1_فتى الأرجوحة

509 53 53
                                    

كنت حزينة للغاية

لا

بل مكتئبة للغاية

أظنني فكرت بالقفز من أعلى البناية، و لكنني تراجعت في اللحظة الأخيرة، فقط لكوني تخيلت رد فعل والدتي التي إبتسمت أخيرا بعد سنين من محاربتها للدموع السيئة

لا أصدق أنني وصلت إلى هذا العمر و لازلت أملك تلك العقدة

عقدة الفشل

أكره أن أفشل بشيء ما مهما كان حجم أهميته، أكره أن يسبقني أحد، أكره أن يتفوق علي أحد، أكره أن ينقص مني أحد، أكره أن أرى شخصا أفضل مني بشيء ما، لأنني أشعر بالضعف

كما يناديها الناس، وجه القطة تلك أهانتني اليوم أمام الجميع، فشعرت بكوني فاشلة

كرهت نفسي و كرهتها ثم كرهت الجميع

أنا لاليسا مانوبان... و لأول مرة أشعر أنني ضعيفة للغاية

غادرت المبنى مسرعة بعد أن إستوعبت مدى العلو الذي نويت القفز منه، شعرت بالغثيان ما إن تخيلت نفسي أتحطم لأشلاء فور
وقوعي

غبية بما كنت أفكر

كنت أركض دون وجهة ، أركض حيث لا يوجد أحد أعرفه، فقط أركض و أركض دون توقف، أنتظر من الرياح أن تجفف دموعي المالحة و التي بدأت تحرقني داخليا بالفعل

تمنيت للحظة أن يسكت العالم كاملا، ثم أصرخ بأعلى ما أملك أمام الجميع، و أخبرهم بما أمره به

تعبت ثم توقفت أمام حديقة أطفال، خطوت ببطئ داخلها ثم قصدت الأرجوحة

من بعيد بدت فارغة، و لكنني عندما وصلت وجدت فتى غريبا يجلس هناك دون تحرك

تجاهلت وجوده وجلست بالمقعد الثاني بكل هدوء، كنت قد مسحت دموعي بالفعل ولكن سحبي لماء أنفي كان يصدر صوتا مزعجا يفسد الأجواء الهادئة هنا

كنت أعلم أنني أزعجه بهذه الحركة لذا و بكل أدب قررت الإعتذار منه على صنعي لكن هذه الضوضاء

" آسفة
الأمر ليس بيدي "

لم يجبني، لا بل تجاهلني عن قصد!

الحديقة فارغة و أضواء الشوارع لا تنير هذا المكان أبدا فصعب علي التعرف على ملامحه أو تعابير وجهه

من يعلم قد يكون هو الآخر حزينا مثلي و يحتاج المساعدة من أحدهم و لكنه يخجل من طلبها

فتى الأرجوحة || liskookحيث تعيش القصص. اكتشف الآن