الوعد

395 16 16
                                    


غطت وجهها بيديها و هي تسقط على الأرض و ظهرها مستند إلى جدار المستشفى متجاهلة الدم الملطخ على يديها و على فستان زفافها الأبيض .
أين كريمة ؟ هل أخذتها الشرطة ؟ تذكرت الأحداث فجأة بشكل ضبابي:
كريمة أتت إلى الزفاف و بدأت تهددها , ياغيز يقف في طريقها ، و هي على استعداد لقتل ابنها الحقيقي الوحيد
"ياغيز هو ابنك من دمك! ، انه محمد خاصتك!!"
نظرة صدمة منه ثم طلق ناري....

أعادها برد الأرض إلى الواقع ، ياغيز ،ياغيز الخاص بها يحارب من أجل حياته في الجانب الآخر . تردد صدى صوت عائلته في أذنيها و كأنه قادم من مكان بعيد جدا .هل كانو قلقين؟هل كانوا يتشاجرون؟أبسبب ما حصل؟لم تستطع أن تقول أن ما يفعلونه كان عديم الفائدة ففي النهاية الشخص الذي أصيب بدلا منها لم يكن سوى ياغيز
-"إنه بخير ،سيكون بخير "كررت لتطمئن نفسها
مسحت يديها في الفستان الأبيض الذي كانت ترتديه لتتزوج من سنان فسقطت عينيها على الخاتم الذي أجبرت على إعادته لأصبعها الأسبوع الماضي بعد استيقاضه من العملية و خداعه للجميع بفقدانه للذاكرة .
بكاء هرب من شفتيها ؛كانت على استعداد للزواج من سنان للحفاظ على السر مخبئا فقط حتى لا يخبر ياغيز أن كريمة والدته البيولوجية ،كان الجرح الذي أصاب عينيه و هي تمسك بيد سنان في ذالك اليوم لا يزال حيًّا في ذاكرتها و كان الألم النّاتج عن إيذائه لا يطاق أبدا خصوصا في هذا الموقف
مع ذالك كانت ستتزوج من سنان، لو لم تأتي كريمة لكانت قد قبلت مصيرها,طالما أنه لن يعلم الحقيقة .لكن الآن فقد كل شيء و لنْ يغفر أكاذيبها أبدا . لكنها في الوقت الحالي لا تحتاج إلّا أنْ تعرف أنّه بخير حتّى لو لم يُسامحها أبدًا

-"انتهت العملية منذ لحظات قليلة لكن لا يمكن الحكم على حالة ياغيز بشكل نهائي في الوقت الحالي،فالرصاصة لم تلمس الطّحال كما كنّا نخشى لذالك حالته مستقرّة حتَّى الآن "قال الطبيب لحازم باي "ليس بيدنا الآن سوى الدُّعاء و الإنْتظار"
كل ثانية مرّت بعد ذلك شعرت و كأنّها عقد من الزّمن دون أن تلاحظ،بدأت بضرب مؤخرة رأسها بالجدار و هي تصلي بصمت مغمضةً عينيها.
-" هزان" قطع صوت فرح صلواتها فاتحة عينيها على مصراعيها ناظرة إليها بعيون مهددة
-"فرح من فضلك لا " تدخلت إيجة و هي تضع يديها حول شقيقتها
سارت والدتها التي التزمت مكانها منذ وصولها باتجاهها
-"انهضي يا ابنتي ستصابين بالبرد و أنت جالسة هنا على الأرض"
-"لا تلمسيني إياك" صفعت يد والدتها و قد اتخذت وضعية المحارب
لأول مرة منذ أن وصلت جالت عينيها على الغرفة و رأت سنان بجانب والده و الدموع التي تلمع في عينيه بعثت الغضب في جسدها،و ما حدث بعد ذالك كان خارجا عن تحكمها.
-"أنت"قبل أن يتمكن أي شخص من إيقافها قطعت المسافة بينهما و أمسكت سنان من قميصه ودفعته على الجدار
-"هزان،أرجوك اتركيه كل هذا لن يغير من حالة ياغيز شيئا" توسلها جوكهان حيث كانت تستطيع أن تلاحظ أنه لازال مرتبكا بكل ما حدث.
كلمات جوكهان أعادتها إلى الواقع و خففت قبضتها على سنان حيث كانت تستعد للكمه و فورا ذهبت يدها اليسرى إلى اصبعها الأيمن و أخرجت الخاتم الذي جعلها ترتديه طوال هذا الوقت💍و رمته على قدميه
-"إليك انتقامك سنان بيك،أخاك هناك يموت في الداخل "
تدخلت فضيلة و أخذتها من ذراعها للسيطرة عليها
-"هل أنت سعيد؟هل أنت سعيد الآن حازم باي؟هل ترى ماذا يحدث؟ ابنك يموت!"
ذهبت عيون سنان إلى الأرض حيث سقط الخاتم و قال
-"ياغيز موجود هنا لأنّه حاول حمايتك و ليس بسببنا نحن "
شعرت بالرغبة في لكمه مرّة أخرى لكن والدتها منعتها
"إنّه هكذا،يحمينا جميعا دائمًا "
سيلين،جوكهان و حازم نظروا بعيدا مدركين أن كلماتها كانت صحيحة "أمَّا أنا فحاولت حمايته بوضع هذا الخاتم لكن انظروا ما حدث"
مرّت بها موجة جديدة من الألم و الإدراك و بدأت بالبكاء"حاولت حمايته بكل قوتي و فشلت فعلت كل ما بوسعي "
أرشدتها والدتها و شقيقتها إلى أقرب مقعد
-الرجل الذي أحبّه هناك و دمه على يديّ
-"ابنتي" حاولت فضيلة الإمساك بيديها مرّة أخرى لكن هزان ابتعدت بسرعة
-"أبعدي يديك عنّي لقد ساعدت في هذا أيضا ،جميعكم تسبب بهذا"
فتحت والدتها عينيها على مصراعيها و وجهها مليء بالذنب و الألم
جلست إيجة بجانب أختها و يديها الدافئتين تمسحان دموع أختها
-" يؤلمني كثيرا رؤيتك بهذا الحالة" همست إيجة بصوت دافئ "كل شيء سيكون على ما يرام لا تقلقي"
"لا أستطيع أن أهدأ بينما ياغيز هناك بسببنا قالت تاركة دموعها تنهمر بغزارة على خديها بينما كانت أختها تعانقها.
-"هزان " وصل صوت فرح إلى أذنها كاسرًا صمت الجميع "أظن أنّ عليك الذهاب لن يتغير شيء إذا بقيت هنا "
جاءت تلك الكلمات إليها مثل الصفعة أبعدت يدي إيجة بسرعة و وقفت بثقة أمام فرح
-" استمعوا إلي" ذهبت عينيها السوداوين إلى فرح ثم حازم و جوكهان ثم سنان و سيلين " ياغيز هو الرجل الذي أحبّ! لذا سأبقى هنا حتى يطردني، هو و ليس أيّ شخص آخر "
-" سوف يكرهنا جميعا بالتأكيد عندما يستيقظ "تجرأ سنان أخيرا على الرد أين استطاعت أن تلمح الفرح بين كلماته "
صدقيني لن يرغب حتّى في رؤية وجهك"
كانت على وشك القفز عليه و نتف شعره حين فتح باب جناح العمليات و خرجت منه ممرضة :
-"عفوًا من هزان؟" سألت ثم أعادت فحص الورقة التي كانت تحملها "هزان شامكيران؟ "
كانت هي لا يمكن أن يكون هناك خطأ
-" أنا، أنا هي هزان ، كيف هو ياغيز الآن؟"
تجمع الجميع حول تلك الممرضة لسماع الأخبار عن حالة ياغيز
-"المريض يناديك يرجى أن تتبعيني إلى الداخل"

في البداية وقفت و هي في حالة صدمة إذا طلبها فهذا يعني أنّه كان مستيقظا
" يجب أن نراه أولا، نحن عائلته"
سمعت سيلين تشكو لكنها لم تهتم فياغيز استفاق أخيرا و لسبب غريب طلب رؤيتها أوّلا بعد كل كذبها عليه و بعد كل الألم الذي تسببت له فيه لقبولها طلب سنان للزواج
-"السيد ياغيز طلب أن يرى الآنسة هزان ،فقط أنا آسفة" اعتذرت الممرضة من سيلين و هي ترميها بتعجب "هزان هانم اتبعيني من فضلك

فعلت كما قالت الممرضة فهي مازالت غير متأكدة إن كانت تحلم أم هذا هو الواقع ربما لم يتذكر ما حدث، ربما نسي ما حصل له و يحتاج لتفسير من طرفها هذا كل ما استطاعت تخمينه من.دعوته لها
" لا تجرئي على الدخول "قال سنان و هو وفرح يسدان طريقها . وقبل أن تتمكن من قول شيء ما
أخذ جوكهان سنان من ذراعه و حرك رأسه تجاهها كدليل على موافقته و فعلت إيجة نفس الشيء مع فرح .

"ابقي هادئة أو أقسم أني سأقتلك بيدي"سمعت أختها تهدد فرح قبل أن تعبر الباب الذي يفصلها عنه كانت ستراه.
تبعت الممرضة و رأت ياغيز مستلقيا على السرير ،وجهه شاحب وعيناه مغلقتان أسرعت إلى جانبه و هي تشكر الله أنّه على قيد الحياة .فجأة تحركت رموشه و فتح عيناه الزرقاوان الحزينتان  قليلا
   "هزان" همس و حرك يده ناحية وجهها بصعوبة و تساقطت دموعها على وجهها دون حسيب ولا رقيب.
  "ياغيز أنا هنا معك، أنا هنا " كررت له تماما كما في ذالك الوقت عندما أنقذها من الموت من تلك المقبرة
كانت بحاجة إلى إخباره بأنها كانت هناك ولا شيء سيمنعها من أن تكون إلى جانبه الآن.

"من فضلك سيدتي توخي الحذر لقد استيقظ للتو من العملية" تحذير  الممرضة أعادها للواقع
"لا تقلقي سأكون حذرة " ثم أمسكت يداه و أعادتها للسرير"لا تدعهما يذهبان لأي مكان"
"أنا...."  انتقلت عيناه من وجهها ثم إلى يديها و أغمضهما بقوة، هل كان يتألم ؟
"من فضلك لا تتحدث، لا تتعب نفسك"

   ♡♤♡♡♡♤♡♤♡♤♡♤♡♤♡♤♡♢
أولا قبل كل شي بدي أعتذر منكم لأني كثير تأخرت بتنزيل البارت بس مع الأسف أمي مرضت فجأة لدرجة نقلها للمستشفى من فضلكم ادعولي بالشفاء العاجل 
ان شاء الله يعجبكم البارت قلولي رأيكن بالتعليقات
                  سلام❤

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 05, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حتى تسمح لي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن