“ابَاه ااتَذكَرُ امَاه؟! ام ازَال الدهْر اثَرها زوالَ الرملِ بالرِيح!ٌ“
نبَست بينَما تَرقرت حَدقتيها كَنافِذة وسطَ عَاصفة، تُحاول الحِفاظ على قُوتها، وتسَيطر عَلى هَواجسها المَكتومَة.
‘اتذكَرها فَكل تفَاصِيلها راسِخة جَوف ملفات ذَاكرتي، وكَيف لاوقَد احَببتها وكَانها احَب تَرنيمة لِخافقي، وكَأنها خَيط خَاط الجُرح الذِي كَونه الزَمن بِي، مُتيم بِجُل مايتعلقُ بِها، حتَى خُصلاتُها المُتمردَة تِلك، محبَبة لِي اكثَر مِن اي مخلُوق، قَهقهاتُها الاسِرة، حلاوةُ ثُغرها، جمال تَقاسيميها، فتُونها، كُلها تَرسخَت بيَن اوتَار ذِهنِي وابَت التَراجَع مِن جَوفها، وكَانَها بينَنا الانَ‘
لمَ ينبِس ببنتِ شَفة لِاجزَاء مِن الثَواني، ليَمد بِيده فَتتموضَع فَوق خَدها الذِي بَرزت حُمرته ببياضِ بَشرتَها النَاصع، سَببه بُرودة الجَو.
راحَ يتَحسسه، يَمسح تِلك الدمُعة اليتِيمة التِي هَربت مِن بُنذقيتاهَا، ليضُمهَا حُضنه، سَانحًا لِفرصة جَريان شَلال دُموعِه المَالحِة،ابتَعد وَلم يَفصِل الحضنَ،ورَاح يُداعب خُصلات شَعرها يَضعها بِخلف اذُنها، ليستَرسِل حديثَه قَبل ان تَتكلم هِي، مُباسما ايَها.
‘تشبِهينها ايَا فَلذة كبدي، وكَانك نُسخَة مُصغرة عَنها، الملامُح نَفسها لكِن الشخصية مختَلفة، وكَاني احضرت للذُني انثَر تنحَني لها الجبِال احتِرامًا، فَتاة صَغيرة اتَذكرها بفستانها الوَردي المَنسوج بالحَرير، ودبهَا البنِي الذي اخَدته اينما خَطت بِحذائها البنِي الداكِن الصَغير، هاهِي دي امَامي انثَى فَتية لو رأتهَا امُها لاقسَمت ان الفَخر كَلمة لا تِصف هَول مالتِ اليه صغِيرتهَا، هَانيول ثِق انها دومَا معَك، دَوما بقلوبنا هِي لم ترحَل مازلتُ احِس بِها! ‘
انهَى كَلامه بابتِسامة، ليدنو صَوب صغيرتِه ليصَل طُولها، فَطبع قبَلة على جبينها بينَما ازاح خُصلات غُرتها الكَستنائية الفَاتنة.
فرقَت هَانيول كَرزتَيها بغية انّ تَتحدث، لكَن فَجأة سَمعت قهقهة تعَرف صاحِبها عَلى اتَم مَعرفِة، لتَخترق مَسامعها نبرتُه السَاخرة المُمازحة، بينَما يسَفق بيدَاه الرجُوليتان.
'واوُ هَل مَا تَراه اذنَاي صحيح، هَانيول المغرور الشمطَاء، تبكِي، وعَقيدنا العَجوز الهَرم ليسَ بافضَل حَال مِنها، حَقا ذَهبت فِي مُهمة لِيومان وحِين عُدت وجَدت ان الدُنيا لا تُبشر بالخَير، لِيخبرنِي احَدكم انِي احلمُ'
قَلبت هَانيول حدَقتيها بانزِعاج لتَكشَر حَاجباها، لتقتَرب مِن ذَاك الذي ببدلتِه العَسكرية يتَأك جَنبَ البَاب،لتُحادثَه بِنبرة مُتغنِجة، بينمَا اناملها توجَهت تَقرص اذنْه، لتَعلو قَهقهات ثلاثِهما وهُو يَناظر ولادَاه بمنَظر كَذاكَ، ليتَاوه اخَر المًا.
أنت تقرأ
ايشتروس||εχθρός
Historical Fiction➷المَـــقُــدُمـــةّ➷ الخَيانةُ فيُ الحَب جمُيعنا سمعنَا بهَا.... ولكنَ مُاذا لوَ اصبُح الحِب بحٓد ذاتّه خَيانةُ.... بَينُ ثَنايّا ١٩٥٠.... وخَطايُا الحَرب الطاحُنة.... حَيُن سُفكًت دمّاء الابٍرياء عٌبَثّا.... وزَهُقت الارَواحُ طَمعُا.... وجَردتً...