START✓

185 12 3
                                    


.

يتقلب بفراشه بغير راحة حبيبات العرق قد تشكلت على جبينه وخصلات شعره الغرابية التصقت
ببشرته

وجنتيه محمرة بشدة و شفتيه مفرقة بخفة يلتقط أنفاسه بصعوبة ، السخونة انتشرت بجميع جسمه

جثمانه أصبح شاحبا لا يستره سوى سروال نومه الاسود مع بروز عضلات صدره التي تظهر على الملأ ، شفتيه الملتصقة قد تفرقت تهذي بأشياء لا معنى لها

" أمي " صوت تسلسل إلى مسامع النائم أيقظه من غفوته التي لا تكتمل حلم سيء أو كما نطلق عليا كابوس يتراود الي الفتى العشريني انخطف لبرهة من وسادته الناعمة تزامنا مع تغير لون بشرته الناصعة

ظلام دامس أعمى بصيرة المستلقي لساعات دون علمه ليجد نفسه لوهلة في أفق عالمين متوازيين حيث يلتقي السواد بالاحمرار ، لونان يتناسقان على كل شيء لكن في نظر ذو الهالة السوداء لا فارق بينهما سوى الزمن خط فاصل بين الماضي والحاضر بين البؤس والبرودة في وسط أفق حيث يلتقي السماء بالشمس لتشكل تناسقا وتكاملا لا يمكن التعبير عنه بمجرد الكلام

في لحظة أخذ برهة من الأوكسجين الذي كان يفوح غرفته ليتنفس الصعداء بعمق سامحا لصدره بالصعود والنزول اثر ضربات قلبه التي تأخذ طربا متناغما للاذن

تحرك من مكانه هذا ليجلس على حافة سريره ، لا يستطيع السيطرة على عدد دقات قلبه في الدقيقة والثانية الواحدة ليتجه نحو نافذته الملكية

مقلتاه تتجول يمينا ويسارا ليلمح اولئك الاشخاص ببذلاتهم السوداء واخضرار الحديقة يعم أرجاء إحاطة بيته

لكنه لطالما فضل اللون الاسود كغيره من الألوان لأنه في نظره يمثله ويبرز هيأته وشخصيته ، الورد الاسود والأشواك المحيطة به هذا ما ينجذب له جسده

أخذ برهة ليشرد ويسقط في فوهة عالم افتراضي ، حيث تُؤخذ خلايا أنسجة أدمغتنا في رحلة لا ندرك متى تنتهي او لا نعرف لها وقتا لتبدأ

لا يزال هذا المنظر الذي يمر أمام عينيه السوداويتان يراه منذ طفولته لكن هذا الطفل اختفى بين ظلمات الزمن

رمى نظرات اللاسى بعيناه السوداويتان وبقامته تلك أخذ ينادي على خدم منزله ولكن كلمة واحدة كان يطلقها من فمه تكون كفيلة لإحياء وبث الرعب في كامل خلايا الجسم

دخلت إحدى الخادمات والخوف يتحكم في كامل جسدها ، توقفت أمامه كانت تبدو فتاة يافعة في مقتبس عمرها ذات ملامح جميلة وشعر انيق رغم بساطته
أخذ ينبس بهدوء كالفحيح هامسا لها

YOUR EYES TELL ||J.JKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن