من بعيد نسمع وقع أقدام تحت عاصفة شديدة وحفيف الأشجار الهائج كأنها تصرخ لتنبه أهل القرية عن وجود زائر تائه في هذا المكان المهجور ولكنه ليس كذلك وانما بسبب هذا الوضع لم يخرج أهل القرية طوال اليوم الى مزارعهم بسبب هذه العاصفة الهوجاء وكانبين الفينه والأخرى ييمع أهل القرية صوت قرع على أبوابهم المغلقة وعندما يسألون عن الطارق يجبهم صوتا متعب قائلا:( هل يمكنك مساعدتي فأنا مسافر وغريب عن هذه القرية) ويأتي صوتا من الداخل يجيب بالرفض.
كان هذا صوت رجلا عجوز لا يعرف أحد عن حكايته فهو غريب عن هذه المنطقة.
استمر الرجل العجوز في السير الى أن وقف أمام كوخا صغير ولقد رأى ضوء في الداخل فذهب مسرعا يقرع باب هذا البيت الغريب حيث أن موقعه بعيدا جدا عن منازل أهل القرية ولكنه لم يهتم وقرع الباب يطلب النجدة من هذا المطر والبرد القارس الذي أنهك جسده المتهالك، وبعد دقائق فتح الباب وظهرت منه امرأة شابة وجميلة ويبدو أنها متعبة فقد كانت حامل وسألها الرجل العجوز لاهثا غير مهتما بحالها: ( هل يمكنك آيوائي لهذا اليوم فقط.. ارجوك)
وفتحت له الباب مباشرة تخبره بأن يدخل بسرعة فأسرع الرجل العجوز الى المدفأة يطلب الدفئ وعندما أحس بحرارة النار دخلت الى جسمه ابتسم لها بامتنان وشكرها كثيرا لآيوئها له ولقد لاحظ من هيئتها وهيئة منزلها المتهالك كم هي فقيرة وبالرغم من ذلك فقد كانت كريمة وعطوفة معه وقدمت له العشاء والحليب الدافئان وقد أكله بنهم بينما هي ذهبت لتكمل حياكة ثوبا صغير يبدو أنه سيكون لمولودها الصغير في المستقبل.
(تعيشين وحدك.. ألا يسكن معك أحد؟) سأل الرجل العجوز متعجبا من أمر هذه المرأة.
وأجابة عليه وهي مواصلة في حياكة الثوب:( مات زوجي قبل أيام)
- ( هل مرض؟)
- (نعم وأنا وإياه وحيدان في هذه الدنيا فوالداي توفيا منذ زمن وهو كذلك.. ومنذ أيام عاد من الغابة وهو مريض فقد كان يعمل حطابا ونعيش من هذا العمل وفي ذلك اليوم دخل المنزل وأغمي عليه من الحمى المفاجأة وناديت له الطبيب لكن لا فائدة وأنا الآن حامل بهذا الطفل ولا اعلم كيف سيعيش فأنا لا أملك مالا وليس لدي أي فكرة عن عملا يجعلني أعيش منه) ثم أجهشت المرأة في البكاء الشديدة ربما أرادت أن تخبر أي أحد بآلامها حتى ترتاح قام الرجل العجوز بتهدأت المرأة ثم أعتذرت له لإزعاجها له وأرشدته إلى فراشه بينما استمرت هي في الحياكه والتفكير فيما سيحصل لها مستقبلا.
في الصباح شكر الرجل العجوز المرأة على ما قدمته له، ثم طلب أن يقدم لها مساعده وادخل يده في جيبه وأخرج لها عشر قطع ذهبية لكن المرأة رفضت أن تأخذها قائلة:( لا أخذ مقابل جراء مساعدتي للناس)
ابتسم الرجل قائلا:( بل تستحقين أكبر مكافأة سأعطيك كنز ولكن تستطيعين أخذه وإنما مولودك القادم عندما يبلغ العاشرة من عمره دعيه يأتي ويسأل عني سأعطيه جوهرة تجعلك تعيشي أنتي ومولودك بسعادة طوال الحياة واسم هذه الجوهرة الياقوت)
-( ولماذا لا أستطيع أنا البحث عنها)
- (حتى وأن بحثي عنها لن تستطيعي إيجادها طفلك هو من سيجدها لأنها خاصة فيه لهذا ستأتي الجوهرة إليه...لا تنسي عندما يكون عمره عشر سنوات والا سيبقى فقيرا ولن يجد أي عمل يعوض ثمن الجوهرة وأن كنت تحبيه اجعليه يبحث عنها ولا تخافي)
استمر صوت الرجل العجوز يرن في أس المرأة ( عندما يبلغ ابنك العاشرة دعيه يبحث عن الجوهرة.. جوهرة الياقوت.. جوهرة الياقوت.. الياقوت).
أنت تقرأ
من سلسلة حتى يطلع الفجر ( چوهرة الياقوت)
Short Story(لم انسى فضل امك علي التي كانت تعيش وحيدة ولكنها آشفقت على رجل عجوز مثلي و آوتني في بيتها وكل الناس رفضت مساعدتي). حكاية أقرب للخيال من الواقع ولكنها تتحدث عن شيء ملموس في حياتنا. حكاية قصيرة ومعبرة اقرأوها وستستمتعون جدا في قرأتها.