طُغيان

58 6 270
                                    




أيام من بعد حادثة المصعد، وبعد ثاني مقابله.

طالب سنة ثالثه من مسار الهندسة، تخصص هندسة مدنية،

صقر رسلان الــــ..

الورقة بين أصابعه تعكفت من شدة ضغطه عليها، مرر اصبعه على الاسم اكثر من مره الحبر تداخل في بعضه، هذا اسمه اجل؟ ردد الاسم في راسه اكثر من مره، ردده حتى بصوت خافت اقرب للهمس، من بين كل أفكاره ذكرى مرت، تعليقه على شنب الولد، وضحك لوهلة على سخرية الوضع، طبعا اسمه بيكون شي ثقيل عاللسان، يطابق حدة صاحبه، وينم عن شيء من الفخامة، تنهد ودخل الورقه بجيبه،

متوتر ايش مفروض تكون خطوته الجايه؟ دليله الوحيد مجرد اسم وتخصص، بدون أي خطه لكيف بيقدر يوصل له ابعد من كذا، هل بيوقف قدام كل كلاس او يدخل يدور عليه بين الكراسي؟ وين المنطق هنا؟ بس ايش بيكون الحل؟ 

تنفس برجفه وحاول يشجع نفسه اكثر، فكرة انه هنا في هالمبنى بحد ذاتها اقصى الحدود الي عناد عمره تخطاها، ولحد الان وهو يخطي اقرب واقرب لهذا الصقر، مايملك ادنى فكره ايش غايته منه؟ لأن ماعادت قلادته اهم مايستحوذ عقله الان، والي يخلي دوافعه اضعف الان، وش يوديه له؟ وعد نفسه ما يفكر بالي صار ابدا! وان بيترك كل شي على ماهو عليه مو مضطر يجر نفسه بهذي العوامه! ولا؟

لأن مايهم كيف ولت الأمور، ذاك كان شخص غريب قابله مرتين فقط وماعاد فيه شي يربطهم وش بيهم اذا بان عليه الضيق من عناد؟ باخر المطاف عناد ماضره بشي ولا اساء له، حيله بنفسه مو مجبور يصحح أي أفكار مغلوطه عن نفسه عند الغير، اذا بنعيش نلاحق ورا غيرنا عشان نكسب رضاهم فينا؟ وش بنلقى بالمقابل؟ دمرنا ذواتنا بالمجان، مسعى مثل هذا نهايته قاحله ومصير الندم يبتلع أي احد يتخذه،

كان هذا اخر قرار توصل له، بيريح راسه وكل شي بيمضى، في غضون أسابيع عقله بيمحي كل الي صار تمامًا، لذا كيف انتهى فيه المطاف هنا؟ يمشي بلا هدى، بدون نوم كافي، وبدون طاقه تشفع له على الاطلاق، اكيد ولا كيف بيكون عنده طاقه وهو قضى الليله الي قبلها يتقلب في سريره تلسعه ذاته بلومها له، انسى انه عارف شي ومتيقن من قراره الحالي، التنفيذ شي مختلف،

انه يعرف نفسه مابيهنى له نوم وهو تارك الوضع على ماهو عليه بينتج عنه ليالي فقيره راحة، عقله يتفاوت من بين انه مايهتم وبين انه مايسمح له يغمض عيونه لو ماتصرف، لو ماصحى بدري بعد مجرد ساعتين نوم، بعيون محمره تحرقه، وبمجرد كوب قهوه ينشطه، لأن شلون يمر شي من فوق راسه بدون مايحاول يسيطر عليه؟

للمره الثانيه، الانطباع الأخير، الانطباع الي بيعلق في عقول الأشخاص عنه هو مسؤوليته، بقبضة يده يبدله قد مايقدر ويسيطر عليه زين، جلده مو بس يحكه الا يحرقه، كيف بيمر في بال هالشخص وبتكون أفكاره عنه سلبيه ومشحونه بالشكل الي كان عليه اخر مره شافه؟

التجبّر والعصيانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن