في يوم الأربعاء الموافق ٢٣/٢/٢٠٢٢
مرحبًا، أنا أُدعى دُرة... نعم، د ر ة أي اللؤلؤة باهظة الثمن ولنتخطى قصة اسمي وإن كنت أظن أن لكل شخصٍ نصيب من اسمه ولقد اعتادت أمي أن تُخبرني بأني ثمينة، قيمة يجب على من حولي أن يحترمني ويحفظني وبشكل خاص شريك حياتي.
وأنا جئتُ اليوم كي أسرد لكم بعض المقتطفات عن حياتي، ستعلمون المغزى بعد قليل ولنبدأ بيوم ميلادي؛ يوم عيد ميلادي الثالث والعشرين...
وقفتُ أمام المرآة أنظر إلى الانتفاخ الصغير في بطني والذي بالكاد يُرى، أنظر في ساعة الحائط الموضوعة أعلى البرواز الذي يحمل صورة تجمعني بقرة عيني وزوجي الحبيب... تامر، أنتظر عودته من العمل بفارغ الصبر فأنا أحمل له البُشرى.
مرت الدقائق كدهر كامل بينما لا يسعني الانتظار وشوقي يحرقني، وفي تمام الساعة السادسة فُتح باب المنزل مع حدوث ضوضاء بسيطة كدليل على وصول تامر من العمل، لم أنتظر أن يُبدل ثيابه ولم أنتظر أن يُرحب بي ولم أنتظر أن يتنهد بل هرولت نحوه بحماس طفولي لأزف له الخبر المنتظر.
«أنا حامل!» أردفت بحماس لم أشعر به من قبل، كنت أنتظر ردة فعل زوجي على أحر من جمر ولم يخذلني بل أظهر قدرًا كبيرًا من السعادة، ألقى ما في يده من حقائب وهرول نحوي وهو يتمتم:
«إلهي لا أصدق! سيكون عندنا ملاكًا صغير؟!! أتظنين أنه سيكون صبيًا أم فتاة؟»
«لا أدري، لا يهم المهم هو أن يأتي الجنين بصحة جيدة...»
«أجل، لكن أدعو الله أن يكون صبي، فالصبي هو الأمان... هو الحائط الذي سأتكئ عليه في كِبري.»
عقدت حاجبي حينما سمعت كلماته التي لم ترق لي كثيرًا لكنني مررت الأمر وقررت أخذه إلى المسار الصحيح وأنا أُعلق على حديثه قائلة:
«الابن الصالح أو الابنة الصالحة هما سند للآباء والأمهات يا عزيزي حينما يتم تنشئتهم تنشئة صحيحة، بصرف النظر عن جنس المولود.»
«هذا صحيح، لكن للذكر هيبة خاصة وقدر خاص.»
تحدث بأعين حالمة وبنبرة استفزت غريزتي، ابتعدت عنه قليلًا لكن مجددًا حاولت السيطرة على غضبي ورسمتُ ابتسامة صغيرة على ثغري قبل أن أردف بنبرة حنون محاولة إنهاء الجدال بأفضل الطرق الممكنة، وبالفعل نجحتُ في ذلك دون أن يكون هناك منتصر ومنهزم في النقاش:
«وللأنثى كذلك، أنتَ فقط تجهل ما تستطيع المرأة فعله وتوفيره عزيزي.»
_____________________

أنت تقرأ
أن تُولد أنثى
Historia Cortaأن تُولد أنثى، يالها من نعمة ونقمة في الوقت ذاته... لديها من القوة ما يجعلها تتحمل أن تحتضن في أحشائها كائنًا ينمو، تتحمل الآلام في كل شهرٍ يمضي، هي الأم، الأخت، الجدة، الصديقة، المُعلمة، الطبيبة، وهي نصفك الآخر... حواء. اهداء إلى كل تاء تأنيث... اس...