صـوت الساعــة يرن بمسامعـي ، يطرق باب قلبي بكل ثانية من ثوانـيها . شعور يستوطن بداخلك ذكرى لموقف تتمنى لو يعود لتعيشه مـرة ثانية ، لكن الاوقات الجميــلة نعيشها مــرة واحدة ونتذكرها كل مــرة. الكنيسـة معجة بالمسيـح ، رغم كثرة المارة، لكن كل شـيء يتحول الى صدى بعيـد بمجرد طرق الساعة بثوانيها ، تذكرني باول لقــاء في كنيســـة الساعة ، بوقتها جنت افـرح كل ما يتقرب صـوت الساعــة كاني تقربت من اميمت القلب ، عيني ع تمثال المسيح وعقلي يطير بذكريات اول لقاء داخل هذا المذبح :"تفضل.."
انداريت ع الصوت راهبة ، نزلت عيني ع ايدها لازمه شمعة
همست بعد ما مدتها الي :"اي شي تريده تكدر تطلبه من خلال اشعال هذهِ الشمعة .."
ابتسمت بامتنان ، واشعلتها بالمذبح ، غمضت عيني تذكرت شكلها من دخلت لكنيسة ، كاعدة بأول مقعد متسترة بشال حريري ومغمضة عينها كانها تتامل في مخيلتها شكـل المسيـح ، فتحت عيني ، بقيت ابوع ع الشمعة ، امنـية مستحيـلة :"رجعها الي طاهرة عفيفة ...."
امنية مبهمة ، تساءلت حينها وانا اتمشى في شوراع اربيل ، اهل الذين يعيشون داخل مستنقــع مليء بالقذارة يخرجون طاهرين ، اصبحـت كالرجل المجنون يضحك جنونهُ ويبكي فرحهُ .
اتجهت لفندق ، طرقت باب غرفتها ، فتحته بهــدوء ، يحاوط جمالها السواد ، متسترة بحجاب عفيف ، رغم الالم التي تحاوطها من كل مكـان الا انهـا تمتلك نور يشع رغم ظلمات الايـام ، كانها تتساءل بعينها عن سبب وجودي ، حمحمت ، وسالت :"شونج ام طـه ..."
هزت راسها :"مليحة يا بني ..."
:"والاطفال ان شـاء الله زينين ..."
:"الحمدلله ..."
:"خوما محتاجين شي ، كوليلي ابد لا تخجلين اعتبريني ابنج ..."
:"لا يا امي الحمدلله كلشي متوفر ..."
هزيت راسي بابتسامة :"اخذي راحتج لعد ..."
وقبل لا اغادر استوقفني سؤالها المعتاد :"ما قوتلي ، اني ليش هوني وليش تغيد(تريد) ترجعني لبغداد ..."
انداريت وابتسمت :"خالـه نرجـع وتعرفين ، اني مثلج كل ما في الامر اجتني الاوامر اجيبج من اربيـل لبغداد واني دانفذها ..."
تفرك بايدها بكثرة ، وتعدل بحجابها وتطبب شعرها الي اصلا مطالع
كالت :"يعني هيج تاخذوني غير اعغف(اعرف) قولي يا امي اني عندي اثنين اطفال اخاف عليهم .."
طمنتها بابتسامة خفيفة :"لا تخافين ، وراح ترجعين بسلامة كل ما في الامر والي فهتمه انتي مهمة جداً لدرجة يحاولون ايوفرون ألج كل مستلزمات الي تفيدج ..."
:"ليش يعني ...؟"
:"لان انتي نازحة وخسرتي بيتج وحياتج من واجبنه نساعدج ..."
:"زين يعني انتوا هساع ساعدتوا كل النازحين بهذهِ الطغيقة(الطريقة) ؟ ..."
ابتسمت مجاملة :"ان شاء الله نساعدهم مثلج ..."
وبعدها دك موبايلي وهربت من اسالتها ، جان رائد ، اول مرديت كتله قبل لا يسأل :" سيـدي كل شي مضبوط ..."
:"متاكد باهر ، حالتهم شونها .."
:"بخير سيدي ..."
:"وفر الهم كل مستلزمات الازمة ابد ما اريد تقصييير ابدددد مفهوووووم.."
:"مفهوم سيدي ..."
:"عفيه بابني بطل ..."
نهيت الانصال ، وطلعت من الفندق ، استنشق هـواء رغم البرد الذي يدلهم على اربيل ، سمعت فرقة عزف ، تلفتت يمين ويسار ادور مصدر الصوت ، جان ينبعث من مسرح قريب من الفندق ، واتجهت لاتجاه الصوت ، فتحت البـاب مكان معج بالناس ، مسرح جبير يتوسطة مجموعة من العازفين جان الموسيقار يبــدع ببث الموسيقى كسرعة الرصاص وجمال الجنـدي بالانتصار ، كعدت رغم عدم معرفتي بالمكان ، وبقيت استمتع ، ادق باصابعي ع فخذي ويه الحان الموسيقى ، غمضت وبقيت اردد بصوت خافت
اضعف كدامك بس انت
وتمالك نفسـي بهلسكته
توقف الحن ، واعتلى تصفيق ، وطلعت وكملت الاغنية والهوى البارد يضرب على بشرتي
ضايع عمري القبلك عشتة
كل عمري ضايع انة عشتة
خليت ايدي بجيوبي ، واتمشى بالفناء ، غمضت عيني ودندت باغنية هيثم يوسف
نظراتك تحرجني و انسى
وين اتدويني ليا مرسى
دك موبايلي ، ابتسمت من شفت الاسم ، رفعته :"اشتاقيتلي يمكن .."
قهار:"اي حبيبي تعال اخذني من بيت اهلي بعد ما اكدر من الشوق ..."
:"اعذريني اني رايد روحي ما اجي لموصل وافوت برجلي لموت ..."
:"ايييييه اييييه يا ييمه طلع رجلي ع حقيقته ..."
:"متبطل سوالفك انت ..."
:"لك بوووويه مشتاقلك وعليييي ابن ابي طالب ..."
:"اني هم مشتاقلك وما بيناتنا هسـه غير 85 كيلومتر..."
:"ليش وين انت ..؟"
:"باربيــل ..."
:"ما سامع مهمة باربيل احنه مو شغلنا بالموصـل..؟"
:"مثل تسمية الرائد هذا شغل من نوع الخاص سبشل يعني ، ما اعرف شنو الغاية من الموضوع بس طلب اجيب عائلة تتكون من ام وياها اثنين اطفال يعني هم شباب ، جانوا يسكنون مخيمات اربيل .."
:"ام طـه ...؟؟؟؟"
عقدت حاجبي :"تعرفها ...؟"
:"ما لكه غيرك يجيبهم ..."
:"ليش اني شبيه لو شك بتقصيري ...؟"
:"شوكت ترجع ..."
:"لا جواب السؤال بسؤال قهار .."
:"اي اعرفهم وحق المعرفة هم ، بس ما اعرف شوكت تتعلم ما تسال !!!!..."
:"المهمة مهمتي، ليش حتى ما سال .."
:"من قائدك ياذن تسال وقتها اسال ، لو ما تعرف هذا الشي يا ملازم باهر ..."
:"اعرفه مستقبلاً يا سيدي الملازم الاول قهار ..."
:"لا ما يفيد اعرفه هسـه .."
:"انت هناك ومعلومات كلها توصلك شنو انت ..؟"
:"جني الازرق .."
:"مضحك ..."
:"احد طلب منك تضحك ؟ .."
:"لا عفو سيدي ..."
:"عفيه ابني تادب .."
:"دنجب وكلي قصة هذهِ العائلة ..."
:"باهـر ..."
:"ها ..."
:"باوع حواليك وين ما شوف حايط لو تضرب راسك بيه الف مرة مراح اكلك ..."
:"نذل لان .."
:"لا اسوي واجبي الوطني بحذافيره ، مخلص مخلص بابا اني ..."
:"مخلص لو مليان ..."
:"هههههاي تافهه .."
:"مثل خلقتك الزفرة .."
:"دولي ولي ، لحظة انت وين صدك يمهم؟"
:" لا برا داتمشى ..."
:"باهر لا تعوفهم وحدهم ..."
:"وين عايفهم اني، بالفندق هم، اروح انام وياهم بعد؟.."
:"حتلو روح صير قريب منهم ، من الممكن يهربون..."
:"انت ضحك ، شبيك بابا شيهربون ناس جبناهم من مخيمات الي ميتين برد بيها وخالهم بفندق مليان دفو ونريد نوديهم لبغداد ونحضر الهم مسكن ومعيشة ويهربون !..."
:"باهررررررر ..." سكتت
رجع يصيح :"روووووح شوفهم اني اعرف شي وانت تعرف شيييي يلللله بسررررعة ..."
:"قهار تره اوفر انت صاير ..."
سديته بوجه ، واهز ايدي ، تمشيت بطيء الفندق قريب ، يدك موبايل ما ارد ، دزلي رسالة (روح شوفهم وتاكد لصير حمااااار ، وحسابك بعدين من سد الخط بوجهي ) ، يعرفني اتخبل اذا يصيح ، واتجهت لغرفتها ، رغم متاكد بس خلاني بحالة شـك ، دكيت الباب ، مرت دقائق ماكو ، صفنت وفركت وجهي ، دكيته اقوى بطريقة اشبـه بدكات الرائد عند اقتحام بيت ، فتحت الباب ومبين ع وجها الرعب :"امي باهر صايغغ(صاير) شي .."
اخذت نفس ، وابتسمت اطمنها :"لا خاله ردت اسالج اذا محتاجه شي ..."
عقدت حاجبها بدهشة :"لا يا امي ما محتاجين شي ، لا تعذب نفسك كل شوي تحدر اذا نحتاج شي انت خليت النا موبايل ورقم اخابغك(اخابرك) عليه ..."
:"اخذي راحتج لعد ، وعذريني ع الازعاج سويت زحمة .."
:"لا يا عيني رحمة ..."
تركت المكان بفشل ، وخابرت قهـار اول مرد رزلته :"انت صدك متستحي خلتيني بهذا الوقت المتاخر من اليل ادك ع المرة مجنوووون انت مجنوووون ..."
:"شونها موجودة مو ..."
:"لا بعدهي بالمخيمات ..."
:"لصير تافههه ولي من وجهي ولتحجي وياي اسبوع ..."
:"لا حبيبتي لا تركيني ما اكدر من صوتج العذب اذا ما انام علي.... "
سده بوجهي ، هزيت ايدي معاجبني ، نزلت للاستعلامات ، واكدت عليهم ينتبهون لكامرات ويراقبون تحركات هذهِ المراة ، وانطيتهم جنسيتي وتاكدو اني عسكري يلــه بعدوا الشك عني بسبب اصراري ع مراقبتها، اطمأنيت هيج ويله كدرت ارتاح وانام ، ثاني يوم ، اتجهت لغرفتها وطلبت تحضر نفسها ، كعدت انتظرهم بالصالة الارضية مقابيل باب الخارجي ، اجاني واحد من الامنية :"سلام عليكم ..."
:"عليكم السلام .."
:"سيدي مثل متوقعت المدام رادت تطلع ويه طلوع الشمس بس منعنها ..."
ويه ما جان يحجي اجتي من بعيد هيه وجهالها طه وضي ، تفرك بايدها وتبارع على اتجاهي ودنك ، قبل لا يوصلون كتله :"مشكور مقصرت ..."
بعد ما راح وصلت ، وابتسمت ابتسامة مزيفة وكالت :"صباح الخير .."
:"صباح نور ، هلا خاله تفضلي ..." اشرلتها ع مكان تكعد بيه ، نظراتها تنقلت بين المقعد وبيني ، وكالت بتوتر :"لا يمه خليني واقفة ..."
:"ليش يمه ليش تعالي كعدي ..."
:"لا يمه مو من مقامي اقعد وياك وانت شاب ومن هذول العساكر والك اسمك عيب وحده مثلي بهذهِ ملابسي اقعد وياك ..."
ما تخلي عينها بعيني مدنكه وتحجي ، ضي لازمه ثوبها ، وطـه يراقب بصمت
:"ماكو هيج شي خاله الناس مو مقامات ، وكلنا بشر ومخلوقين من طين ، منو اني حتى اسوي مقامات لخلق كلهم نهايتهم تراب ومرجعهم عند رب واحد ؟ وهناك لا مقامات تفيد ولا شي كل الناس تكون سواسية ..."
ورجعت اشرتها :"تفضلي خالـه من فضلج ..."
كعدت بدون تعليق ، وسالتها دون قصد واني انتظر الريوك يوصل :"خاله جبتلج ملابس خاف ما عجبنج ..."
دنكت لابسه جفوف واصبع الصغير مشكوك تحاول تغطي بتوتر :"اعغف(اعرف) يمه ملابسي مو من مقامك ، بس ان شاء الله اني بس اغجع(ارجع) لبغداد اشتغل واجيب ، غحم(رحم) الله والديك ويسغ(يسر) امغك(امرك) ، بس ما اقدر اتقبلها منك اذا نيتك تصدق اكو ناس حالها اسوء غوح(روح) اصدق الهم ..."
حمحمت وحاولت اسيطر ع هدوئي رغم فهمها الخاطيء عني :"انتي ام واخت وامراة عظيمة ، الج عزت نفس وهذا الشي طبعا مو قليل وناس نادر اليوم شوفيهم مثلج ومثل امثالج ، بس اني من جبتها الج مو بحجه صدقة ، صدكيني اعتبرتج امي وجبتلها ملابس ، واذا انتي ما معتبرتني ابنج عادي ...!"
:"لا يمه والله فدوه لقلبك ، بس اني ما اكدغ(اكدر) اتقبلها منك ..."
:"يعني اذا بيوم طه جابلج مراح تتقبليها منه؟"
سكتت ، ابتسمت :"اذاً اني ابنج الثاني ولازم تتقبليها مني هم ..."
هزت راسها بالقبول ، واجا الاكل ، ملامح دهشة تبين ، تاكل ببطيء وتباوع عليه ودنك مثل الي تريد تقرا نيتي اتجاها شنو ، طه اكل بشراهه وضي كذلك ، فرحت وسالتهم :"الاكل طيب ...؟"
وردت ضي :"يخبل عمو يخبل ..."
ابتسمت :"شكد عمرج انتي ؟؟.."
:"18سـنة ..."
:"حلو بيا صف انتي ؟..."
وبانت تعابير الحزن على ملامحها :"بطلت من تركنا بيتنا ...."
:"ان شاء الله ترجعين بس تستقرون ..." وانداريت ع طــه ، نظراته بالفراغ ، سالته :"وانت طـه شكد عمرك ...؟"
باوع عليـه جمود وبرود :"ما حاسب بس يمكن 19.."
نظراتي انتقلت عليها عيونها لمعت بفرح باطفالها ، بعد الريوك اخذتهم بعد ما بدلوا ، وبعدها انطلقنا البغداد ، كعدتها يمي بالصدر ، وطه وضي وره ، دزيت رسالة لقهار بعد ما كالي ابو الامنية عن محاولة هروبها ، بالطريق خابرني :"وينك انت ...؟"
:"بالطريق لبغداد .."
قهار :"همه وياك ..."
:"اي ...."
:"اطلب منك طلب كاخ قبل لا اكون اكبر منك برتبة .."
:"من تحجي هيج يعني اكو شي جبير .."
:"باهر وعدني تسوي هالطلب ..."
:"حسب الطلب ..":
:"بدون اسئلة سوي..."
:"ما اوفقك، تعرف فضولي ..."
:"بس هالشغلة تخصني ...."
:"قهار داسوق انت تعرف لو اشرحلك ، ففضني شتريد ..."
:"ما تكول لــرائد حاولت ام طـه تهرب .."
:"شووون ...."
:"مثل مسمعت ..."
:"ما سمعت اني .."
:"باهـر لخاطر خوتنه ..."
:"المهمة انطانيها الرائد ، وتريدني ما اوصله اكثر معلومـة مهمة ؟ "
:"اي لان اني طلبت منك ..."
:"قهار انت تعرف السبب الي خلاها هيج سوي ؟!..."
:"اعرفه لهذا ما اريد رائد يعرف ..."
:"ليش احسك متورط ؟!!!"نحن سجناء في الحرب لـــــكن بحرية
عندما تطيرون بين سطور هذه الرواية التي من الصعب أن تُوجَزَ كلماتها بحروف قليلة، تشتد أمواج الرياح على أبطالها، إما أن يموتن غرقًا أو يعيشن من خلال إنقاذهن من يد حورية البحر.
أنت تقرأ
سجناء في الحرب
Historical Fictionتروي حــكاية امرأة مسيحية مصـلاوية تستغل مهنتها الطبية لتعمل بستشفيات الارهاب(داعــــش), وتكتشف اسرار من خلالها تكون عميلة لدى قوات سوات (مكافحة الارهـاب). هل ستكون اسيرة كــالسبايا بعد اظهار الــحقائق، ام هنـاك منقذ يختصر الزمــكان؟ الروايـة متكام...