مُجرد تمهيد

10 0 1
                                    



- ليليان , لا .. كلوديا كولينز !
- ...
- هل أعتبر صمتك موافقة على كلامي ؟
- ما ... ما هذا الهراء الذي تتفوه به ؟
- لا لا , ليس هراءً آنستي , أنت كلوديا .. ابنة مالك ذاك العقار , أليس كذلك ؟
- ... اتبعني

ابتسم اينزو ابتسامةً تحمل معاني النصر والغلبة , فبمجرد حصوله على رد كهذا من كلوديا سيدرك تلقائيًا أن الحقيقة لا يمكن أن تقال في وسط الممر على مسامع النائمين في الغرف , كاد يبدأ بالتفكير في خطوته التالية في التعامل مع كلوديا ولكن عندما وصلا الى الغرفة توقف عن التفكير في الامر منتظرًا رغبة القدر له

- اذًا هل ستعترفين بهذا ؟
- كوني كلوديا ؟ لا . أتساءل .. كيف تستطيع الجزم بأنني "كلوديا" . سيد اينزو ؟
- ذلك اليوم , أعني يوم كتابة عقد تسليم الملكية ذاك , تبعتُ والدك بطلبٍ من الامبراطور .. فقد طلب أن أتتبع أثره بعد تسليم العقد فورًا , لم أقابلك في ذلك المتجر بل قابلت فتاةً تبدو في أوائل العشرينيات .. تملكُ شعرًا أشقر وعينان خضراء زاهية . ولكن الفتاة التي أتت الى الميناء لم تكن هي , لقد كانت أنتِ ! فتاةُ ذات شعرٍ أسود مموجٍ وطويل قليلًا .. عينان زرقاوتان كلون البحر وأمواجه . كنت قادرًا على سماع بعض الكلمات دون تمييزها تمامًا , ومن بين هذه الكلمات قيلت كلمة وضعت النقاط على الحروف مجددًا .. لقد كانت تلك الكلمةُ "أبي" ! ما الذي قد تفعله ابنة ذلك الرجل المتوفي في القلعة الإمبراطورية ؟ أليس ... لتصفية حساب قديم ؟
قبل إجابة اينزو على سؤاله بذاته بدأت كلوديا بذرف الدموع تلقائيًا فصرخت قائلةً : أنت ! لا تذكر والدي بصوتك المزعج المتغطرس !!!
- لا لا , لقد حققتِ إنجازا عظيمًا حتى الان كلوديا لا يمكنك البكاء هكذا , أنا معجب بصمودك حتى الان
- لقد قلت توقف !!!
- لا يمكنك البكاء ! انا .. لا استطيع التحدث أمام دموعك هذه انها تشعرني باليأس
أنزلت كلوديا رأسها بطواعية , حتى ظن اينزو أنها استسلمت وتراجعت عن مرادها ولكن قبل أن يؤكد ظنه بدأت كلوديا بالضحك بصوتٍ عالٍ ورهيب لتقول : لا , ليست دموع حزن .. لقد تجاوزت تلك الفترة منذ أشهر كانت بمثابة عقود , انها دموع غضب .. ربما دموع سعادة , او قد تكون دموع ضحك . عزيزي اينزو , انت لا تعرف أي شيء .. تعتقد أنني سأنتقم من الامبراطور أليس كذلك ؟ لا يمكنني حرق رأس الامبراطور بمفرده , ولا يمكنني حرق العائلة المالكة شفقةً بالشعب . ولكن , ماذا عن تحويل المملكة بأكملها الى رماد ؟ أليس هذا اكثر لطفًا ؟ لا يمكنني قبول خسارة شخص ما عزيزًا على قلبه , لكن يمكنني قتلهم جميعًا ! وسأحرق نفسي أيضًا ! أليس هذا جميلًا ؟
- أنت ... لست جادة بهذا ..
- بلا ! أنا أتحدث بكل جدية ! والان لديك خيارَين اثنين , اينزو . أولًا مساعدتي في تحقيق هدفي , ومن خلال مساعدتي ستحصل على اذن الخروج من القلعة للابد للعيش بسلام .. أي لن تموت بيأس الى جانبهم . ثانيًا البقاء في صفهم , ربما لا .. ان اخترت الخيار الثاني , فسأفرغ هذا المسدس في رأسك ! والان .. ماهو اختيارك ؟

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jul 07, 2022 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

It will only happen when the moon is fullWhere stories live. Discover now