و أنصتي لشكواه و كأنك المسؤولة عن ما يحدث
قالت والدتها بسخرية:
- و كأنها ينقصها صداع
قالت آسيا بضيق:
- هل ستخبرونني باقي اللستة قبل أن ابدل ملابسي أم أذهب..
قالت والدتها ببرود:
- لا فلتذهبي و لنخبرك بها فيما بعد
ذهبت آسيا لغرفتها في منزل والدها الذي لم يتصرف بها منذ تزوجت و لم يبدل قشة بها لعلمه أنها ستعود إليها سريعاً و لكن تعجب كونها تحملت لسنوات قبل أخر عام مضى و حصل ما حصل لم يسمح لها بالبقاء في منزلها تلك الفترة و المكوث معه.. قال عبد العليم بحزم:
- اعدي أنتِ الفطور تعلمين عندما تأتي ماذا تفعل عندما تذهب لغرفتها و تبدل ملابس محمد و تخرجه خارج الغرفة
ما أن أنهى حديثه حتى خرج محمد قائلاً:
- أنا جائع جدتي
ردت باسمة بحزن:
- على الفور حبيبي
ذهبت لتعد الفطور تتذكر ذلك الوقت الذي جاء به عماد ليطلب آسيا للزواج بعد أن طلق زوجته الأولى و رفضهم القاطع له . فهل كان يظن أنها ستقبل به و بحالته تلك و أيضاً سابقة زواجه أنه يستحق لقبه الذي يطلقه عليه سكان المنطقة كانت هى بدورها قد انفصلت عن خطيبها منذ بعض الوقت و لم تقبل أن ترتبط بأحد بعده فظن والديها أنها مازالت تحبه و لكن بعد أن جاء عماد ليطلبها و وافقت عندما أخبرتها لم تصدق أنها لم توافق على كل من تقدم لها لتقبل بهذا الــــــــ لا إله إلاّ الله ماذا أقول يظل زوجها و أبا محمد حفيدهم .. لا تعلم كيف بعد رفضهم القاطع وافقا ربما شعرا بالشفقة عليها فقد فقدت الكثير من وزنها و لم تعد تتحدث معهم كالسابق حتى سألتها مباشرةً إذا كانت تحبه لتكون الصدمة من نصيبها هى و والدها .. أنهت الفطور و قالت لمحمد بهدوء:
أنت تقرأ
جنون مؤقت للكاتبه صابرين شعبان
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبه صابرين شعبان عندما تكون في قمة عقلك وقت جنونك